انتهى دوامي الوظيفي.. عدت إلى منزلي مباشرة.. الشمس حارقة في الشرقية ابتهاجاً بمقدم فصل الصيف.. دلفت من خلال بوابة المنزل.. الواجهة الأرضية للمدخل رخام.. اغلقت الباب خلفي..تقدمت قليلاً فاجأتني حشود الذباب، وقد افترشت الأرضية، كما لو أنها تحيي حفلة عرس لإحداهن.. لم يأبه الذباب، ولم يلفت انتباهه مقدمي.. استمر على وضعية افتراش الأرضية الرخام.. أحضرت مبيداً للحشرات المنزلية.. (Insect Killer).. قمت برش عدة بخات على حشود الذباب.. تطايرت.. حلَّقت للأعلى.. دقائق، ثم عاودت افتراش الأرضية الرخام.
نظراً لخاصية البرودة التي يتمتع بها الرخام أمام طقس مقبل على ا لحرارة الخانقة في الشرقية.. عاودت افتراش الأرضية وهي أكثر حيوية، وانتشاء، فبررت عدم تأثرها بالمبيد لكون المكان مفتوحاً مما أدى إلي تطاير ذراته في الجو، وتلاشي مفعوله، إذا ما أخذت في الاعتبار عبارة كتبت على المبيد - تؤكد قوة مفعول هذا المنتج «السعودي» - أسفل العبوة، بداخل شريط أصفر.. تقول العبارة: «إبادة تامة».. بجانب عبارة «تم تركيبه ليعطي بخات قوية تقضي نهائياً، وبسرعة على جميع الحشرات المنزلية الطائرة والزاحفة»، فقط على مستخدم المبيد أن يرشه على الحشرات مباشرة، أو ببخات متقطعة، ويترك الغرفة مغلقة لمدة 10 دقائق ثم يعرض الغرفة للتهوية.
أخذت بارشادات الاستعمال، وأطلقت بخات متقطعة مكثفة في صالة الجلوس، وضاعفت مدة جعلها مغلقة ثلاث مرات، وبمجرد فتحي للباب تقافزت الحشرات مرحبة بي.. وشاكرة لي على حمام السونا «السعودي» الذي تكرمت به عليها..، فقد منحها حيوية أكثر، ونشاطاً مضاعفاً، مكنها من إهدائي عدة قبلات في نواح متفرقة من جسدي، ما يزال أثرها حتى الآن.. ولا عزاء لـ «شوت».
ص.ب 10919 - الدمام 31443
|