* القاهرة -شرم الشيخ - الجزيرة - عثمان انور- علي البلهاسي - واس :
أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني أن المملكة مهتمة بإشراك الدول الفقيرة اشراكا حقيقيا في التنمية ومراعاة الخصوصية الثقافية للمجتمعات وإقرار السلام ومحاربة الارهاب.
وأعرب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز عن شكره لفخامة الرئيس الفرنسي جاك شيراك على مبادرته بدعوة عدد من رؤساء الحكومات ضيوفا على قمة إفيان الهامة مشيرا بكل التقدير الى المضامين التي تضمنتها كلمة فخامته في 21 مايو بمناسبة تولي فرنسا رئاسة قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى وخاصة ما ذكره من أهمية اشراك الدول الفقيرة اشراكا حقيقيا في التنمية وما ذكره فخامته عن مراعاة الخصوصية الثقافية للمجتمعات وعن اقرار السلام ومحاربة الارهاب . وقال سمو ولي العهد في كلمته خلال انعقاد قمة رؤساء الدول الصناعية الثماني التي عقدت يوم أمس الأول بمدينة ايفيان الفرنسية «في منطقتنا العربية برغم الاصلاحات الاقتصادية والهيكلية العديدة التي نفذتها دولنا العربية ومنها المبادرة العربية والمبادرة الجادة التي طرحتها لاصلاح الوضع العربي السياسي والاقتصادي من الداخل فما زال الوضع الاقتصادي أقل من المأمول بسبب استمرار تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية في الأراضي الفلسطينية وتبعات الحرب في العراق».
وقال سموه: إن ذلك يقودنا الى دعوة المجتمع الدولي لبذل جهوده لضمان الاستقرار والسلام بازالة بؤر التوتر فما المنطقة وخاصة الصراع العربي/الاسرائيلي من خلال التطبيق والمتابعة الجدية لخارطة الطريق والمبادرة العربية للسلام.
ورحب سمو ولي العهد بمبادرة الرئيس الأمريكي جورج بوش باقامة منطقة تجارة حرة مع دول الشرق الاوسط خلال عشر سنوات.
وقال سموه: ومن دون شك ان مثل هذه المبادرة قد يكون لها دور كبير في تهيئة ما تحتاج إليه خطط التنمية في المنطقة وهى رفع نسب الاستثمار الخارجي وفتح الأسواق وخفض نسب البطالة.. ولكن كما لا يخفى على أحد فاننا في منطقة تسودها مشاكل مزمنة وبما ان التنمية تحتاج الى استقرار يتوجب ايجاد الثقة المطلوبة أؤكد مرة أخرى على أهمية السعي الجاد لانهاء النزاع العربي/الاسرائيلي كما لا يقل أهمية عن ذلك جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة منزوعة من أسلحة الدمار الشامل. وقال سمو ولي العهد إن ما يواجهه عالمنا من خطر الارهاب يمثل تهديدا لحياة الآمنين وللاستقرار العالمي واعاقة لجهود التنمية واننا إذ نرحب بالتقدم الكبير الذي تحقق في محاربة الارهاب وتمويله إلا ان الكثير من العمل لا يزال مطلوبا.. فالارهاب ظاهرة اجرامية ليس لها جنسية ولا قومية ولا دين وموقفنا منه واضح وثابت حيث نقف موقفا صلبا في ادانته بجميع أنواعه واشكاله ونؤيد جميع المحاولات والاجراءات الدولية لمكافحته.
وأكد سمو ولي العهد أن المملكة احكمت الرقابة على التبرعات حتى لا يتسرب شيء منها لا سمح الله لجهات مشبوهة . مضيفا.. نحن على وشك اصدار تشريع يحصر التبرعات خارج المملكة في جهة واحدة تعمل طبقا للقوانين وتتميز كل أعمالها بالشفافية التامة والوضوح . وقال سموه ان مشكلة الارهاب لا يمكن معالجتها بمعزل عن مشكلة خطيرة أخرى وهي مشكلة المخدرات وغسل الأموال التي تهدد سلامة مجتمعات بأسرها ونحن نعتقد ان الجهود الدولية التي تتحد لمحاربة الارهاب يجب ان تتصدى لمحاربة المخدرات بل اننا نعتقد ان النجاح في المعركة ضد المخدرات وغسل الأموال سيسهل باذن الله القضاء على العدو الآخر وهو الارهاب.
وأعرب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في ختام كلمته عن ضرورة عقد دولي جديد مبني على المشاركة لتحقيق التنمية الدائمة والازدهار للانسانية جمعاء.
