* رام الله - نائل نخلة:
وصف السيد احمد عبد الرحمن المستشار السياسي لرئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات التصريحات الاسرائيلية عن رفع الطوق الامني عن الضفة الغربية وقطاع غزة بالمسرحية.
وقال عبد الرحمن الذي كان يتحدث امام مئات الاطفال الفلسطينيين الذين احتشدوا امام مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله في ذكرى يوم الطفل العالمي تحت شعار «الحرية لاطفالنا الاسرى في السجون الاسرائيلية» ان الحكومة الاسرائيلية تكذب على العالم.
مؤكدا انها لن تخدع الشعب الفلسطيني بالكلمات، وتابع يقول: لا نريد ازالة حواجز، وما نريده ازالة الاحتلال، وازالة الاستيطان، واطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية، ولا امن لهم وهم محتلون ولا امن لهم واسير فلسطيني واحد داخل السجون.
وفي كلمة قصيرة له امام الاطفال المحتشدين وعائلاتهم في مقر المقاطعة خاطب الرئيس ياسر عرفات قائلا يا اشبال فلسطين، يا زهرات فلسطين، يا عزة ومجد فلسطين، انتم الامل، انتم جيل فارس عودة رمز الشعب الشعب الفلسطيني، الذي يقف بكل بطولة وشموخ وارادة بالحجر الفلسطيني امام الدبابة الاسرائيلية.
وكانت مدينة رام الله شهدت مسيرة حاشدة شارك فيها عشرات الفلسطينيين في ذكرى يوم الطفل العالمي تحت شعار: الحرية لاطفالنا الاسرى في السجون الاسرائيلية».
وانطلقت المسيرة من وسط مدينة رام الله وهي تحمل: شعار «الحرية لكافة أطفالنا الأسرى في السجون الإسرائيلية» باتجاه المقاطعة وحمل المشاركون فيها لافتات تدعو لإطلاق سراح كافة الأسرى في السجون الإسرائيلية، وانتهت المسيرة في مقر المقاطعة بعدها اجتمع المشاركون فيها مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي ألقى كلمة فيها، وأطلق الأطفال الأسرى كلمتهم خلالها.
طفل يروي تجربته داخل المعتقل
وتحدث الطفل كمال حربية الذي القى الكلمة باسم الأطفال الاسرى في معسكر عوفر عن تجربته الاعتقالية وقال: اعتقلت في الخليل في 16/12/2002 الساعة السابعة والنصف صباحا وأنا في طريقي إلى المدرسة، وتعرضت لضرب مبرح ولشتائم وإهانات أثناء احتجازي من الساعة الثامنة حتى الساعة الثالثة في بيت تم احتلاله من قبل جنود الاحتلال في مخيم العروب.
وأضاف الطفل: بعد ذلك نقلني جنود الاحتلال في سيارة عسكرية مكبل اليدين مغمض العينين باتجاه مستوطنة عتصيون، وخلال هذه المسافة التي تقارب 2كم متر انهالوا علي بالضرب بالأيدي والأرجل على كافة أنحاء جسدي وعندما وصلت هناك أخضعت للتحقيق مباشرة حيث قيدت بكرسي وكان المحقق يلقيني أرضاً ويدوس عليّ بقدمه وأحيانا يضربني بالكرسي.
وفي أعقاب ذلك يضيف الطفل حربية وضعت في السجن بائسا مثل وضع كافة الأطفال في السجون الإسرائيلية حيث الطعام رديء كأس رز صغيرة تكفي لطفل عمره ثلاث سنوات على الأكثر، لا يوجد أي مساعدة في العلاج حتى أنني أتألم من أسناني ولا يقدمون لي حتى المسكن.
وأنهى الطفل حربية حديثه بالقول: واليوم بمناسبة يوم الطفل العالمي والذي هو يوم محاكمتي أتقدم لاطفال العرب والعالم لأقول لهم اننا أطفال ولكننا موجودون في السجن ونعاني كثيرا ولا نتعلم ومحرومون من الدراسة ولم يعد لنا مستقبل.
وتساءل قبل اختتام كلمته: أليس من حقنا التعلم مثل غيرنا من أطفال العالم؟، أليس من حقنا أن نكون آمنين في بيوتنا وفي طريقنا إلى مدرستنا وننعم بالحرية والأمان؟.
أهالي الأسرى يناشدون بعدم إهمال قضية ذويهم
وفي هذه الأثناء عبر أهالي الأسرى عن قلقهم من أن تنسى قضية أبنائهم إذا تم وتوقيع أي اتفاق معهم وطالبوا بأن يتم وضع قضية تحرير كافة الأسرى على سلم أولوياتهم بغض النظر عن انتماءاتهم.
وطالبت أم نمر الصفوي القيادة الفلسطينية الا تهمل أسرى مدينة القدس المحتلة خصوصا أن ولديها محكومان أحكاما عالية وقد أمضوا في السجون الإسرائيلية أكثر من أربعة عشر عاما دون أن يطلق سراحهم في إطار اتفاقات أوسلو.
ويذكرأنه لا يزال حتى الآن أكثر من 330 طفل دون سن الثامنة عشرة يتواجدون في سجون الاحتلال كما يتواجد 10 طفلات في سجن الرملة وهن لا ينفككن عن مطالبة القيادة الفلسطينية بالإفراج عنهن وعدم تجاهلهن كما حدث في اتفاقات أوسلو التي مضت.
يشار إلى أن الأطفال الأسرى يتعرضون لظروف اعتقالية قاسية تتمثل بتعريضهم للتعذيب والمعاملة القاسية والحاطّة بالكرامة الإنسانية كما لا تتوفر لهم أبسط الحقوق الإنسانية المتمثلة بتوفير مأكل ومشرب مناسب، كما أن السجون تفتقر إلى الشروط الصحية حيث لا تدخلها الشمس أو الهواء مما يجعلها مرتعاً للحشرات والبعوض.
وإن الظروف المأساوية التي يتعرض لها الأطفال هي مخالفة لاتفاقيات الطفل التي صادقت عليها إسرائيل.
|