أنصف الواقع فريق الاتحاد من ظلم مربع الذهب، فحصل على الذهب الفريق الذي تصدر المسابقة، فمن غير العدل أن تذهب البطولة لغير صاحب المركز الأول فتتعداه إلى أصحاب المراكز الأخرى حتى وإن كان النظام يجيز لها ذلك، فالاتحاد تصدر الفرق بعد أن لعب 22 مباراة ولم يبق له إلا مباراة واحدة أي أسبوع واحد انتظار فإما أن يذهب عرقه سدى وإما أن يتوشح بالذهب، ولكنه عض على الصدارة بنواجذه حتى حاز الذهب وكأس أغلى مسابقاتنا الكروية فمبروك للاعبيه وإدارييه ومنسوبيه ومحبيه..وبمباراة الاتحاد والأهلي كان مسك الختام لموسمنا الكروي لهذا العام الذي فرح فيه من فرح وحزن آخرون وقنع «بالاياب» الأكثرية، ولم تحدث مفاجأة فيه، فأبطاله «الاتفاق والهلال والاتحاد» فرق لها تاريخ رياضي جميل، فسجلاتها مرصعة بمختلف أنواع البطولات، يضاف إليها فريق الأهلي الذي أضاف إلى سجل الانجازات السعودية بطولة لها وزنها وهي بطولة الأندية العربية.
إيجابيات وسلبيات
ظهرت في موسمنا الرياضي ايجابيات وسلبيات ككل المسابقات الرياضية في العالم، ولا يستطيع الانسان مهما أوتي من موهبة وقدرة وفكر وتنظيم أن يتلافى السلبيات، ولكنه يستطيع التقليل منها إلى الحد الذي يجعلها ضعيفة لا تستطيع الظهور في نور الايجابيات ونحن - في هذا الموسم - لمسنا بعض الايجابيات منها - بشكل عام - وصول فريق الاتفاق إلى منصات الذهب التي غاب عنها طويلاً، واقتحام فريق القادسية لمربع الأقوياء، وهذان الأمران لصالح كرة المنطقة الشرقية التي خبا نجمها فترة ليست بالقصيرة، فكرة الساحل الشرقي أحوج ما تكون إلى هذين الانجازين اضافة إلي صعود قدم الخليج إلى الفئة الممتازة وذلك ليعود التوهج إلى ملاعبها.
أما السلبيات فما زالت تتصدرها تصاريح الذين يحاولون تغطية فشلهم الإداري بمهاجمة الحكام والتشكيك فيهم، كما أن التعليق الرياضي دون المستوى المطلوب وما زال يراوح مكانه منذ سنين، فلم تظهر مواهب جديدة تستحق التوقف عندها خاصة بعد اتجاه الموهوبين إلى الفضايات، وبقي تلفزيوننا العزيز ونحن معه - إذا استثنينا معلقاً أو اثنين - أسرى لمعلقي كرة الطائرة والخيول وبعض الصحفيين الذين يحاولون «التعلم في رؤوسنا» وآخرين غيرهم.
أما أكبر السلبيات - والتي نتمنى أن تختفي في الموسم القادم - والتي ظهرت «جهاراً نهاراً» وعلنا وعلى رؤوس الأشهاد والتي يخجل منها كل رياضي محب لوطنه ورياضته، ويندى لها جبين الرياضة السعودية فهي الدنبوشي «السحر» والرشوة، ولا داعي لتكرار ما سبق من حديث عنهما، ولكن هذه مؤشرات خطيرة توضح انحدار مستوى الوعي لدينا، وأن رياضتنا قد تتجه إلى الأسوأ ولا بد من تدارك الأمر قبل استفحاله.
