* برلين بقلم كلايف فريمان «د. ب. أ»:
قال دوجلاس دافت رئيس مجلس إدارة شركة كوكاكولا الأمريكية التي تتخذ مقرا لها في ولاية اتلانتا والتي تعمل في مئتي دولة إن كثيرا من دول العالم تنظر «بسلبية متزايدة» إلى الولايات المتحدة.
وقال دافت «كثيرون خارج الولايات المتحدة ينظرون إلى القوة العظمى الوحيدة في العالم بشك متزايد وبعداء في بعض الحالات.. بلغ تفوق الولايات المتحدة العسكري والاقتصادي.. درجة لم يصبح معها أحد أو دولة محايدا تجاهها».
وقال دافت في لقاء مع رجال الأعمال الألمان بالأكاديمية الأمريكية في برلين في الآونة الأخيرة «كثيرون يرون أن الولايات المتحدة لا تهتم إلا بمصالحها وأنها متعجرفة ولا تسعى إلا لتحقيق أهدافها الخاصة بغض النظر عما يراه العالم».
وأشار إلى أنه «رغم احترام القوة الأمريكية والتطوير والتكنولوجيا الأمريكيين والبراعة العسكرية الأمريكية فإن مظاهر التفوق هذه نفسها تثير الاستياء».
وقال دافت إن نتائج الأبحاث التي أجراها في الآونة الأخيرة «مشروع بيو لقياس المواقف في العالم» في دول تعتبرها الولايات المتحدة من حلفائها الرئيسيين أشارت إلى «نتائج مثيرة للانزعاج».
وذكر أن النتائج أشارت إلى تناقص عدد من ينظرون «بإيجابية» إلى الولايات المتحدة بدرجة كبيرة مقارنة بما قبل ثلاث سنوات، حيث تراجع عددهم في تركيا بنسبة 22 في المئة وفي باكستان بنسبة 13 في المئة وفي الأرجنتين بنسبة 16 في المئة.
وأضاف ان النسبة تراجعت «بما لا يقل عن 17 في المئة في ألمانيا»، وحتى في مصر التي اعتبرت لزمن طويل حليفة للولايات المتحدة لم يعد سوى ستة في المئة من شعبها ينظرون إلى أمريكا نظرة إيجابية.
وقال إنه في الدول «الصديقة» يعتقد كثيرون أن الولايات المتحدة عندما تتخذ أي إجراء فإنها تتجاهل مصالح الدول الأخرى، وأن 25 من البريطانيين يرون هذاا لرأي و70 في المئة من الروس و17 في المئة من الأردنيين و52 في المئة من المكسيكيين.
وذكر أنه مما يثير القلق بنفس الدرجة أن غالبية سكان جميع الدول تقريبا التي شملتها الأبحاث يرون أن السياسات التي تنتهجها الولايات المتحدة تساهم بصورة مباشرة في تزايد الفجوة بين الأغنياء والفقراء في العالم.
وأضاف «يرى نحو 70 في المئة ممن شملهم البحث في ألمانيا هذا الرأي»..
وقال دافت إن القرن الحادي والعشرين يحتاج إلى أن تصبح الولايات المتحدة و«أوروبا الجديدة» شركاء حقيقيين، وهو ما يعني الاعتراف المتبادل بالمساواة الحقيقية وبأن يحترم كل جانب «اختلافات الجانب الآخر وأن يتعلم إدراك قيمتها في عالم متنوع».
ومنذ انهيار الامبراطورية السوفيتية الذي رمز إليه سقوط سور برلين أصبحت الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة في العالم، لكن العالم لم يعد يبدو «آمنا» في نظر الشعوب على جانبي المحيط الأطلسي.
واستطرد دافت قائلا «إن الأوروبيين والأمريكيين يواجهون مجموعة كبيرة مختلفة من التهديدات المخيفة والتحديات بينما تواجه الولايات المتحدة صعوبة متزايدة في إقناع الآخرين بالحلول التي تقترحها».
لكنه ذكر أن هناك وسائل تستطيع الشركات أن تساهم بها في مواجهة التحديات المتعلقة بالعولمة والشراكة عبر الأطلسي.
وحذر من أن مشاكل المرض والجهل والجوع والظلم في العالم يمكن ان يكون لها أثر مدمر مثل الحروب تماما إذا لم تعالج، مضيفا ان «الحيوية والأسلوب العملي اللذين تتسم بهما الأعمال يتعين أن يكونا جزءا من الحل».
وقال إنه يتعين على الشركات الدولية الكبرى في العالم أن تبحث «عن طرق جديدة لتركيز الجهود وتوحيدها بهدف تحقيق التقدم نحو الأفضل».
|