تحية عبقة لهذه الصفحة المميزة.. لدوحة الجميع ولهذه الوريقات النقية والتي طالما حملت بين ثناياها المفيد والجديد.. وبعد..
التعليم ماهو الا تأسيس وبناء الإنسان بحيث يصبح قادراً على ان يفكر تفكيراً عقلانياً وان يكون منطقياً مبدعاً.
ولقد خطا التعليم في مملكتنا الحبيبة خطوات كبيرة تخرجت على اثرها الالاف من العاملات في حقل التعليم وقد تبوأت هؤلاء العاملات مكانة مرموقة حيث انهن كلفن بأعظم رسالة الا وهي رسالة التعليم - فأصبحن معلمات يشار لهن بالبنان وهذا فخر لهن.
وقد لفت انتباهي ما كتبته الاخت «منى الخليفة» بتاريخ الاحد الموافق العاشر من شهر ربيع الاول عن حال بعض المعلمات وكيف انهن متعاليات على تلميذاتهن وكيف انهن يمثلن شبحاً مخيفاً بالنسبة لطالباتهن ومع انني لا استغرب ذلك من بعض المعلمات وان كن قلة ان شاء الله الا ان المجتمع لا يخلو البتة في اي مجال من المجالات من وجود بعض النقص في كوادره وهكذا بالنسبة للتعليم فقد نجد بعض المعلمات ممن يحملن رسالة التعليم «قد حملن في نفوسهن شيئاً من التعالي والتفاخر على طالباتهن لذلك سجلت تلك العبارات بقلب خفاق وحبر دفاق علها تكون نفعاًَ للمعلمة في حياتها وتذكيراً للغافلة منهن تلك الكلمات تشيد لك قصراً من الحب وتحفر لك تمثالاً في القلب اكتب لك ايتها المعلمة بدمي ودمعي وروحي وبكل معاني الصدق والوفاء اكتب لك وسأظل اكتب لانك وحدك التي تبقين في ذهن طالباتك خالدة مهما طالت المسافات فمسيرتك لن تتوقف حتى وان خرجت أجيالاً وأجيالاً..
اليك يا معلمة الاجيال يامن تعشقين الطموح وتحتفين به وتبحثين عن الجديد وتسعدين به.. اكتب قافلة كلماتي اكتبها بماء تبر علها تلامس شغاف قلبك..
يا أشعة الخير والجمال مع كل ابتسامة منك يثمر العطاء وتتجدد الاحلام ان غاية مقصدي ان تكوني اعظم معلمة لانك تحملين رسالة عظيمة سامية وامانة كبيرة حملت إياها فأوجدي الحلقة المفقودة بينك وبين طالباتك فهن بحاجة الى لمسة وفاء لتدفئهن وهن بحاجة الى قلب حنون يعيد انهار حياتهن الى مسيرتها واحلامهن الى سابق عهدها.
فارسمي لهن طريق النجاح ولا تعتقدي ان واجبك يكمن في تلقين المعلومات فواجبك اسمى بكثير من ذلك.. فكم تلميذة لك سامعة وكم يد لك شامخة.
اجعلي بينك وبينهن جسراً من المحبة والوفاء فالحب يرفرف بجناحيه في الهواء ويغمر الحياة بنور مشرق رقيق والحب جوهرة مضيئة لا يتوقف ولكن يحتاج الى من يرعاه ويحتضنه ويصونه.
هكذا تلميذاتك فهن بحاجة الى كلمة شكر تخرج من بين شفتيك ومن كلمة ثناء تنبع من وجدانك ليعلمن ان تلك المعلمة انسانة تحمل في قلبها حباً متدفقاً وعطفاً كبيراً ليذكرك بالخير في مدارات الزمان وفي مساحات المكان وفي الصباح والمساء وليذكرك ايضاً مع همس النسيم وتمايل رؤوس النخيل ومع شذى الرياحين..
فالذكرى رابطة عظيمة تربطنا نحن البشر «فطوبى لمن يذكر بالخير» لقد غرست ايتها المعلمة شجرة اوراقها الجمال وغصونها الاخلاق فارعيها وراقبيها حتى تثمر وتؤتي اكلها خيراً كثيراً.
ان حسن تعاملك مع تلميذاتك يولد بينك وبينهن سيلاً من الاحترام والتقدير والولاء.
فكم مرة ازاح شهد كلماتك الطيبة غيوم الحزن والاهات من قلوبهن وكم كان لعذب حديثك وخطابك مفعول السحر في حياتهن وكم كان لحبك لهن وخوفك من اجلهن وخفض جناحك لهن الاثر الكبير في تنمية شخصياتهن والثقة بأنفسهن وتحطيم جدار الكراهية بينك وبينهن.
واخيراً ايتها المعلمة:
المسرح واحة امل والتفاؤل سر السعادة فتذكري دائماً انك ام حانية او اخت عطوف لكل طالبة من طالباتك كي تبقى شامخة شموخ الجبال ولتكوني منهلاً عذباً كعذوبة الماء ولتصبحي كشمس الربيع المشرفة التي ترسل اشعتها الذهبية وانوارها البلورية لتنير بخيوطها الذهبية الطريق لكل السالكين.
مرفأ
طوبى لك ايتها المعلمة المخلصة
في اداء امانتك والمحبة لتلميذاتك.
علمتِ فعملتِ، وزرعتِ فحصدتِ..
ونويتِ فأخلصتِ.. فلن يضيع جهدك دنيا نفعت وآخرة ثوبت، فجزاك الله خيراً ما دمت!!!
وللعزيزة الجزيرة جداول حب وتقدير
طيف أحمد/الوشم/ثرمداء
|