تشير الإحصاءات إلى أن هناك (7000) إصابة بالسرطان يتم اكتشافها سنوياً في مناطق مختلفة بالمملكة، وأن ما يقارب 30% من هذه الحالات يتم تشخيصها في مراحل متقدمة من المرض.
ومن المعروف أن للأورام أنواعاً عديدة ومختلفة، كما أنها تحدث في مراحل متفاوتة من العمر، إضافة إلى أن هناك أنواعاً تصيب النساء أوالرجال بشكل خاص، كما أن هناك أوراماً تنتشر عند النساء بدرجة أعلى من الرجال والعكس صحيح.
ومن أنواع هذه الأورام التي لها نسبة عالية في الانتشار سرطان الدم، سرطان الثدي، سرطان الرحم، سرطان البروستاتة، سرطان القولون، سرطان الغدة الدرقية. وهناك أنواع أخرى تصيب أعضاء مختلفة في جسم الإنسان.
وبالرغم من عدم تحديد سبب بعينه للإصابة بالسرطان إلا أنه يوجد عوامل مساعدة لها علاقة مباشرة بحدوث السرطان، وعلى سبيل المثال، العوامل الوراثية، التدخين، تناول الكحول، الزيادة المفرطة في الوزن، تناول كميات كبيرة من الدهون، إضافة إلى عوامل أخرى عديدة.
وتكمن الخطورة لهذه الأورام في عدم وجود أعراض مباشرة للإصابة بها في مراحلها الأولى، وغالبا ما يتم اكتشافه في مراحل متأخرة بعد أن يكون قد انتشر المرض في الجسم وأصبحت فرص علاجه محدودة، وبالتالي تكون حياة المصاب مهددة بالخطر في أية لحظة.
ومن هنا تأتي أهمية التوعية والتثقيف لأفراد المجتمع بهذه الأمراض من خلال النشرات والندوات العلمية التي من شأنها إبراز مدى خطورة هذه الأمراض على المجتمع، مع ضرورة التركيز على أهمية إجراء الكشف الطبي الدوري.
وقد تم إعداد برامج للفحص الطبي الشامل بمستويات مختلفة ويشتمل على الفحوصات الأساسية التي تساعد على الاكتشاف المبكر لهذه الأمراض، وتأتي أهمية الإكتشاف المبكر للأورام السرطانية في إمكانية علاجها والقضاء عليها تماما في مراحلها الأولى، وهذا بالتأكيد يمهد لطريق الشفاء منها بإذن الله.
ونؤكد نحن الأطباء على أن السبيل الوحيد للوقاية من هذه الأمراض والحد من انتشارها هو إجراء الفحص الطبي الشامل وبصفة دورية أي بمعدل مرة كل عام، وخصوصا للأشخاص الذين لديهم عوامل مساعدة للإصابة بالأورام السرطانية، كما نشير إلى أن تكلفة هذه البرامج بسيط جدا بالمقارنة بتكلفة علاج هذه الأمراض في حال الإصابة بها لا سمح الله، هذا بالإضافة إلى المعاناة التي يعاني منها المصاب من تأثير هذه الأمراض، ودائما وأبدا نقول بأن الوقاية خير من العلاج.
* مدير عام المستشفى
|