|
|
أن تتبع القمة العربية الأمريكية في شرم الشيخ قمة العشرين في ايفيان والتي يتبعهما القمة الأمريكية الفلسطينية الإسرائيلية في العقبة، فهذا من صالح الأمة العربية، وليس من صالح الدول التي شارك فيها قادتها، فهذه القمم الثلاث «ايفيان - شرم الشيخ - العقبة» لا تحصر مباحثاتها على القضايا القطرية للدول المشاركة فحسب، بل ولأن القضايا العربية وقضايا الإرهاب والفساد والفقر التي هي من أهم القضايا التي تعاني منها الدول العربية جمعاء، ولهذا فإن مشاركة أربع من أهم الدول العربية المملكة العربية السعودية ومصر والمغرب والجزائر في قمة ايفيان يعد حضوراً عربياً قوياً، وأن قادة هذه الدول وكما تابعنا من خلال مساهماتهم في المباحثات والبيانات التي صدرت عنهم وأوراق العمل والوثائق التي قدمت بأسماء دول أظهرت الفهم والاسهام الايجابي لهذه الدول التي كانت تتكلم باسم الدول العربية جمعاء، وهكذا تجاوز التمثيل القطري لبلدانهم الى التمثيل القومي إن صح التعبير، بل أكثر من ذلك جسَّد الحضور للقادة العرب في ايفيان الثقافة العربية الإسلامية وهذا بحد ذاته إنجاز يُسجَّل للعرب جميعاً، اضافة إلى رصيد القادة ودولهم، ولابد وأن ما بحث في ايفيان سواء في الجلسات الرسمية للقمة أو في المباحثات الثنائية لابد وأن ينعكس ايجابياً على ما سيُبحث في شرم الشيخ والعقبة وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، إذ لابد وأن الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يعد المحاور الرئيسي لاجتماعات قمتي شرم الشيخ والعقبة بوصفه رئيس الدولة التي تقود مسيرة السلام، والدولة الوسيطة فضلاً عنها صاحبة مبادرة «خارطة الطريق» نقول ان الرئيس بوش لابد وأنه سمع من نظرائه غير العرب وبالذات من حلفائه الغربيين، كم يحتاج العالم وخاصة المشاركين في قمة ايفيان إلى تحقيق سلام في منطقة الشرق الأوسط، وإن هذا السلام لايمكن أن يتحقق مالم تُحلُّ القضية الفلسطينية حلاً عادلاً يكفل إعادة الحقوق الشرعية لشعوب المنطقة، إذ بدون أن تعاد الحقوق وتمكين الشعوب من العيش بأمن ودون خوف في المستقبل وبلا حرمان من حقوق كفلتها الأديان والقوانين الوضعية، فإن السلام يستحيل تحقيقه. إذن بوش سيلتقي القادة العرب وهو مسلح بوصايا ونصائح نظرائه الغربيين وقادة الدول النامية، ومدفوع بدافع شخصي بأن يكون أول رئيس أمريكي ينتصر في الحرب والسلام معاً وهو ما حرص على ابرازه في ايفيان وقبل ذلك في سان بطرسبرج وفي بولندا وفي كل المحطات التي تضمنتها جولته الحالية. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |