قبل أكثر من عقد من الزمن وكنت وقتذاك مسئولاً عن الشؤون الرياضية بالزميلة الرياض جاءني عبر الهاتف صوت سمو الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز.
وكان وقتها رئيسا للأهلي وبعد حديث ودي بيننا كان سموه وكعادته في منتهى المثالية والاحترام وقبل ان ينهي المكالمة قال لي كلمة لم انسها واعتقد انني لن انساها ابداً حين قال: «يا محمد أرجو أن تقرأ ما كتبه مندوبكم في جدة الأخ (...........) عن النادي الأهلي وانا راض بحكمك سواء لنا كنادٍ أو ضدنا» فاعدت قراءة الموضوع الذي كان يشتمل على انتقادات حادة للأهلي ومسئوليه ولو كان ذلك الموضوع عن ناد آخر لاتخذ اجراءات غير تلك التي اتخذها الأمير خالد الذي تحدث مباشرة مع مسئول الشئون الرياضية.. وطالب بأن يحكم بنفسه على الموضوع وقبل ذلك وبعده كان الرجل يحتفظ بهدوئه ومثاليته التي لا تهز كبرياءه الذي تتميز به شخصيته الفذة والتي دفعت الكثيرين للتعاطف مع الأهلي لوجود رجل بمكانة وادب وتهذيب خالد بن عبدالله.. تذكرت تلك المكالمة المفيدة «مهنياً» لي وانا اسمع سموه يتداخل مع برنامج صافرة بهدوئه ومثاليته واحترامه للآخرين فاوصل ما يريد بهدوء وكشف عن كل الاخطاء برؤية الكبار مما دفع الزيد والناصر قبل غيرهما على التفاعل مع مداخلة سموه والتجاوب والتحاور معه بكل ديموقراطية.. مسئول كهذا هو ما نبحث عنه.. مسئول كهذا هو ما نحتاجه.. مسئول كهذا هو من سيساهم في تقويم الاخطاء.. مسئول كهذا هو من سيدعم القيادة الرياضية على تحقيق النجاح بعيداً عن الضوضاء والفوضى والانتقاص من الآخرين والنيل منهم والتندر باشكالهم واسمائهم.
يا امير الأهلي الكل يتحدث عنك باعجاب.. الكل يشيد بمثاليتك.. الكل معجب بمداخلتك التي أضفت على برنامج صافرة الكثير فكانت الحلقة الأخيرة مثيرة وجميلة ومفيدة.
كثر الله من امثالك ورزقنا الله المزيد من هذا النوع من الرجال في الاندية.. اما البطولة يا سمو الأمير والتي خسرها الاهلي فمن ابرز ايجابياتها انها اعادت لنا خالد العبدالله بفكره النير ورؤاه الثاقبة، واعادت فتح مدرسة ابوفيصل للمثالية والمنافسة الشريفة بعنوانها الحقيقي «تعالوا نختلف من اجل المصلحة».
شكراً لك يا سمو الأمير على مواقفك المثالية.. وبالتوفيق دائماً لك وللأهلى وللرياضة السعودية.
| 
