تمر بالإنسان في هذه الحياة ظروف صعبة وقاسية، فهي مليئة بالمشاكل والمصاعب التي تعترض طريقه، ولا سيما في هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن وانتشرت فيه الأمراض النفسية حيث سيطرت المادة على كل شيء في الحياة مما جعلها أكثر صعوبة وبالتالي زادت ضغوط الحياة على الإنسان وفي ظل هذه الظروف إذا لم يكن عند الإنسان إيمان راسخ فإنه حتماً سوف ينهار أمامها وربما اهتز إيمانه واختل توازنه والنتيجة يصبح هذا الإنسان أسيراً للأحزان وصيداً سهلاً للشيطان وتصبح حياته في خطر وعيشته في كدر. والحقيقة الواضحة كوضوح الشمس ان الإنسان بلا إيمان سفينة بلا ربان ولله در الشاعر عندما قال:
إذا الإيمان ضاع فلا أمان
ولا دنيا لمن لم يحي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين
فقد جعل الفناء لها قرينا
|
ومما لا شك فيه بأن للإيمان أهمية كبيرة في حياة الإنسان فهو عماد الحياة ومنبع الطمأنينة ومصدر السعادة، كيف لا وبالإيمان ينشرح صدر الإنسان {فّمّن يٍرٌدٌ اللهٍ أّن يّهًدٌيّهٍ يّشًرّحً صّدًرّهٍ لٌلإسًلامٌ} وبالإيمان يحصل الأمن النفسي والأمان الحسي: {الذٌينّ آمّنٍوا وّلّمً يّلًبٌسٍوا إيمّانّهٍم بٌظٍلًمُ أٍوًلّئٌكّ لّهٍمٍ الأّمًنٍ وّهٍم مٍَهًتّدٍونّ} وبالإيمان يسعد الإنسان ولا يشقى: {فّمّنٌ اتَّبّعّ هٍدّايّ فّلا يّضٌلٍَ ولا يّشًقّى"} وبالإيمان تتحقق الطمأنينة والراحة النفسية: {الّذٌينّ آمّنٍوا وّتّطًمّئٌنٍَ قٍلٍوبٍهٍم بٌذٌكًرٌ الله أّلا بٌذٌكًرٌ اللّهٌ تّطًمّئٌنٍَ القٍلٍوبٍ} والحياة من دون إيمان حياة قاسية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى وهي من دون الإيمان ليس لها طعم ولا معنى، فالإيمان بالله له صلة وثيقة في ثبات القلوب وشفاء الصدور واستقرار النفوس، والحياة الطيبة والسعيدة في الوقت نفسه مطلب عزيز وهاجس ثمين يتمناها كل إنسان ويسعى إليها ويبذل من أجل الحصول عليها الغالي والنفيس حتى يحققها وهي موجودة بلا شك في طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم: {وّمّن يٍطٌعٌ اللهّ وّرّسٍولّهٍ فّقّدً فّازّ فّوًزْا عّظٌيمْا} وكذلك لا ننسى أهمية العمل الصالح فهو من مقومات الحياة السعيدة: {مّنً عّمٌلّ صّالٌحْا مٌَن ذّكّرُ أّوً أٍنثّى" وّهٍوّ مٍؤًمٌنِ فّلّنٍحًيٌيّنَّهٍ حّيّاةْ طّيٌَبّةْ وّلّنّجًزٌيّنَّهٍمً أّجًرّهٍم بٌأّحًسّنٌ مّا كّانٍوا يّعًمّلٍونّ} وقال ابن قيم الجوزية: عنوان سعادة العبد ثلاثة أمور: «إذا أنعم عليه شكر وإذا ابتلاه ربه صبر وإذا أذنب العبد استغفر». وهذه وصفة لكل من بحث عن السعادة النفسية، والراحة القلبية تتمثل في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له» وما أجمل قول الشاعر: يجري القضاء وفيه الخير نافلة لمؤمن واثق بالله لا لاهي إن جاءه فرح أو انتابه ترح في الحالتين يقول الحمد لله لذا يجب على المسلم أن يجعل هذا الحديث شعاراً له في حياته وتاجاً له على رأسه ووساماً له على صدره وهو والله بلسم شاف من جراح الحياة وجرعة وقاية ضد الندم والأسف على ما فات ولكن لمن كان له قلب أو ألقى اسمع وهو شهيد.
|