عساف يكشف لنا بتال
«يا باري القوس برياً ليس يحسنه» الشطر الأول هذا من البيت الشهير ينطبق تماماً على المذيع بتال القوس في مواجهته مع الأستاذ عساف العساف حيث لت وعجن وكرر الأسئلة وسلقها بطريقة أثارت استياء أغلب المشاهدين ولم تثر الأستاذ عساف الذي استطاع بصدقه وشفافيته وسعة صدره أن يكشف جزءاً من حقيقة المذيع بتال التي كان يغطيها بأسئلته المباشرة فظهرت عبارات «مالك دخل، وما لزمنا وغيرها من العبارات التي يمكن أن تقال في أماكن أخرى وليس في جهاز إعلامي «رسمي» كبير.أسقط بتال نفسه أمام هدوء عساف وصبره - الذي أغبطه عليه - وكان يعتقد أنه يقوم باحراج أبى مشهور ولم يعلم أن بعضاً ممن شاهدوه رأوا في ذلك طرف خيط الغرور ممسكاً به، ولو عدنا إلي بداية المذيع بتال - قبل مواجهة عساف - فإن كثيراً من متابعي القناة الرياضية اعجبوا بطريقته في طرح الأسئلة وجرأته في المواجهة وتوسموا فيه مذيعاً متألقاً يفتقده إعلامنا المرئي، فنال من الاشادة ما يستحقه تقديمه، ويبدو ان هذه الاشادات انعكسب سلبياً - كأي مبتدئ - على نفسيته واعتقد أنه وحيد القناة الرياضية فظهر في مواجهة عساف مختالاً بأسئلة كررها لدرجة الملل وشكك بكل أجوبة عساف، وزادها جنوحه إلى الاستفزاز الشخصي أكثر منه استخراج الحقائق، كما استخدم أسلوباً أقرب إلى التجريح لم يراع فيه مكانة الضيف ولم يعطه التقدير الذي يستحقه كجوابه على ما ذكره أبو مشهور من أن البرنامج طلبه عدة مرات وأولها منذ ستة أشهر فقال له بتال «بس مالزمنا عليك» أي مذيع هذا يا سعد المهدي؟ أو رده الآخر «مالك دخل بمتصلينا» والتكرار في قصة الأتوبيس لدرجة أن الأستاذ عساف حلف وأقسم على صحة كلامه ولم يبق إلا أن يمزق ملابسه ليقتنع بتال، وكذلك أيضاً في أسباب تركه الاشراف على فريق النصر والتي كان فيها الأستاذ عساف جريئاً بصدق وصريحاً بعفوية نادرة وأعلنها في أكثر من منبر من أن الازدواجية هي السبب وهذا سبب يجعل أي مسؤول يحترم نفسه ينسحب بهدوء كما فعل عساف».
أتمنى ألا نخسر بتال القوس «فهو من العيون المفتحة في القناة» وعليه أن يعيد مشاهدة حلقته هذه وأن يرى ما رآه أغلب المشاهدين، ويتلافى ذلك مستقبلاً فهناك خطوط يجب ألا يتعداها وإلا سقط وقد لا تقوم له قائمة، وكما أن الملاعب قد تخسر لاعبين بسبب الغرور فكذلك المجالات الأخرى.
غيض من فيض
* نادي الاتحاد حصل على ثلاثمائة ألف ريال نظير البطولة الأكبر والأغلى.
* نادي الزمالك المصري حصل على مليون جنيه مصري، الجائزة المالية لصاحب المركز الأول في الدوري المصري.
* أسبوع ما قبل المباراة الختامية بطلاه رئيسا الناديين الاتحاد والأهلي فلم نسمع من يشكك بالحكام.
* رئيس الأهلي لم يستطع اكمال الموسم مثالياً فهاجم التحكيم وبارك للحكم معجب الدوسري البطولة الاتحادية.
* بوجود المعلقين العاديين هرب المشاهدون إلى الفضائيات حيث يتواجد الموهوبون.. وينك يا زاهد..
* اخراج الأوربت لا يتواكب مع تميزها في محلليها ومذيعيها ومعلقيها.
* محمد حمادة «أوربت» المعلومات الوفيرة والرؤية الصحيحة.
* مين قدك يا قروني.
* سقط حسين عبدالغني وأثبت أن من شب على شيء شاب عليه.
* مدرب الأهلي - إن كان هناك مدرب - لم يفرق بين حالة فريقه وهو مهزم وحالته وهو فائز، وهذا ما جعل الكأس تتجه إلى المعسكر الآخر.
* يقال إن إبراهيم السويد لاعب حسم، وفعلاً حسمها للاتحاد.
* عريس الختام لم يكن رئيس النادي الفائز أو مدربه إنما كان المشرف على الفريق.
* ارتباك الحكم معجب الدوسري أثار تساؤلات الكثيرين إن كان حكماً دولياً.
* الحارس تيسير النتيف يمكن أن نصفه بالمقرود فهو كتلة من الحماس والاخلاص والفدائية ولكن آخر خمس دقائق من المباراة تصيبه بمقتل.
* سيتغنى الاتحاديون كثيراً بهذه البطولة، وسيقابلهم الأهلاويون وفي أيديهم شماعة يرفعونها اسمها التحكيم.
|