لم تكن منطقتنا غائبة عن كل تلك القمم التي بدأت من شمال العالم إلى وسط أوروبا، وهي «المنطقة» بالأحرى، محور قمتي شرم الشيخ والعقبة غداً وبعد غد..
فقد مثلت قمة ايفيان للثماني الكبار فرصة أخرى للتداول حول ما يجري في المنطقة وضرورة دفع السلام إلى الأمام، ففي هذه القمة التي استضافتها فرنسا كان هناك الحضور المتميز للمملكة فيما يهم سلام المنطقة إذ إن صاحب المبادرة التي حظيت بتأييد دولي واسع وهو سمو ولي العهد كان بين حضور القمة ومن بين الذين استمع إليهم مختلف زعماء القمة حول رؤية هذه البلاد للسلام ومرئياتها تجاه مستقبل المنطقة..
صحيح أن قمة إيفيان كانت لديها اهتمامات أخرى وبالذات من جهة تحريك النمو الاقتصادي العالمي والأمن ومكافحة الإرهاب، لكن الازدهار الاقتصادي يعتمد على استتباب الأمن في أنحاء العالم وهكذا كان من الطبيعي أن يأخذ سلام المنطقة حيزاً مقدراً باعتبار أنه الصراع الأهم في عالم اليوم.. يكتسب السلام قوة دفع أيضاً بالقمة التي يستضيفها اليوم منتجع شرم الشيخ المصري، وهي مناسبة أخرى للتأمين على أهمية المبادرة التي تقدمت بها المملكة إلى جانب تأمين سبل دفع خارطة الطريق التي هي نتاج عمل رباعي دولي بعض الذين أنتجوه هم ضمن حضور قمة إيفيان.. وإذا نظرنا إلى أمن العالم كوحدة واحدة فإنه يمكن القول إن القمم الأربع التي انعقدت وتنعقد في ظرف أقل من أسبوعين تسعى نحو علاقات نشطة تفيد التبادل الاقتصادي والتجاري وإن ذلك رهن بمناخ مواتٍ يسوده السلام وإن السبيل إلى ذلك لا بد أن يرتكز على الانحياز إلى الحق والعدل ونبذ الظلم وكلها معايير لا بد منها إذا صدقت إرادة الجميع بضرورة مواجهة المظالم القائمة بما تستحقه من شجاعة وتجرد.. ولعل المشكلة الفلسطينية نموذج طيب لاختيار الإرادة الدولية في السلام ولمعرفة ما إذا كان العالم يتغير حقيقة باتجاه إيجابي ينسجم مع المبادئ الإنسانية النبيلة.
|