القاهرة : حوار/ تركي بسام
في الموعد المحدد كان اللقاء مع محسن جابر الذي كان يعرف مقدماً أننا سوف نحاول الابحار للفوز بمزيد من المعلومات والأسرار عن حقيقة حكايته مع عمرو دياب الذي ارتبط اسمه في بورصة النجوم مع محسن جابر الذي استطاع ان يقدم عمرو دياب خلال السنوات الماضية في افضل صورة ووفر له كل مقومات النجاح.
البساطة والتلقائية والنقاء سيطر على احداث الحوار الممتد الامر الذي أوجد مساحات من الصراحة والوضوح في إجابات محسن جابر الذي اجاب على كل الأسئلة دون دبلوماسية أو جمل مزيفة.. كان واضحاً في كلامه.
وزادا اعجابي بأسلوب الحوار معه إنه لم يتعمد أن يجرح في أي منافس أو مطرب بل وصف المنافسين باسم مبدعين لانهم استطاعوا التواجد في سوق الغناء.. وكان صادقاً عندما اعلن انه مع صباح كل يوم جديد يولد نجم جديد في عالم الانتاج الذي يصنع نجوماً أخرى في الغناء والتأليف والالحان.
خروج دياب لن يوقف نجاحنا
* «عمرو دياب ومحسن جابر» «حدوتة» تعاون طويل لكنها انتهت مؤخراً .. فما هي حكايتك معه؟
- في البداية أؤكد أن توقيع عمرو دياب لعقد مع شركة انتاج أخرى غير شركتي - عالم الفن - لا يمثل لي أي مشكلة لأن عالم الفن ليست عمرو دياب، ولكنها الادارة الجيدة.. وباقة النجوم الذين يتعاملون معها وعلى رأسهم نجم الغناء العربي هاني شاكر، نوال الزغبي، سميرة سعيد.. وغيرهم، ولا يعني ترك أي فنان مهما كان اسمه أو نجوميته للشركة وذهابه لشركة أخرى ان المسيرة الفنية لها ستتوقف لأن عالم الفن متحرك ومتغير فمثلاً، نانسي عجرم أصبحت خلال 24 ساعة تملأ أسماع المنطقة العربية بأكملها والسبب يعود للمنتج الجديد الذي تعاملت معه وهو اللبناني محمود موسى الذي استطاع تقديمها بشكل جيداً استطاعت به الوصول إلى الجمهور خلال ساعات معدودة رغم انها عملت لوقت طويل مع منتج آخر دون أن تحقق معه مثل هذا النجاح الذي حققته مع محمود موسى.. فالمنتج هو الذي يصنع الفنان وليس العكس.. وعلى سبيل المثال قدمنا في عالم الفن مطربة جديدة هي شاهيناز بأغنيتها «قولي قولي» وأصبح لها كيان على الساحة العربية وحققت مبيعات أكثر من مبيعات عمرو دياب في ألبومه الأخير.
نحن الوقود للفنان
* من استفاد أكثر من وراء الآخر.. أنت أم عمرو دياب؟
- دائماً شركات الانتاج هي الوقود للفنان، وبناء على درجة إيقاد هذا الوقود تحدث سرعة انطلاقة هذا الفنان في عالم النجومية.. فشركة الانتاج هي المايسترو الذي يقود الفنان ومع ذلك فانني لا انكر اجتهاد المطرب ووجود فوارق بين مطرب وآخر فمنهم النشط ومنهم الكسلان ومنهم من تكون له بصمة واضحة في اسماع الجمهور وداخل بورصة الغناء.
عقد عمرو معي ما زال سارياً
* وهل سيكتفي محسن جابر بالتعويض المنصوص عليه في عقده مع عمرو دياب في حالة إخلال أحد الطرفين ببنوده؟
- ما زال عقد عمرو دياب معي سارياً وعليه أن يسلمني ألبومين على الأقل طبقاً للعقد الموقَّع بيني وبينه، فالشروط الجزائية دائما تكون رادعة لكنني لا أقبل العوض في أي عمل والقانون والعقد يجبران عمرو على تسليمي ألبومين.
وعلى الرغم من صداقتي مع عمرو واحتفاظه بها إلا أن القصة لم تنته بعد وما زالت هناك مفاجآت كبيرة في الطريق، فضلاً عن أن جميع الفنانين المصريين اتصلوا بي ليستنكروا مثل هذا الموقف الذي قام به عمرو تجاهي.. ورغم ايماني بأن السوق مفتوح لكن هناك اخلاقيات تحكم العمل في هذا السوق، وأي شركة من حقها أن تحافظ على حقوقها وأقربها عندما تتبنى هذه الشركة موهبة وتكرس لها كل مجهوداتها فلا يعقل بعد ذلك أن تتركها بسهولة للآخرين.
الجوائز العالمية لا تشترى
* قيل إنك كنت السبب في حصول عمرو دياب على جائزة «ميوزك أوورد» التي حصل عليها من موناكو أو بمعنى آخر قمت بشرائها له لأنه كان المطرب الأول لشركتك فما تعليقك؟
- الجوائز العالمية لا تباع ولا تشترى والمحرك الأساسي فيها يكون إدارة التسويق التي تنجح في تحقيق مبيعات كبيرة لأي مطرب.. وجائزة ال «ميوزك أوورد» تعطى للمطرب صاحب اكبر مبيعات في منطقة معينة، فإدارة التسويق هي القائدة في هذا الشيء.. فما أكثر الأعمال الفنية الجيدة لكنها لا تجد من يساعدها على الوصول للناس.
أنا من يملك مزيكا وفي
الطريق قنوات أخرى
* وماذا عن القناة الفضائية «مزيكا» التي يملك عمرو دياب 20% من أسهمها وأنت الباقي؟
- بالنسبة لقناة «مزيكا» أؤكد أنها مملوكة لي ولشقيقي مصطفى بنسبة 100%، أما مشروع انضمام عمرو فكان لقناة مزيكا 2 لأننا نخطط لبث 3 قنوات موسيقية هي مزيكا 1، مزيكا 2، مزيكا3، وكانت فكرتها على أن الشركة - عالم الفن- تغطي نفقاتها بنسبة 100% ثم تعطي اسهما مجانية لمجموعة الفنانين المتعاملين مع شركتنا وكان من ضمنهم هاني شاكر، راغب علامة، سميرة سعيد، هشام عباس، نوال الزغبي، أحمد زكي، يسرا والفنان عمرو دياب وهذه القناة مزيكا 2، كنا بصدد اطلاقها خلال الشهر القادم، وبمشيئة الله ستنطلق وبداخلها كل هؤلاء الفنانين أما عمرو دياب فهو ورغبته.. وبسبب ما اعتزمناه من قبل بخصوص مزيكا2 حدث لبس لدى الكثيرين لأن اسهم الفنانين فيها مجانية ولم يدفع أي فنان فيهم ولو جنيهاً واحداً ولكننا قدمنا لهم هذه الأسهم كحوافز.
بعد أحلام هناك خطة للباقين
* وما الجديد الذي ستقدمه عالم الفن لجمهورها؟
- لدينا موسم صيفي مزدحم بسبب ظروف الحرب الأمريكية البريطانية على العراق والتي تسببت في تأجيل معظم الالبومات التي كانت ستطرح في الشتاء الماضي وقد بدأنا هذا الموسم المزدحم خلال أيام من خلال طرح الألبوم الجديد للمطربة الإماراتية أحلام والذي طرح في وقت واحد في كافة أنحاء العالم ويتضمن الألبوم 12 أغنية تتصدرها أغنية «أحسن» وصورنا إحدى أغانيه بطريقة الفيديو كليب وسنقوم بتصوير أغنية أخرى من نفس الألبوم.
ويليه الألبوم الجديد لصابر الرباعي ثم انغام وتليها لطيفة ثم هاني شاكر فمصطفى قمر ثم هشام عباس وبعده محمد فؤاد وبعدهم الألبوم الجديد لسميرة سعيد التي حصلت على جائزة ال «بي بي سي أورد» منذ شهرين وتسلمتها في لندن، كما حصلت على جائزة ال «ميوزك أورد» من موناكو وتم تحديد شهر أكتوبر القادم لتسلمها وأخيراً الالبوم الجديد للمطربة ديانا حداد.
