الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،، وبعد
ان الاحداث الاليمة التي وقعت في مدينة الرياض يوم الاثنين الموافق 11/3/1424هـ احداث عدوانية واجرامية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، انها اعمال لا يقرها عقل صحيح ولا عرف قويم ولا فطرة سليمة.
واما المعاهد والمستأمن فقد ورد في قتله الوعيد الشديد فقد قال صلى الله عليه وسلم «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة» ان الاسلام قد دعا حتى في حال الحروب الى الرحمة فنهى عن قتل الشيخ الكبير وعن قتل المرأة والطفل، فالاسلام جعل هناك ضوابط اخلاقية وانسانية حتى في حال الحروب، فكيف بالمسالم، بل كيف بالمعاهد والمستأمن ام كيف بالمسلم وكيف بذلك كله في بلاد الاسلام وقلب المسلمين وكيف بترويع المسلمين في عقر دارهم وقد ورد الوعيد الشديد في ترويع المسلم ان هذه الاعمال وان نشأت بسبب الجهل بالشرع والانحراف في الفكر فان لها سند خارجي قوي يمد اهلها بالمال والسلاح والتخطيط مما لا يدع مجالاً للشك بأن هذه البلاد مستهدفة في امنها ووحدة صفها الداخلي الذي ارق كثيراً من اعداء الاسلام فإنها لما كانت هذه الدولة - حرسها الله - الرائدة في دعم الاسلام والمسلمين وتملك شعبا متماسكاً ملتفاً على ولاة امره وعلمائه، فلما كان الامر كذلك حاول اعداء الاسلام وقف هذا الدعم للاسلام والمسلمين فعجزوا عن ذلك، لانهم وجدوا رجالاً نذروا انفسهم لدينهم وامتهم، رجالاً كالجبال الشامخة لا تفل هذه الضغوط والحملات الشعواء عليهم وعلى بلادهم من عزائمهم ولما كان الامر كذلك سلك الاعداء مسلكاً آخر لا يقل خطورة عن الاول بل هو اشد خطرا وهو محاربة وهو محاولة ضرب الوحدة الداخلية القوية لهذا البلد المسلم المحكم لشرع الله.
وستبقى هذه البلاد بالتفاف شعبها على ولاة امرها وعلمائها، ستبقى قوية مؤمنة بإذن الله وستبقى رافداً من روافد الخير وعاملاً من عوامل نشر الاسلام والفضيلة بين شعوب الارض وانني من خلال هذا المنبر الاعلامي الشامخ الذي هو لسان هذا الشعب المسلم اهيب بإخواننا في جميع وسائل الاعلام الذين اثق كل الثقة بأنهم جنود اوفياء لدينهم وامتهم ووطنهم بأن يؤكدوا على هذه الحقائق والمفاهيم وألا يسمحوا للاقلام غير المسئولة بأن تثير الفتنة بين افراد الامة او تمس من الدين والاسلام او ترمي بالمسئولية لهذه الاحداث على ديننا ومناهجنا التي كلنا تخرجنا منها وما وجدنا فيها حرفاً واحداً يدعو لهذه الاعمال التخريبية، فقد تخرج من هذه المناهج ملايين الطلاب وهم الآن من ابناء هذا الشعب الكريم يساهمون في البناء والتطوير والاصلاح، اما هؤلاء العابثون فإننا لو نظرنا لمؤهلاتهم لتبين لنا انهم انما اتو من قبل جهلهم وقلة علمهم فهم في الحقيقة انما وقعوا فيما وقعوا فيه من خلل وانحراف بسبب اعراضهم عن تطبيق ما تعلموه في تلك المناهج المستقاة من الكتاب والسنة ولقلة المدة التي قضوها في تلك المؤسسات العلمية المباركة بالاضافة لما علق بأذهانهم من افكار دخيلة، وليس كما يقول بعض الكتاب هداهم الله الذين استغلوا هذه الاحداث للنيل من دينهم وامتهم ووطنهم فأخذوا يطرحون الآراء التي من شأنها ان تثير الفتنة وغضب واستنكار الامة لأن المسلمين في هذا البلد لا يسترخصون دينهم كما يسترخصه هؤلاء هداهم الله، ولكن لا نملك الا ان ندعو الله لهم بالهداية والرجوع للحق والصواب رحمةً بهم وشفقة عليهم لأن هذا الطريق الذي سلكوه قد يوبق دينهم ودنياهم وهذا مالا نرضاه لأي مسلم لأن ديننا الذي تعلمناه من مناهجنا المستمدة من الكتاب والسنة علمنا منذ نعومة اظفارنا الرحمة وحب الخير للناس والرغبة في هدايتهم والحرص الى نجاتهم من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وانني من خلال هذا المقال اؤكد بأننا يد واحدة ضد هذه الاعمال المشينة سواء ما حصل من تفجيرات اجرامية في مدينة الرياض - حرسها الله - او ما يحصل من بعض الكتاب - هداهم الله - من محاولة العبث بديننا وثوابتنا وقيمنا الاسلامية فكلا هذين الفكرين منحرف ويصب في مصب واحد وهو اشاعة الفساد والفرقة وزعزعة امن الامة،
كما انني ومن خلال هذا المقال اقول لولاة امرنا الذين يحكمون فينا شرع الله ويبذلون جهدهم في الدفاع عن الاسلام والمسلمين اقول لهذه الايادي البيضاء سيروا على بركة الله فلو خضتم بنا البحر لخضناه معكم، فطاعتكم بالنسبة لنا عبادة امرنا الله بها لا تخضع للمصالح والمتغيرات، اسأل الله جل وعلا ان يجمع كلمة المسلمين على الحق وان يوحد صفهم على الكتاب والسنة وان يكفيهم شر الاشرار انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
محمد بن مبارك بن سدحان القحطاني
|