بون - ب ر ج:
تشير الاحصائيات الدولية الأخيرة الى ان مجموع ديون دول العالم الثالث «الدول النامية» في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية تبلغ الآن ما يقارب 160 مليار مارك ألماني أي ما يعادل 42 مليار دولار أمريكي. وأعرب الخبراء المختصون في العالم عن قلقهم الشديد لاستمرار وتضخم هذه الديون من عام لآخر وبشكل يفوق معدل ما تنتجه المشاريع الاقتصادية المختلفة التي صرفت وتصرف عليها هذه المبالغ في الدول المذكورة.
ويعتقد هولاء الخبراء أيضا ان خطر تزايد الديون المالية على الدول النامية قد لا يقل خطراً وسوءا عن مشاكل زيادة عدد السكان فيها بسبب عدم وجود تكافؤ معتدل ما بين انتاج هذه الدول والزيادة المضطردة في عدد سكانها وديونها المالية. ولهذا فقد أعرب الدكتور ايبلر وزير المساعدات الانمائة في الحكومة الألمانية عن أمله ان تقوم الدول الصناعية المتقدمة في العالم بدراسة هذا الموضوع وايجاد وسائل جديدة لحل المشاكل الاقتصادية في دول العالم الثالث من جهة ومعالجة المعالم السلبية في وسائل تقديم المعونات والمساعدات المالية والفنية لهذه الدول من جهة أخرى. كما وطالب الوزير الألماني المذكور أيضا في خطابه الذي القاه في مؤتمر المساعدات الانمائية في مدينة هايدلبيرج قبل فترة قصيرة طالب بضرورة قيام الدول المتقدمة في العالم بترك موضوع التسابق فيما بينها لتقديم المساعدات المالية والفنية الى الدول النامية من أجل الحصول لقاء ذلك على مكاسب سياسية، وتتعاون أي الدول المتقدمة بعضها مع بعض الآخر لدراسة أفضل الطرق والوسائل لانجاح استثمار واستخدام هذه المساعدات في الدول النامية.
وحسب رأي الوزير ايبلر أنه يجب على الدول الصناعية في العالم ان تفتح أبواب أسواقها الاستهلاكية أمام صادرات ومنتجات الدول النامية وتقديم كافة التسهيلات لها بغض النظر عن المصالح السياسية والاتجاهات العقائدية والاجتماعية لكي تستفيد هذه الدول من أثمان صادراتها لتوسيع مرافق الانتاج الاقتصادي فيها وخلق كيان ثابت تستند عليه في حل مشاكلها الداخلية بما في ذلك توفير المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية لمواطنيها.
وبات من المقرر ان يتقدم الوزير الألماني بهذا الاقتراح في مؤتمر التجارة العالمي القادم «مؤتمر عام 1970».
ومما تجدر الاشارة اليه بهذا الصدد هو ان الدكتور ايبلر يعتقد جازما بأن التطور الاقتصادي السريع في الدول النامية سيكون في نفس الوقت في خدمة مصالح الدول المتقدمة صناعيا أيضا لأن هذا سيؤدي الى زيادة حركة التبادل التجاري في العالم وبالتالي زيادة الدخل السنوي للفرد في الدول النامية. وأضاف الوزير قائلا: إن العبرة في المساعدات الانمائية هي ليست مجرد تقديم الأموال والآلات الحديثة فحسب بل وكذلك تشجيع هذه الدول على زيادة صادراتها الخارجية الى الدول الصناعية والحصول على العملة الصعبة.
|