عندما يأتي الحديث عن أهم شيء في حياة الإنسان بعد عبادة الله تعالى ألا وهو العمل وهو المجال الذي يكسب الانسان منه قوت حياته وحتى مماته يكون الحوار والنقاش ذا شجون ولعلنا نتساءل عن العمل وما هيته وما يواجهنا اليوم من امور تعطل قدراتنا ولنتساءل ونقول:
* الكيل بمكيالين في التعامل مع المرؤوسين ألا يسهم في انخفاض الإنتاج؟
بالتأكيد ان واجب المسؤولية وشرف الأمانة والتكليف تفرض على المسؤول أن يكون عادلا الى حد ما في التعامل والتعاطي مع مرؤوسيه، نظراً لان الكيل بمكيالين يشرع الأبواب للفساد الاداري والتسلق والتملق والنفاق ويشيع أمراض الوساطة ويؤدي الى التراخي وقلة الإنتاج مما يؤثر سلباً على انتاجية القوى والموارد البشرية داخل المنشأة.
* البطالة المقنعة.. لماذا يوجد لها مكان في بعض دوائرنا الحكومية؟
إن وجود بطالة مقنعة داخل بعض دوائرنا الحكومية، ما هو إلا نتاج سوء تخطيط وتقدير، ايضا لغياب عنصر التدريب وتفعيله داخل الدوائر وعلى رأس العمل، ودليل قلة الرقابة والحزم من مسؤولي تلك الدوائر، ولانتشار مرض الواسطة وعوارض التكاسل والتخاذل في تنفيذ المهام الموكلة، ولغياب عنصر الرجل المناسب في المكان المناسب عن الأذهان.
* تقارير الأداء الوظيفي.. هل تتسم دائما بالمصداقية؟
نستطيع القول ان تقييم الموظف واعداد تقارير الأداء الوظيفي تصل نسبة المصداقية فيها (50%) فقط، نظراً لتدخل عوامل وظروف خارجية سواء من داخل المنشأة، أو من خارجها لدعم موظف ما، أو الغاء اجراء متخذ في موظف ما، ولهذا نناشد القائمين على ادارة تقييم المرؤوسين بمخافة الله تعالى، واخلاص النية والعمل، وأداء الأمانة وواجب المهنة بالأصول، وعدم التراخي واحقاق الحق لصاحبه.
* التفاني والإخلاص في العمل.. لماذا يصبح احيانا وبالاً على صاحبه؟
بالتأكيد كل عمل يجتهد فيه الانسان، ويرضي الله تعالى فيه ويؤدي ما أؤتمن عليه بصدق واخلاص وتفانٍ، إلا كان الشيطان له بالمرصاد، وسلط عليه شياطين الجن والأنس، وبالتالي كل مجد ومجتهد محسود، وتجد له من الأعداء والحاقدين ما لا نهاية، غيرة وحسداً على ما هو عليه وكل ذي نعمة محسود، الا ان ما يخفف وطأة المحيط حول المجتهد هو الشعور براحة الضمير وسعادة العمل.
* شعور الموظف بالغبن والظلم.. ألا يدفعه ذلك الى التسيب؟
نعم هذا وارد، إلا أن الواجب البحث عن السبب والمسببات وعلاج الخطأ والزلل، وتنمية الجوانب الايجابية لدى الموظف، والتقليل من الجوانب السلبية، واعتقد انه في وقتنا الحاضر ومع تزايد ضغوط الحياة ومتطلباتها، أرى أهمية تأمين استشاريين نفسيين واجتماعيين في كل منشأة، ليعملوا على مساعدة المسؤولين والمرؤوسين، على الانتاجية وتجاوز الأزمات، وبالتالي التقليل والحد من التسيب والهروب الوظيفي.
المسؤول. أليس من مهامه معرفة كل كبيرة وصغيرة في منشأته؟
بالتأكيد ان ذلك هو المتطلب والواجب، إلا أن المسؤول في النهاية بشر وغير ملم بكل شيء، وقدراته محدودة، ولهذا وجود البطانة الصالحة، والمساعدين المتمكنين والموثوق بهم وبدينهم وخلقهم، لدى المسؤول والآخرين، هم خير معين بعد الله تعالى للمسؤول لمعرفة كل ما يدور داخل منشأته، وهذا لا يعفي المسؤول عن عدم الالمام بكل شيء، لأن المسؤولية تحتاج الى قدرات ومواصفات خاصة جداً.
* في ظل التوجه الشامل الى الإصلاح. هل نعي مسؤولياتنا رؤساء ومرؤوسين؟
إن المتأمل في الجميع ان يكونوا عند مستوى المسؤولية والآمال والطموح، ومطلوب من الجميع رفع الوازع الديني، ورفع درجة الوعي والفكر والفهم والادراك، ومطلوب أداء العمل والواجب والأمانة، بصدق وتضحية واخلاص، وصدق نية ومراقبة الله تعالى، ايضا القضاء على الفساد الاداري والتراخي والتكاسل، وعدم المبالاة بالآخرين والتهاون في اداء الاعمال الموكلة، والقضاء والحد من الواسطة، واعطاء المنصب والمسؤولية من يستحقها علما وعملا، لا بالواسطة والوجاهة والأساليب الملتوية، وأرى انه قد حان الوقت لمحاسبة المقصر والمتراخي، ومكافأة وتحفيز المجتهد والمثابر، مادياً ومعنوياً وانسانياً.
|