*عمان - الجزيرة - خاص:
صرح وزير الإعلام الفلسطيني نبيل عمرو في لقاء خاص ب«الجزيرة» ان الأولويات التي وضعتها الحكومة الفلسطينية نصب اعينها تتمثل في وقف العدوان وانهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وقال عمرو : «ان أولويات الحكومة بقيادة «أبو مازن» مستخلصة من البيان الوزاري الذي اقر في المجلس التشريعي مؤخراً وهو من شقين داخلي ويتضمن تعهد الحكومة بالقيام بحملة إصلاحات داخلية تشمل القضاء والأجهزة الأمنية الفلسطينية والوضع الاقتصادي والبنية الإدارية للسلطة الوطنية الفلسطينية والمؤسسات، أما الشق الثاني وهو السياسي أي الاستعداد للمضي قدماً في خطة «خريطة الطريق» بالتنسيق والتكامل مع منظمة التحرير الفلسطينية».
وأكد عمرو ل«الجزيرة » انه خلال مدة لا تزيد على شهرين سنمثل أمام المجلس التشريعي لتقديم تقرير حول ما انجزناه وما لم نستطع انجازه وان المجلس التشريعي هو الذي سيقرر إذا ما كانت هذه الحكومة ستستمر أم لا.
ورداً على سؤال حول التصعيد الإسرائيلي الأخير عقب جولة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول قال الوزير عمرو: «ان التصعيد الإسرائيلي مدروس ومقصود مشيراً الى أن الهدف منه منع إمكانات الانتقال الى المسار السياسي.
وقال ان الإسرائيليين بقيادة ارئيل شارون يحاولون إلغاء خطة خريطة الطريق «ليس بالإعلان الحكومي وانما من خلال الممارسات والسلوك على الأرض».
واعتبر ذلك بمثابة رسالة واضحة للعالم وليس للفلسطينيين فقط بان شارون لا يفكر إطلاقاً في أي عمل سياسي وانه ماض في سياسته العدوانية والتصعيد العسكري المتواصل.
ووصف وزير الإعلام الفلسطيني العلاقات الأردنية الفلسطينية بانها علاقات متميزة وهي تندرج في إطار التنسيق الدائم والمستمر وخاصة في الشأن السياسي.وقال ان أي قضية تنشأ بيننا وبين أشقائنا في الأردن وعلى أي مستوى نجد الإطار والإمكانات الملائمة لحلها.
وأضاف ان هناك بعض الترتيبات الميدانية فيما يتعلق بالجسور والاتصال المباشر مع أشقائنا في الأردن وسنجد الطريقة لتقديم أفضل الحلول لهذه الأمور والقضايا وخاصة مع قدوم فصل الصيف ونحن نثق أن اخوتنا في الأردن سيتعاونون معنا في هذا الاتجاه ».
وفيما يتعلق بذكرى النكبة الفلسطينية 55 التي صادفت أمس قال : «ان الشعب الفلسطيني اثبت على مدار الـ55 سنة من النكبة والتشرد ومحاولات التصفية والإذابة الجسدية والسياسية استطاع شعبنا الفلسطيني ان يصمد في وجه كل التحديات، واظهر انه بامكانه المضي قدماً في البناء والتعلم والمحافظة على قضيته وحقوقه وتمكن من خلال كل هذا الصمود شبه الاسطوري ان يحول النكبة الى وعد بدولة.
واردف قائلاً :«نحن الان نناضل من أجل تحقيق الوعد والوصول الى دولة فلسطينية مستقلة وحل عادل لقضية اللاجئين وعندما ينهمك العالم كله في هذه القضية هذا يعني ان الشعب الفلسطيني لم ولن يهزم وسينال حريته واستقلاله مهما طال الوقت.
وأكد ان شارون يضغط باتجاه التصعيد عشية الاجتماع مع أبو مازن بهدف منع التقدم باتجاه المسار السياسي والاحتفاظ بالمبادرة العسكرية على الأرض وفي هذه الحالة فهي رسالة توجه الى من يسعون لتثبيت المسار السياسي.وقال ان التصعيد الإسرائيلي رسالة واضحة للجنة الرباعية الدولية اصحاب خريطة الطريق ولكل العالم الذي يترقب لحظة بلوغ استقرار معين في الشرق الأوسط.
واشاد عمرو بالمواقف والجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي في دعم الموقف الفلسطيني ازاء التعنت والتصلب في المواقف الإسرائيلية حيث اجتمع خافير سولانا المفوض الأعلى للاتحاد مع " أبو مازن "«والرئيس عرفات وبحث معهما سبل التقدم في المسار السياسي وتطبيق خريطة الطريق فوراً».
مشدداً على أن العدوان والسياسة الإسرائيلية المدمرة تحتاج الى أكثر من الإدانة والتشجيع بل الى المزيد من الفاعلية وخاصة من قبل الولايات المتحدة التي تتخذ مواقف في منتهى القوة على الصعيد الإعلامي والسياسي أما على الأرض فلا نرى شيئاً أو مردوداً ملموساً لهذه التصريحات والمواقف ؟!
وندد المسؤول الفلسطيني بقيام الحكومة الإسرائيلية بتجديد أمر منع 10 نواب في من المجلس التشريعي سبعة منهم من قطاع غزة وثلاثة من الضفة الغربية ومنعهم من الوصول الى مقر المجلس في رام الله والحد من حريتهم كممثلين للشعب الفلسطيني.
وقال ان إسرائيل التي تدعي الديمقراطية وتتباكى على الإصلاحات في السلطة الفلسطينية تقوم بعرقلة عمل جميع الأجهزة والمؤسسات الديمقراطية الفلسطينية.
واضاف ان المجلس التشريعي (اليوم) لم يتمكن من عقد جلسته التي كانت مقررة بسبب هذه العرقلة الإسرائيلية وهذا أمر يندرج على عمل المحاكم والأجهزة والمؤسسات الفلسطينية التي تعاني من الحصار والإغلاقات ».
|