* سان بطرسبرج (روسيا) الوكالات:
عقد الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس الأحد أول محادثات رسمية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ محاولة الكرملين منع الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد العراق.
وأكد الرئيس الروسي في ختام قمة مع نظيره الأمريكي جورج بوش في سانت بطرسبرغ أنه «لا بديل» للتعاون الروسي الأمريكي، مشددا على «الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين.
وقال بوتين إن هذا الأمر ينطبق على المشاكل الوطنية لكل من البلدين بقدر ما ينطبق على «الاستقرار الدولي» بشكل عام.
وفي إشارة إلى التوتر الذي سببته الأزمة العراقية، رأى الرئيس الروسي أن «القواعد الأساسية للعلاقات الروسية الأمريكية بدت أكثر متانة من القوى والحوادث التي امتحنتها».
وكانت موسكو عارضت التدخل الأمريكي في العراق، وناشدت الولايات المتحدة وروسيا كوريا الشمالية التخلي عن طموحها النووي وأعربتا عن مخاوفهما من «تقدم البرنامج النووي» الإيراني.
وصرح الرئيس الأمريكي جورج بوش للصحفيين عقب محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «تعقد الولايات المتحدة وروسيا العزم على مواجهة التهديد الذي تمثله أسلحة الدمار الشامل... نحث بشدة كوريا الشمالية على التخلي عن برنامجها النووي بلا رجعة وبطريقة يمكن التحقق منها».
ومضى بوش يقول «نحن قلقون من تقدم البرنامج النووي لإيران ونحثها على احترام التزاماتها بصورة كاملة بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي».
من جهته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الموقفين الروسي والأمريكي بشأن خطر انتشار أسلحة نووية في إيران «متقاربان أكثر من ما يبدو»، لكنه دافع في الوقت نفسه عن تعاون موسكو مع طهران.
وقال بوتين إن «مواقف روسيا والولايات المتحدة متقاربة أكثر مما يبدو» حول الخطر الذي يمثل برنامج تطوير القطاع النووي المدني في إيران.
لكن بوتين عبر عن «معارضته القاطعة لاستخدام البرنامج النووي الإيراني أداة غير عادلة لتنافس غير نزيه» ضد الشركات الروسية.
وتبني هذه الشركات محطة نووية في بوشهر جنوب إيران بينما تنفي وزارة الطاقة الروسية أن يكون هذا البرنامج مخصصا لغايات عسكرية كما تؤكد الولايات المتحدة.
وتوترت العلاقات الأمريكية الروسية بسبب دعم روسيا للبرنامج النووي لإيران نظرا لخوف واشنطن من احتمال استغلال طهران هذا البرنامج في تطوير أسلحة نووية.
ولكن بوتين قال إن وجهة نظر البلين «متماثلتان أكثر مما يبدو» فيما يتعلق بقضية إيران.
وخلال الأسابيع الأخيرة غيرت روسيا من موقفها المتشدد بالنسبة للقضية الإيرانية وقالت إن لديها أيضا أسئلة جادة تريد توجيهها لطهران بشأن برنامجها النووي.
وأضاف بوتين «سنتعاون مع كل شركائنا بما في ذلك الولايات المتحدة لتجنب انتشار أسلحة الدمار الشامل في كل أنحاء العالم وهذا بالطبع ينطبق على إيران».
وأبدى جورج بوش رضاه عن سير مهام البحث عن أسلحة الدمار الشامل المزعومة بالعراق واستند في ذلك إلى العثور على معامل بيولوجية وأنظمة أسلحة محظورة وقال إن على الدول أن تركز الآن على إعادة بناء البلاد.
وقال «اكتشفنا نظام أسلحة.. معامل بيولوجية نفى العراق امتلاكها ومعامل كانت محظورة بموجب قرارات الأمم المتحدة».
وأضا ف بوش «أرى أننا يتعين علينا العمل معا على تحسين حياة المواطنين العراقيين وينبغي علينا التعاون بشكل وثيق للتأكد من إعادة البنية الأساسية العراقية».
وأعلنت الولايات المتحدة يوم الجمعة توسعا كبيرا في جهود البحث عن أسلحة كيماوية وبيولوجية في العراق والتي لم تسفر حتى الآن عن أي نتيجة وتشكيل فريق من 1400 خبير أمريكي وبريطاني وأسترالي لتولي مهمة التفتيش.
وجاءت هذه الخطوة وسط انتقادات دولية واسعة النطاق بشأن الدوافع التي أعلنت للحرب على العراق مع عدم العثور على أي أسلحة محظورة.
وأعلن عن هذا القرار الأمريكي قبيل ساعات من قول اللفتنانت جنرال جيمس كونواي أكبر ضباط مشاة البحرية الأمريكية في العراق أن المخابرات الأمريكية «أخطأت ببساطة» عندما حملت الجيش على الاعتقاد بأن القوات الغازية من المرجح أن تتعرض لهجوم بأسلحة كيماوية.
|