طبقاً لمفهوم الرعاية الصحية الأولية فإن صحة الناس تعتبر مسؤوليتهم الأساسية، وهم مصدر هذه الخدمة والمستفيدون منها وهم كذلك من يجب أن يحددوا المطلوب القيام به من أنشطة لتحسين الصحة، ويمكن أن تظل هذه النظرة الشاملة دون تحقيق عملي إذا وقف المجتمع موقفاً سلبياً، متوقعاً من الجهاز الصحي اتخاذ القرار بدلاً عنه وتقديم ما يحتاجه المجتمع دون مشاركة منه.
وقد تحقق في حائل موقف متميز امتزجت فيه جهود المجتمع، والمؤسسة الرسمية ممثلة في إمارة المنطقة وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود، والمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة حائل بحيث تغير مفهوم المجتمع تجاه دوره الجديد، وكانت المطالبة بالخدمات الصحية المناسبة موضوعية سواء من حيث المواقع التي تحتاجها بالفعل كمها ونوعها، وهذا ما أدى إلى نجاح التجربة الرائدة بتطبيق الرعاية الصحية الأولية في منطقة حائل، ويتمثل الآن في مد شبكة قوية من خدمات المستوى الثاني ممثلة في عدد من المستشفيات الطرفية المتوزعة على أرجاء المنطقة، بناء على حسابات جغرافية وسكانية دقيقة، تستهدف تحقيق الفائدة القصوى من هذه المؤسسات العلاجية لدعم صحة وسلامة المواطنين، وفي هذا الإطار يتم وضع حجر الأساس لمستشفى محافظة الغزالة الذي يعتبر مرفقاً صحياً حيوياً يقع على طريق سفر مهم إذ لا يوجد مستشفى في المسافة بين مدينة حائل، وحتى الحناكية مما يعطي هذا المستشفى أهمية كبرى من حيث الدور المتوقع منه القيام به في حماية أرواح المسافرين .. بعون الله .. إضافة لما يقدمه من خدمات لسكان المحافظة وما جاورها من مناطق.
وإذ تتشرف منطقة حائل بالزيارة الكريمة لمعالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع لتفقد الخدمات الصحية في المنطقة، ووضع حجر الأساس لمستشفى محافظة الغزالة، فإن هذه الزيارة تشكل دعماً لا شك فيه للخدمات الصحية في منطقة حائل، ولكل العاملين فيهم إذ نشعر بالرضا والفخر أن كنا أول من يزورهم معاليه بعد توليه مهام منصبه الرفيع، وحصوله على الثقة الملكية الغالية.
ولا يسعني في هذه المناسبة أصالة عن نفسي، ونيابة عن كافة العاملين في الرعاية الصحية الأولية بمنطقة حائل من أطباء وفنيين وتمريض وإداريين سوى الترحيب بمعالي وزير الصحة .. داعين الله عز وجل أن يوفقه للوفاء بمهام عمله الكبير.
م. مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة حائل للرعاية الصحية الأولية
أخصائي صيدلي
|