وتتجه انظار العالم الى قمة شرم الشيخ بعد قمة ايفان لمتابعة المناقشات والمباحثات وما تسفرعنه من نتائج. ويأمل المراقبون انها ستكون بداية عملية لتفعيل خطة السلام واقرار الامن والاستقرار في المنطقة، فهي تعد من اوسع وأكبر اللقاءات العربية والأمريكية التي تعقد لمناقشة الاوضاع في المنطقة بعد التطورات والاحداث التي شهدتها في الفترة الماضية كما تشهد هذه القمة ومن قبلها قمة ايفان تحركات واسعة وجهوداً مبذولة من الجانب العربي وادواراً رائدة للمملكة العربية السعودية ونشاطاً دبلوماسياً مكثفا لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد صاحب مبادرة السلام العربية التي ترتكز عليها خارطة الطريق، كذلك تشهد التحركات تنسيقا بين المملكة ومصر والجانب العربي لصياغة موقف موحد والعمل على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
يؤكد د. مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات العربية بمجلس الشعب المصري ان المملكة العربية السعودية لها دور هام لخدمة القضايا العربية وخاصة تسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلى ومستقبل العراق، وتضع المملكة كل ثقلها، وبذل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز جل جهوده في انهاء قضايا التوتر والنزاع بالمنطقة. وتأتي مشاركة ولي العهد في قمة ايفان ثم قمة شرم الشيخ لتعكس الاهتمام بالدور السعودي المحوري لصنع السلام في المنطقة ونظراً للمصداقية التي يتعامل بها سمو ولي العهد في مختلف القضايا التي تهم الامة العربية والاسلامية، كما ان هذه المشاركات تكون بمثابة فرصة كبيرة لاتخاذ خطوات على المستوى العملي لإحلال السلام في المنطقة وتنفيذ خريطة الطريق والتصدي للارهاب. فهذه الجهود تبذلها المملكة لخدمة قضايا الامة العربية الاسلامية، وفي ظل هذه الجهود تسير اسرائيل في طريق آخر مضاد وما الاجراءات التي اتخذتها مؤخرا الا لتضليل الرأي العام. ومن هنا برز الدور السعودي والمصري وبرز جليا التنسيق بينهما حول التأكيد على اللجنة الأمريكية لمتابعة تنفيذ الالتزامات لأن التساؤل الآن ماذا بعد قمة شرم الشيخ.
فرص عالية للنجاح
يقول الدكتور جمال عبدالجواد خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان هناك فرصاً عالية لنجاح القمتين بسبب التطورات والتغيرات التي شهدتها المنطقة والتي أظهرت الحاجه الملحه لتسوية الصراع العربي الاسرائيلي وكذلك بسبب خبرة العامين والنصف الماضيين بالنسبة للعرب الذي تأكدوا ان استمرار الوضع السيئ في الأراضي الفلسطينية يعود بالضرر على الجميع ولذلك لابد من لعب دور عربي فاعل لانهاء هذا الوضع ليس من خلال التشدد ولكن من خلال التعاون الايجابي بما يحقق مصالح الفلسطينيين.
تأكيد الحضور الأمريكي
ويقول الكاتب والمفكر الفلسطيني خالد الازعر ان قمتي شرم الشيخ والعقبة تؤكدان الحضور الأمريكي بشكل بارز في التفاعلات المقبله لاسيما على الجبهة الفلسطينية الاسرائيلية وان القمتين تعبير حقيقي عن فرصة عربية فلسطينية يمكن استغلالها خاصة اذا احسنا قراءة السياسة الأمريكية الجديدة تجاه ملف الصراع العربي الاسرائيلي والتأكيد والاصرار الأمريكي على تحقيق تقدم في العملية السلمية والضغط على اسرائيل في هذا الاتجاه. واضاف انه يمكن للعرب ان يحققوا نتائج طيبه في هاتين القمتين ولكن الجانب العربي الفلسطيني سيصاب بالحرج الشديد ازاء تحقيق التقدم على الصعيد الفلسطيني الاسرائيلي اذ سيكون ذلك بمثابة ضغط على العرب لتنفيذ الرؤية الأمريكية الرافضة لتدخل الجيران في الشأن العراقي وهذا في حد ذاته استخفاف بطبيعة العلاقات التي تربط العراق باقليمه العربي. واذا كانت قمة شرم الشيخ ستناقش الملف العراقي فلا اعتقد ان بوش جاء يحمل شيئا فارقا فيما يتعلق بالقضية العراقية التي ولا شك ستكون محل مشاورات ومباحثات في قمة شرم الشيخ وفي مقابل هذا يأتي الدور السعودي والعربي في التأكيد على ضمان امن واستقرار العراق.
وأشار الازعر الى ان العرب والفلسطينيين مطالبون خلال القمتين بعدم التقيد بالصيغه الأساسية التي عرضت عليها خارطة الطريق والا تبدو هذه الصيغه بالنسبه للجانب العربي الفلسطيني هى سقف التحرك والمطالب لأنها تنطوي على الحد الادني من الحقوق العربية الفلسطينية ومليئة بالثغرات وان يتم التركيز على فكرة الضمانات للتنفيذ وضرورة اشراك الأطراف الاخرى للجنة الرباعية في مراقبة التنفيذ الاسرائيلي لخريطة الطريق وعدم الموافقه على ان تكون اسرائيل الحكم في مراقبة السلوك الفلسطيني في التنفيذ لأن ذلك يعطيها الفرصه لاختلاق الاعذار لانتهاك جوانب الخريطة والاضرار بجداولها الزمنية والجداول الزمنية في حد ذاتها مطلب عربي آخر لتحديد جدول زمني دقيق لتطبيق بنود الخريطة لأن الاحتلال الاسرائيلي موغل في الأراضي الفلسطينية وآن الأوان لكى تتحرر فلسطين.
