كلنا نحب التفوق، لكن أخطاء الصحف قد تحيل هذا الطموح إلى كارثة!!
كان العنوان الذي كتبه الصحفي أن المسؤول الفلاني قد «تفوق» في إحدى الدورات المتخصصة، وللأسف طارت إحدى نقطتي التاء في كلمة «تفوق» فجاء العنوان «نفوق فلان في الدورة»!!
والأسوأ أن يكون شرح الصورة مشيراً إلى أن المسؤول الفلاني يتبادل «الكلمات» مع ضيفه، فيحدث الغلط وتصبح العبارة: المسؤول يتبادل «اللكمات» مع ضيفه!!
وبمناسبة الصحافة وأخبارها قرأنا مؤخراً أنه تم استنساخ أول جحش من بغل سباق في الرابع من مايو الماضي، وبهذا الخبر الذي أعلنته جامعة «إيداهو» يصبح بالإمكان ولأول مرة في تاريخ العالم استيلاد البغال من البغال، فالبغل كائن هجين بين الحمار والحصان، والجديد المثير أنه أصبح بإمكان أي شخص الآن أن يقف في وجه البغل المستنسخ ويقول له بملء فيه: «يا بغل يا ابن البغل»!! وبذلك نكون قد تجاوزنا المرحلة السابقة التي كنا نقول فيها: «يا بغل يا ابن الحمار»!
ولأن الحديث يمسك برقاب بعضه البعض.. تعالوا لأقصَّ عليكم هذه القصة العجيبة، فقد قيل إن رجلاً دخل إلى متجر لشراء بعض الأغراض، وعند وصوله إلى البائع فوجئ به يتجه إلى زبون آخر ويصيح في وجهه: باع، باع، باع، بااااع !! وقبل أن يستوعب صاحبنا الموقف واجه صاعقة أخرى حين رأى الزبون يرد على البائع بنفس لغة الأغنام: باع، باع، باع ثم ختمها ب«قفلة» طويلة قال فيها وهو مغمض العينين: بوووع!!
وفي أثناء هذا بدأ صاحبنا في التراجع إلى الخلف بخطوات حذرة وعيناه متسمرتان على المتحاوريْن، حتى إذا أحسَّ بأن ظهره قد لامس الباب اندفع خارجاً بسرعة الصاروخ، وركب سيارته ودقات قلبه تكاد تبلغ أسماع كل السائرين في الشارع.
حاول صاحبنا أن يقنع نفسه بأن ما شاهده مجرد كابوس، أو «سوء فهم» أو أي شيء آخر، وقرر أن يزيح الأمر عن ذهنه ففتح راديو السيارة، عسى أن ينسى الأمر ويخرج من أجواء الخوف الذي اعتراه.
لكن - ولدهشته - كانت بانتظاره مفاجأة أخرى، فقد جاءت الأصوات الصادرة من المذياع خليطاً من صهيل عالٍ ونهيق حاد سيطرا على أجواء المكان!! لقد بدا الأمر وكأن هناك برنامجاً يصهل فيه المذيع بوجه ضيفه، فيرد الضيف بنهيق يتقطع أحياناً ويستمر بشدة أحايين أخرى!!
أغلق صاحبنا المذياع وزاد من سرعة سيارته منطلقاً إلى البيت، وكانت الأسئلة تلحُّ داخله: ما هذا الذي يجري؟ هل ما شهدته وسمعته حقيقة أم من وحي الخيال؟ ثم همس لنفسه: لا بد أنني لم أنم جيداً ليلة أمس، سأصل المنزل وأحكي لزوجتي ما شهدته فلا بد أن للأمر تفسيراً.
وصل صاحبنا إلى المنزل بأنفاس متقطعة، وما إن دلف إلى الداخل حتى وجد الزوجة واقفة أمامه فبادرها على الفور:
- أنجديني أنجديني.. فلقد وجدت القوم في الخارج بين صهيل ونهيق وثغاء.. ما هذا الذي يحدث لي؟
وبدون أي دهشة ابتسمت الزوجة ابتسامة «بيضاء» ما لبثت أن تحولت إلى «صفراء»، وانكشف فمها عن فك يعجُّ بالأسنان الناتئة الحادة، وقبل أن يفرك صاحبنا عينيه ليستوعب ما يجري أخرجت الزوجة لساناً مفلوقاً إلى نصفين، وبدأت تتجه نحوه وهي تفحُّ فحيح الأفاعي.. عاد المسكين مرعوباً إلى الباب ليفتحه دون أن يفلح.. حاول وحاول وحاول دون جدوى.. خارت قواه وتهالك جسده ليجلس على الأرض دون أي قدرة على الدفاع عن نفسه.
في هذه الأثناء كانت أنياب الزوجة قد أكملت استعدادها للانغراس في عنق صاحبنا، وما هي إلا ثوانٍ حتى كانت رقبته بعروقها النافرة قد استسلمت بكل ترحاب إلى الأسنان الحادة الناتئة، لتستقبل ما نفثته فيها من محتويات بكل أريحية وسخاء!!
|