يبدو ان هناك أيدياً خفية تستمتع بتفعيل الأعمال الدامية واللهب المشتعل والقذائف الملتهبة والتلذذ بمشاهدة فصول دراما الحروب والكوارث التي قد يكون هو طرفا في إشعالها أو سمساراً أو همزة وصل لاندلاع الحرب وما أدراك ما الحرب وما الذي ستخلفه تلك الحروب من دمار وخراب وخسائر بشرية ومادية وجثث ممزقة وأخرى متفحمة وعاهات مستديمة ومقعدة إضافة إلى تشرد الآلاف من الأطفال وترمل الكثير من النساء اللواتي فقدن أزواجهن في الحرب الضارية، وكذلك بعض المسنين الذين لا يستطيعون الدفاع والصمود أمام القوات الغازية فيما لو ألقت الحرب بويلاتها على رؤوسهم.
أطفال مشردون تتقطع لهم الأفئدة ونحيب النساء الذي تقشعر له الأبدان ووجوه الكهول وقد برزت فيها رسوم العمر ومرارة الزمن.
إننا نتساءل من اشعل فتيل الحرب العدوانية أو الحرب الغاشمة على العراق..؟
من المستفيد من تمزيق تاريخ العراق وما الهدف من وراء تلك السياسة..؟
هل من أجل النفط..؟ أم من أجل الإطاحة بالنظام الحالي الحاكم..؟
إذاً ما ذنب المدنيين الذين يواجهون الموت المحدق بهم والمسطر أمامهم حال قذفهم بالقنابل العنقودية التي هي محرمة دولياً؟ لقد بات الشارع العراقي يتابع الأخبار حتى يكون على دراية بمواعيد إقلاع القاذفات الأمريكية من نوع بي-52 ذات الثمانية محركات التي تقلع من لندن لتصل بعد خمس ساعات من إقلاعها وهي محملة بمئات الأطنان من القذائف والقنابل التي ستذرها فوق مدن العراق لتمسح بها التاريخ المجيد وتنسف حضارات بنتها أمم من قبلنا ورجال قد رحلوا ستلقي على أرض العراق وشعبه الطيب الآلاف من الأطنان الملتهبة والمدمرة التي ستسعد أصحاب فكرة التخطيط لنسف العراق والمستفيدين الذين يخططون لقسمة الأراضي العراقية والنفط والممتلكات الجوهرية والمادية.
ألا توجد هيئة أو مؤسسة دولية تتعقب المتسبب الرئيسي وراء إشعال فتيل تلك الحروب المصيرية التي لن تخلف وراءها سوى الدمار الشامل.
العالم أجمع يطالب بتقديم هؤلاء السماسرة أو الأيدي الخفية أو المستفيدون من تفعيل الحروب إلى محاكمة دولية على ضوء التهمة التي ستوجه إليهم على أنهم مجرمو حرب أسوة بصاحب أكثر الجرائم بشاعة آريل شارون الذي حصد آلاف الفلسطينيين الأبرياء وكذلك ضربهم لقرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة عرض الحائط وانتهاك الشرعية الدولية بالتهجم على العراق وأبريائه ومدنييه الذين أثبت السماسرة بأنهم الهدف الأساسي لشل حركة العراق كلياً..
|