«الرجال معادن» هكذا تقول العرب في أمثالها.. ووطننا الغالي مليء برجال من ذوي المعدن النفيس النادر الذين لا يظهرون الا في أوقات المحن وعند حاجة الناس لهم حيث يلبون النداء ويتركون كل مشاغلهم ويهبون لنجدة محتاج او اغاثة ملهوف او مساعدة من يستحق العون، فهذه قيم تربى ونشأ في احضانها.
وقبل أيام شاءالله ولا راد لمشيئته ان يتعرض احد ابنائي لحادث مروري مزعج، وفي وقت مبكر من الصباح حيث تختلط الشوارع بالسيارات والناس الساعين في مناكب الارض بحثا عن رزقهم .. ولأن اصابات المرور واسعاف المتضررين منها تحتاج الى رجل من اولئك الذين رباهم ديننا ووطننا على الإيثار على انفسهم ولو كان بهم خصاصة فقد بقي الابن في سيارته المتضررة لا يقوى على الحراك حتى وهب الله له مرزوق هادي العمري الحربي الذي يعمل في وحدة مكافحة المخدرات بالزلفي حيث هب لنجدته ونقله على وجه السرعة الى مستشفى الزلفي العام واصر على الوقوف بجانبه ومرافقته في قسم الطوارىء ورفض المغادرة حتى يتعرف على حالته ويطمئن على اصابته.
وبعدها واصل هذا الرجل الذي لم اكن اعرفه قبل ما أن يكتب الله لابني السؤال والعيادة في المستشفى والمنزل حتى تجاوز الابن الظرف وعاد سليما بفضل الله ورحمته.
وهنا اقول: ان الحادث برغم ما سبب لنا من إزعاج فانه قد ساهم في ان نكسب معرفة رجل نادر قل ان يجود هذا الزمن بمثله.
ولأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله فإني اقدم الشكر له واسأل الله ان يديم عليه النعمة وان يكون قدوة لابناء هذا البلد في عون الناس واغاثتهم .. كما اشكر من سأل عن ابننا بعد الحادث والحمد لله رب العالمين.
|