Monday 2nd june,2003 11203العدد الأثنين 2 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بلير يصر على تقديم الدليل على وجود الأسلحة بالعراق بلير يصر على تقديم الدليل على وجود الأسلحة بالعراق
أسلحة الدمار المفقودة المبررة للحرب ضد العراق تزيد الانتقادات والتهكم على أمريكا وبريطانيا

  * العواصم الوكالات:
أبدى متشككون مزيداً من الانتقادات والشكوك حول المعلومات الاستخباراتية التي استخدمت لتبرير الحرب على العراق بينما أصر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس الاحد على أن بريطانيا والولايات المتحدة ستكشفان أدلة امتلاك العراق «أسلحة دمار شامل» وستعلنهما قبل مضي وقت طويل.
وقد مضى قرابة الشهرين على الحرب في العراق ولم تكتشف الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان قادتا الحرب أيا من أسلحة الدمار الشامل التي اتخذتها حكومتا البلدين ذريعة لتبرير الغزو.
والواقع أن الولايات المتحدة شكلت مجموعة جديدة تسمى مجموعة مسح العراق، من 1400 متخصص للبحث عن الأسلحة البيولوجية والكيماوية التي ترددت مزاعم حول حيازة العراق لها.
ولم تعد الولايات المتحدة تقبل بمشاركة مفتشي الأمم المتحدة في عمليات البحث والتفتيش فيما عدا مفتشي الأسلحة النووية الذين سيسمح لهم بزيارة إحدى المنشآت النووية خارج بغداد.
وتعرض الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير لانتقادات لفشلهما في العثور على أسلحة وهو ما كان موضع ملاحظات عامة في الأيام الأخيرة.
وقال بوش في مقابلة مع التلفزيون البولندي: إن الاتهامات «خاطئة» واكتشاف مقطورتين في العراق كانتا «ربما» تستخدمان معملين للأسلحة البيولوجية يظهر أن التحالف «عثر على أسلحة دمار شامل».
وتحدث بلير أمام الصحفيين في وارسو يوم الجمعة رافضا اتهامات بأن أدلة الأسلحة أعدتها لندن وواشنطن على نحو خادع ووصف هذه الاتهامات بأنها «سخيفة تماما».
وفي واشنطن، أصدر مدير المخابرات الأمريكية جورج تينيت بيانا نادرا دافع فيه عن «سلامة» العملية والمعلومات التي قدمتها المخابرات لإدارة الرئيس بوش في الأشهر السابقة على الحرب.
وصدرت الصحف على جانبي الأطلسي يوم السبت وبها موضوعات رئيسية تفصل الشكوك في المعلومات الاستخباراتية.
وفي تقرير آخر في لندن، نشرت صحيفة صنداي تليجراف مقابلة مع كلير شورت الوزيرة السابقة في حكومة بلير والتي استقالت قبل بضعة أسابيع واتهمت بلير بأنه «خدع» الرأي العام البريطاني بشأن الأسلحة واختلق تقريرا عن أن صدام حسين قد يشن هجوما كيماويا أو بيولوجيا بعد 45 دقيقة من إنذار بذلك.
وأفاد استطلاع رأي أذيعت نتائجه يوم السبت بأن 63 في المائة من الناخبين البريطانيين يعتقدون أن بلير ضلل البلاد فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل العراقية.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي» الخميس الماضي نقلا عن مصدر لها في المؤسسة الأمنية البريطانية أن التقييم البريطاني لأسلحة صدام حسين غير التقليدية «تم تحويره» لجعل التهديد يبدو أخطر.
وقد أحدثت الحكومتان البريطانية والبولندية موجات من الانتقادات في أوروبا حينما اختارتا مساندة السياسة الأمريكية بشأن العراق وعدم الوقوف مع معارضي الحرب والشريكين الاوروبيين ألمانيا وفرنسا.
وقد أصر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس الاحد على أن بريطانيا والولايات المتحدة ستكشفان أدلة امتلاك العراق «أسلحة دمار شامل» وستعلنهما قبل مضي وقت طويل.
وفي مقابلة مع شبكة تلفزيون سكاي البريطانية خلال اجتماع قمة للاتحاد الأوروبي وروسيا قال بلير إنه رأى بالفعل الكثير من المعلومات التي لم يرها منتقدوه ولكنهم سيرونها في الموعد المناسب.
وأضاف: «خلال الأسابيع والأشهر المقبلة سنجمع هذه الأدلة ونعطيها للناس بعد ذلك».
وقال «لا يساورني شك أيا كان في وجود أدلة على أسلحة الدمار الشامل العراقية.»
وقبل أشهر من شن الحرب نشر بلير ما وصفه بمعلومات مخابرات عن استطاعة الرئيس العراقي صدام حسين استخدام أسلحة بيولوجية أو كيماوية دون إخطار مسبق في العراق أو ضد جيرانه.
وأصبح هذا تبرير لندن للانضمام إلى حرب واشنطن في الخليج، ولكن بعد أسابيع من انتهاء الحرب لم يتم العثور على مثل تلك الأسلحة.
وأجج التهكم الدولي الواسع النطاق بشأن الدوافع البريطانية والأمريكية لشن الحرب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي» في الأسبوع الماضي قال إنه تم تغيير ملف لمعلومات المخابرات بناء على طلب مكتب بلير لجعله «أكثر جاذبية» بإضافة أنه يمكن تجهيز الأسلحة العراقية للاستخدام في غضون 45 دقيقة.
وقال بلير: «على هؤلاء الذين يجلسون هناك ويقولون.. إنه سيثبت أن الأمر كله أكذوبة كبيرة نشرتها أجهزة الأمن ولن يكون هناك أسلحة دمار شامل.. أن ينتظروا فقط ويتحلوا بقليل من الصبر.
«أعرف بالتأكيد بعض المواد التي تم تجميعها بالفعل.. والتي لم تعلن بعد ولكن ما سنفعله هو جمع تلك الأدلة وعرضها بشكل سليم».
وطرح بلير في الآونة الأخيرة تبريرات جديدة لإسقاط صدام مشيراً إلى نظامه القمعي وأعماله الوحشية الموثقة، ولكن خصومه السياسيين سيواصلون ملاحقته لإثبات السبب الأصلي الذي أعطاه مبرراً للحرب.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved