هل يظن المسرحيون أن كتابة «معاريض» لوزارة الثقافة والإعلام كافية للنهوض بالمسرح السعودي؟ وهل يعتقد هؤلاء أن المسرحيين إذا «تمحضروا» وحبَّروا الأوراق أن مهمتهم انتهت؟ وهل يعتقد أصحاب «فكر المسرح الإداري» أن معاملاتهم الإدارية كفيلة بصناعة مسرح مؤثِّر؟
إن ذلك ليس سوى نفخ في القرب، بل ليس سوى سكب ماء حار في رمال الربع الخالي! وسراب في الطريق لا يبلل الشفاه!! إطلاقاً عمر المكاتبات والمحاضر والمعاريض والخطابات ما أنتجت مسرحا وفق الرغبات الجماهيرية. إنها فحسب تشغل وقت فراغ الموظفين وإلا ماذا يفعل الإداريون غير ذلك؟
المسرح فن لا يقيم أوده إلا فنان من رأسه حتى أخمص قدميه، وهو بهذه الصفة بحاجة إلى حرية إدارية تعطيه حق التصرف في نفسه بدون وصاية من أحد سوى النظام «المنتظر» الذي يقنن العملية المسرحية رسمياً وأهلياً. والعبرة في ردود أفعال السوق والجماهير وليس في رأي وصي نصب نفسه «الحاكم بأمر» المسرح، هذا على اعتبار أن الجماهير باتت أكثر وعياً في تمييز المنجز المسرحي. ولولا الجماهير لما كان لنا أي قيمة مسرحية.
نحن نطمح من وزارة الثقافة والإعلام أن تطرح قانوناً مسرحيا يشتغل الجميع من خلاله رسمياً وأهلياً.. دون أن يكون هناك شخصية مسرحية تتقمص دور «قائم مقام» العروض المسرحية.
|