* دمشق عبدالكريم العفنان:
وفق مصدر دبلوماسي غربي في دمشق فإن قانون محاسبة سورية عاد إلى الواجهة من جديد، حيث بدأ الكونغرس جولة جديدة من الضغط على دمشق. لكن الإدارة الأمريكية وفق ما قاله المصدر للجزيرة ستعارض تحريك قانون المعاقبة وفق اعتبار توقيته بالدرجة الأولى. وقال المصدر إن الإدارة لا تعترض على القانون بذاته لكنه لا يتوافق اليوم مع استراتيجيتها الشرق أوسطية، موضحا ان توقيته يمثل حالة من الضغط على دمشق عشية جولة الرئيس بوش الشرق أوسطية. وركز المصدر على أن الكونغرس غير متفق حول ضرورة مثل هذا القرار الذي يحمل شكلا معنويا؛ أكثر من كونه إجراءات صارمة لمعاقبة سورية. فالقانون في شقه الاقتصادي لا يحوي الكثير مما تخشاه سورية، لكنه في نفس الوقت يفرض عليها عزلة وسط جملة من المشاريع التي وعدت بها الولايات المتحدة دول الشرق الأوسط. وأكد المصدر أن محاولة تحريك هذا القانون داخل الكونغرس ليست ببعيدة عن جملة التهديدات الموجهة لإيران، وعن الإرباك السياسي داخل العراق، فهو جاء مع ظهور تذمر عام في العراق من قوات التحالف أدت لاحتكاك عسكري معها، فيما اتهمت الإدارة الامريكية (عناصر أجنبية) بالهجوم على قواتها، وهذا يشير حسب نفس المصدر إلى قلق أمريكي في أن تصبح سورية مرتكزا استراتيجيا لأي مقاومة مستقبلية، على شاكلة ما حدث في الجنوب اللبناني بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1982.
وحول طبيعة الاستراتيجية الأمريكية اليوم بين المصدر أن قانون المحاسبة يفرض على سورية انسحابا من لبنان، في وقت لا ترى فيه الإدارة الامريكية ضرورة لاستعجال هذا الأمر قبل البدء بتنفيذ خارطة الطريق، مبينا ان واشنطن ترى أن أي انسحاب دون ترتيب سياسي شامل ربما يؤدي لنتائج معاكسة، وقال إن بعض المؤشرات التي ظهرت في مخيم عين الحلوة خلال الأسابيع الماضية، تبين حساسية الوضع في الجنوب، والذي يستدعي ضبطاً أمنياً واسعا. واعتبر المصدر أن هناك ثلاثة اعتبارات أساسية للإدارة الأمريكية في مسألة قانون محاسبة سورية:
الأول: إيجاد تزامن في أي حلول مقترحة، فلا يمكن ترك المخيمات الفلسطينية في لبنان دون أي ترتيب، خاصة وأنها تحوي عددا كبيرا من العناصر المسلحة. فمسألة عودة اللاجئين نقطة حرجة في خارطة الطريق، يجب حلها بالتزامن مع حلول مقترحة في لبنان؛ سواء تعلق الأمر بوجود الجيش السوري أو حزب الله في الجنوب.
الثاني: عدم ترك مساحة فراغ واسعة في العلاقة مع سورية، لأن الإدارة الأمريكية تريد الحد من الدور السوري وليس إلغائه. وقانون المحاسبة يهدد الاتصال الدبلوماسي بين البلدين بمزيد من التشدد والصرامة.
ثالثاً: منح وضع لسورية تستطيع فيه التحرك ضمن ما يطرح حول مكافحة الارهاب، فالولايات المتحدة لا تريد الضغط على سورية لدرجة إخراجها من دائرة التعاون في هذا المجال.
وبيّن المصدر أن وفد الكونغرس الذي سيزور دمشق اليوم قادما من لبنان سيبحث قضية هذا القانون، وسيطلع بشكل مباشر على الرؤية السورية تجاهه، كما سيطلع السوريين على التوجهات السياسية داخل الكونغرس ودرجة تأثير طرح مثل هذا القانون على الساحة الأمريكية.
|