بداية الطريق الصعب
ويشير الدكتور عمر الشوبكي الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الى ان عقد قمتي شرم الشيخ والعقبه له مدلولات ايجابية بشكل عام ولاشك ان القمتين ستمثلان اعلانا لبداية الطريق الصعب ووضع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على طريق خريطة السلام الأمريكية وقال ان هناك العديد من المؤشرات التي تبعث على التفاؤل بتحقيق القمتين لنتائج طيبة في هذا الاتجاه وخاصة ان الولايات المتحدة بعد تجربة العراق لديها حرص شديد على انجاح خريطة الطريق والضغط على اسرائيل خاصة وان لديها تصورات للمنطقة اشمل من موضوع الصراع العربي الاسرائيلي ولذلك فهي ترغب في تسوية هذا الصراع لأنه احد أسباب رفض الشارع العربي للسياسة الأمريكية في المنطقة والشعور بأنها طرف غير مرغوب فيه في المنطقة. وقال الشوبكي إن خطورة التحفظات والشروط الاسرائيلية أنها ستظهر فيما بعد في المفاوضات التي ستجري لتنفيذ الخريطة وهذه المفاوضات سيتعرض فيها الجانب الفلسطيني لضغوط كبيرة بعيداً عن وطأة التأثير الاعلامي ولذلك ستظل التحفظات الاسرائيلية عقبة في مسار تطور المفاوضات.
دعم عربي للخريطة
ويقول الدكتور عماد جاد خبير الشئون الاسرائيلية ان قمة شرم الشيخ هى قمة عربية أمريكية الهدف الرئيسي فيها هو محاولة بوش الحصول على دعم القادة العرب لخريطة الطريق والقيام بجهد ما لوقف انشطة المقاومة الفلسطينية وجهد واضح في مواجهة عمليات تمويل ومساعدات لمنظمات تعتبرها واشنطن ارهابية وكذلك تقديم الدعم والمساندة لأبو مازن لتنفيذ خارطة الطريق.
وفي المقابل هناك مطالب عربية في القمة تتمثل في الحصول على ضمانات لمواصلة الاهتمام الأمريكي وضمانات للتنفيذ الإسرائيلي لبنود خريطة الطريق وما يميز لقاء قمة شرم الشيخ انه أول لقاء من نوعه عربي أمريكي على هذا الوزن وجاء بعد التطورات السلبية التي شهدتها العلاقات العربية الأمريكية وتعتبر القمة فرصة لتنشيط هذه العلاقات.
وبحفظ الله ورعايته وصل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني مساء أمس الى شرم الشيخ للمشاركة في القمة العربية الأمريكية التي تعقد اليوم. وكان في استقبال سموه فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية.
كما كان في استقبال سمو ولي العهد دولة رئيس الوزراء الدكتور عاطف عبيد ومعالي وزير الاعلام صفوت الشريف ومعالي وزير الخارجية أحمد ماهر ومعالي الوزير برئاسة الجمهورية عمر سليمان ومعالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية ابراهيم بن سعد البراهيم وأعضاء السفارة السعودية وعدد من المسؤولين المصريين.
ويرافق سمو ولي العهد في زيارته لجمهورية مصر العربية كل من صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين بواشنطن وصاحب السمو الأمير تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود المستشار بديوان سمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز المستشار بديوان سمو ولي العهد وصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود المستشار بديوان سمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير الرائد طيار تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيزبن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالله بن عبدالعزيز ومعالي وزير المياه والكهرباء الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي ومعالي وزير المالية الدكتور ابراهيم بن عبدالعزيز العساف ومعالي رئيس ديوان سمو ولي العهد الأستاذ ناصر بن حمد الراجحي ومعالي المستشار بديوان سمو ولي العهد الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري ومعالي رئيس الشؤون الخاصة لسمو ولي العهد الأستاذ ابراهيم بن عبدالرحمن الطاسان ومعالي نائب رئيس ديوان سمو ولي العهد والسكرتير الخاص الأستاذ خالد بن عبدالعزيز التويجري ومعالي وكيل المراسم الملكية الأستاذ محمد بن عبدالرحمن الطبيشي ومعالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية ابراهيم بن سعد آل ابراهيم. وكان صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني قد غادر في وقت سابق أمس جنيف متوجها الى مدينة شرم الشيخ.
وكان في وداع سمو ولي العهد لدى مغادرته مطار جنيف الدولي صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير سعود بن خالد ومعالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا الأستاذ فيصل الحجيلان ومعالي ممثل المملكة الدائم لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف الدكتور عبدالوهاب عطار كما كان في وادع سموه نائب رئيس المراسم بحكومة جنيف دومينيك لوي ممثلا للحكومة الفدرالية وحكومة جنيف وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى سويسرا حبيب شاهين والقنصل العام في جنيف نبيل الصالح وأعضاء ممثليات المملكة في سويسرا. حفظ الله سمو ولي العهد في سفره واقامته.
|