لا مفاوضات مع وردة
* وما حقيقة وجود مفاوضات بينك وبين الفنانة الكبيرة وردة لشراء آخر البوماتها الذي قامت بتسجيله على نفقتها؟
- لا وجود لهذه المفاوضات وآخر ألبوم طرحناه للفنانة وردة كان «أنا ليه مين غيرك».
لا أؤمن بالاحتكار
* وماذا عن اتهام محسن جابر بأنه يسعى لاحتكار سوق الغناء؟
- لا أؤمن بالاحتكار، وبالعكس أقول إن الفنانين هم الذين يحتكرون مجهودات شركة عالم الفن وأنا لا استطيع احتكار أي فنان أما وجود عقود مع المطربين فهو شيء طبيعي، فأنا لا استطيع أن أنتج البوماً لفنان وهو يعمل مع منتج آخر ولا استطيع بيع الالبوم بدون وجود عقد مع هذا الفنان والسوق يحتمل وجود الكثير من المنتجين بدليل وجود نصر محروس وطارق عبدالله.
لا علم لي بمفاوضات
روتانا مع هاني
* يقال إن هناك مفاوضات لانتقال هاني شاكر إلى نفس الشركة التي وقعت عقداً مؤخراً مع عمرو دياب؟.
- لا أعلم شيئاً عن هذه المفاوضات وأي فنان يريد الانتقال من شركتي لشركة أخرى فإنني أرحب بذلك وعلى استعداد لاعطائه عقده معي حتى لو كان لا يزال ساريا طالما أن في ذلك مصلحة هذا الفنان.
قابلتني المعوقات لأني ناجح
* ما المعوقات التي تقابلك كمنتج؟
- أي نجاح له معوقات، فالشجرة المثمرة هي التي يقذفها الناس بالطوب، وكلما ازدادت ثمارها - أي نجاحها - ازداد القاء الطوب عليها، واعتقد أن أي معوقات تقابلني جاءت نتيجة لنجاح الشركة.
الفنانون المحترمون يعدون على الأصابع
* وكيف ترى الجديد في سوق الغناء؟
- الأعمال الفنية يجب أن يكون فيها نقاء، والاخلاق اختلفت في الوسط الفني حاليا، وهذا الاختلاف في الاخلاق أحد الاسباب الرئيسية لما يسميه الجمهور بوجود أعمال دون المستوى ولم يعد هناك من الفنانين المحترمين إلا القلائل الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة وهؤلاء القلائل هم الذين يستحقون اعطاءهم جميع الامكانيات.
وأحب أن أؤكد أننا في عالم الفن قدمنا الكثير من المطربين على مدى 30 عاماً مثل علاء عبدالخالق ومنى عبدالغني وحنان وعزيزة جلال وهدى عمار وميادة الحناوي وسميرة سعيد وحالياً نقدم برنامج «ستار ميكرز» الذي يهتم باكتشاف المواهب الغنائية الجديدة سواء كانوا مصريين أو عرباً والفرصة متاحة أمام الجميع.
أنا أصنع النجوم
* بماذا يختلف محسن جابر عن غيره من المنتجين؟
- أختلف معهم في طريقة تقديم المطرب واختياره واختياره واختيار ما يقدمه من أغان.. بالاضافة إلى اننا شركة عمرها 30 عاماً في سوق الغناء.. وأنا احترم المنتج الجيد مثل اللبناني محمود موسى لانه استطاع ببراعة تقديم نانسي عجرم للناس وأؤكد أن الانتاج ليس له علاقة بالجنسية ولكن له علاقة بما أقوم بانتاجه لهذه المطربة أو ذاك المطرب.. فمثلاً أنتج لاحلام باللهجة الخليجية، وسميرة سعيد باللهجة البيضاء أو المصرية لأنني لو أنتجت لها بالمغربية لن يسمعها إلا المغاربة الذين يفهمون اللهجة المغربية، وعندما أقدمت على انتاج دويتو لعمرو دياب مع الشاب خالد كنت أهدف لتوسيع الشريحة التي تستمع لعمرو بأن أضم له من يسمعون أغاني الراي ويحبون الشاب خالد وبالتالي يستمعون للمطرب الذي سيشاركه الغناء.
وما أقوله هو ذكاء المنتج الذي يصنع النجم.
| 
