* واشنطن أ ش أ:
تزامناً مع قمة شرم الشيخ التي عقدت أمس ولقاءات العقبة المقرر لها اليوم الأربعاء بدأت كبرى محطات التلفزيون الأمريكية في بث سلسلة من الإعلانات من منظمات موالية لإسرائيل تستهدف تشويه صورة الفلسطينيين والتركيز على دورهم في دعم ما يسمى بالإرهاب والحديث عما يسمى بمعاناة الإسرائيليين من العنف.
ويركز أحد الإعلانات على ما وصفه بالضحايا من الأطفال الإسرائيليين الذين فقدوا حياتهم بسبب «العنف الفلسطيني» مع استضافة امرأة إسرائيلية تتحدث بتعاطف شديد عما تزعم أنه حدث لأطفال إسرائيل من معاناة وألم بسبب الفلسطينيين وتدعو الجانب الفلسطيني إلى التوقف عن استهداف الأطفال الأبرياء في حملة العنف ضد إسرائيل.
بينما يبدأ إعلان آخر بالقول إن الفلسطينيين ينافقون بقولهم إنهم يسعون إلى السلام في الوقت الذي يواصلون فيه أعمال الإرهاب ضد الإسرائيليين.
وحرص الإعلان على القول إن إسرائيل وأمريكا معا تقعان ضحية لحملة الكراهية الفلسطينية، وينتهى الإعلان إلى القول إنه مثلما أطاحت الولايات المتحدة بالرئيس العراقي صدام حسين لتورطه في الإرهاب يتعين عدم المضي قدما في أي خطوات سلام مع الفلسطينيين قبل القضاء على الإرهاب الفلسطينيين تماما مثلما قضت واشنطن على صدام تماما.
وتصاحب الإعلانات موسيقى مؤثرة وصور لمجموعات فلسطينية ملثمة تحمل السلاح ومشاهد لحرق العلم الأمريكي ولقطات ممن سقطوا صرعى في عمليات المقاومة الفلسطينية أو ما يسمى بالهجمات الانتحارية ضد الإسرائيليين.
ويمول الحملة الإعلانية بعض المنظمات الموالية لإسرائيل مثل مجلس سياسة الأمن الذي يعود تأسيسه إلى عام 1988 ويحمل شعار «تحقيق السلام عبر القوة» ويرأسه فرانك جافني وهو أحد أقطاب اليمين المتشدد أو تحديد مجموعة المحافظين الجدد المقربين للغاية من أذن وقلب وعقل الإدارة الأمريكية الحالية خاصة وزارة الدفاع الذي تتصدر كلماته التي تشيد بالمركز وعمله موقع مركز سياسة الأمن على الإنترنيت.
يذكر أن هذا المركز نظم حملة مماثلة ضد الفلسطينيين في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 وواصل الحملة ضد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واصفاً إياه بأنه لا يختلف عن أسامة بن لادن وصدام حسين «أعداء أمريكا».
ونجحت الحملة في تهميش الرئيس عرفات في الخطاب الشهير الذي ألقاه الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم الرابع والعشرين من يونيو من العام الماضي.
وتتكرر الإعلانات المعادية للفلسطينيين على مدار اليوم على شاشات محطات مهمة مثل «سي. إن. إن» و«فوكس نيوز» وهما من المحطات التي رفضت بث إعلانات أعدتها السفارة السعودية بواشنطن من أجل الدفاع عن مواقف الحكومة السعودية التي تتعرض للتشويه في أمريكا.
يذكر أن المنظمات الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة وأجنحة اليمين المسيحي المتشدد ترفض خريطة الطريق المعروضة على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بزعم أن قيام دولة فلسطينية من شأنه تقويض دولة إسرائيل وأنه يجب القضاء على الإرهاب تماما قبل أي تسوية.
|