هنالك تحدّيات كثيرة تواجه العالم برمته، ولعل من أبرز هذه التحديات الأمراض الفتاكة التي ظهرت في نهاية القرن المنصرم، ومن أبرز تلك الأمراض فيروس الكبد C، حيث تشير الدراسات العلمية الى أن هناك في الولايات المتحدة وحدها حوالي 5 ،4 ملايين مصاب بهذا الفيروس وحوالي 200 مليون حول العالم، مما يجعل من هذا المرض تحدياً خطراً في القرن الماضي وربما خلال قرننا الحالي أيضاً.
وليست المملكة العربية السعودية بمعزل عن هذا المرض، بل إنه وللأسف تشير بعض الدراسات الى وجود حوالي مليون مصاب داخل المملكة، وربما يكون العدد في ازدياد.
هنالك على الأقل ستة أنواع من الفيروسات المسببة لأمراض الكبد. هذه الفيروسات هي: A,B,C,D,E,G ولكن هذه الفيروسات تتفاوت في خطورتها، ولكن الذي يهمني هنا هو إلقاء الضوء على الفيروس C تم التعرف على الفيروس C في عام 1989. ويعتبر هذا الفيروس من أخطر الفيروسات على الإطلاق، وذلك لصعوبة تعرف جهاز المناعة عليه عندما يتسلل الى الكبد.
لذا ينصح الأطباء بإجراء الفحوصات الروتينية، ومن ضمن هذه الفحوصات الكشف عن وجود هذا الفيروس.
ينتقل هذا الفيروس عادة عن طريق الدم، حيث إنه لم يكن هناك كشف عن هذا الداء على دماء المتبرعين مما عمق المشكلة وزاد من أعداد المصابين.
الأعراض:
يقسم العلماء أعراض هذا المرض إلى مرحلتين:
* المرحلة الأولى:
تتلخص أعراضها في الآتي:
أ: اجهاد.
ب: ارتفاع في درجة الحرارة.
ج: حكة في العضلات والمفاصل.
ح: غثيان.
خ: تقيؤ.
د: فقدان الشهية.
ذ: ألم في البطن غامض وغير واضح، وفي بعض الأحيان إسهال.
اما المرحلة الأخرى المتأخرة من أعراض المرض فهي:
كلما ذكر آنفاً بالإضافة الى:
يرقان شديد واصفرار في الجلد والعينين.
استسقاء في البطن وانتفاخ في الرجلين.
غيبوبة كبدية.
ومن الجدير بالذكر ان نسبة الشفاء في المرحلة الأولى عالية جداً حيث إنه في أغلب الحالات يشفى المريض تماما ويتم القضاء على الفيروس نهائيا.
اما اذا تم اكتشاف المرض في الحالات المتأخرة فإن نسبة الشفاء ضئيلة جداً أو لا تكاد تذكر لأن الفيروس يكون قد تمكن من الكبد ودمر جزءا كبيرا منها، وهذا ما يحدث كثيرا في مجتمعنا بسبب عدم الكشف الروتيني.
الوقاية:
يعتبر التثقيف الصحي والوعي العام من أهم الوسائل للوقاية من هذا الداء، ولذلك فإني انصح بالحرص على الخطوات التالية كحد أدنى من أجل حماية مجتمعنا من هذا الشبح المرعب.
التأكد من إعطاء الاطفال جرعات الوقاية من فيروسات المرض عند الولادة واتباع تعليمات الأطباء في مراحل التطعيم.
الاحتراس من قبل العاملين في المستشفيات من لمس الجروح دون قفاز.
عدم تبادل استخدام فرشات الأسنان وادوات الحلاقة من طرف أكثر من شخص.
وضع أغطية طبية على الجروح أو أي مكان يحتمل خروج الدم منه.
لابد من تضافر الجهود بين المستشفيات الحكومية والخاصة والمراكز الصحية من اجل ايجاد خطة استراتيجية لاكتشاف الأمراض في بداياتها والقضاء عليها في مهدها حتى تقل الاصابة، ويمكن القيام بذلك في الخطوات التالية:
التثقيف الصحي للمجتمع عن طريق الاذاعة والتلفزيون والجرائد اليومية.
عقد مؤتمرات دورية لمناقشة المشاكل الصحية وخاصة الأمراض الوبائية.
دعم البحث العلمي في هذا الاتجاه.
بقيت نقطة مهمة في الأخير أود الاشارة اليها، وهي طريقة التعامل مع المصابين بهذا الداء، يجب ان نعاملهم كأشخاص عاديين تماما، لانه لا يوجد خطر في مشاركتهم في أي نشاط، ولأن النظر اليهم على أنهم مرضى لا أمل في شفائهم يضاعف من حالتهم ويؤثر عليهم تأثيرا نفسيا سيئاً، حيث من المعروف ان رفع معنويات المريض تساعد في علاجه.
|