منذ ربع قرن تبخر حلم ابن السادسة عشرة الذي كان يراوده في رفع كأس الملك رغم كونه لاعباً احتياطياً في صفوف فريقه الرياض..فقد خسر المباراة بهدف من أهلي جدة!!
حينما كنت في مجلس إدارة الرياض عرفته لاعباً يتقد حماسا واخلاصاً وكان يتمتع بخلق رفيع ولا أخفي حقيقة مدى اعجابي به.. فلم يكن لاعباً مشاكساً مع إدارته كحال بعض اللاعبين الذين يتفرغون لبناء المشكلات.. بدلاً من العمل الجماعي للنهوض بفريقهم وانقاذه من رحلات الهبوط والصعود المتتالية على غرار رحلات (السعودية) الناقل الرسمي التي طبقت ذلك النظام في تلك الفترة!!
مرت مواسم عدة.. ويبدو ان أمله بالمشاركة في تحقيق بطولة (طار) للأبد.. فقرر الرحيل واعتزال مطاردة (المستديرة) ... لا أعرف كيف اختار خالد بن عبدالرحمن القروني سلك التدريب.
باركت له ذلك وشجعته بكلمات محدودة!!
وكما عهدت فيه الاخلاص والتضحية والاستعداد التام لخدمة ناديه بطريقة (شبه مجانية) فرواتبه التي هي حق من حقوقه لم يكن يقبضها كاملة وحسب الموعد المحدد.. هناك مماطلة وعمليات تسويق وأخيراً يطرق سمعه اسطوانة معتادة من ثلاث كلمات (انت ابن النادي).وهي بالعربي الفصيح.. عليك مراعاة ظروف وأوضاع النادي المالية أما لو كنت فاروق جعفر فسوف تستلم حقوقك غير مبخوسة و (على داير مليم).
خالد القروني بعد ان اشتهر مدرباً.. انهالت عليه عروض كثيرة من فرق محلية وبدافع الشعور بالمواطنة أولاً عرفته متجاوباً إذ كان دائماً يرفض النطق ب -لا- حتى وان كانت تلك -نعم- تلحق به بعض الضرر مادياً أو معنوياً.
تولى الاشراف على تدريب فرق الحمادة، الحزم، المزاحمية، الطائي، الشعلة، الوحدة وساهم بشكل كبير في انقاذها من خطر الهبوط للدرجة الأقل وفي صمود بعضها كما حدث أخيراً بالنسبة للوحدة!!منذ سبع مواسم نجح خالد القروني في قيادة فريقه الرياض للعب على نهائي كأس سمو ولي العهد وخسر بالهدف الذهبي من الأهلي!!وبعد ان أوصل الوحدة لشاطئ أمان الدوري الممتاز تلقى مكالمة في غاية الأهمية.. المصدر جدة وتحديداً من نادي الاتحاد وكان ملخصها ان يتحرك على وجه السرعة من مكة المكرمة سالكاً الطريق السريع وهناك وبدون مفاوضات.. كان مطلوباً منه استلام تدريب الفريق لفترة مؤقتة وهي مباراة كأس دوري خادم الحرمين .. كم هو اختبار في غاية الصعوبة!!
ولكم ان تتصوروا ماذا سيحدث ان خسر العميد في تلك المواجهة؟شخصياً قلت كان الله في عون أخي الحبيب المسكين الذي لو طلب مني استشارة في موضوع القبول أو الرفض لقلت له بدون تردد (أهرب بجلدك) فالاتحاد برجالاته واعلامه وشعبيته في وضع يختلف كلياً عن كل الفرق التي دربتها (مجتمعة).جاءت مباراة القمة فكانت لصالحه هذه المرة والثالثة ثابتة بعد ان أخفق في مواجهتين سابقتين مرة لاعباً وأخرى مدرباً..بخاصة في ليلة خميس بواسطة كتاب جديد يحمل مسمى الاتحاد!!فرحت له كثيراً كغيري من أبناء الوطن الذين باركوا انتصاره ككفاءة سعودية تمكنت وبدرجة امتياز من تحقيق انجازين متتابعين وخلال شهر واحد.
الوحدة وصعدها !!والاتحاد وجاب الكأس له!!وناديه الأصلي تنكر له ووجه له تهمة الخيانة تارة.. والتفرقة تارة أخرى!!
تستاهل الأولى والثانية يا خالد.. وفي الثالثة أقول للرياض.. ليسامحكم الله.
وسامحونا!!
|