Monday 2nd june,2003 11203العدد الأثنين 2 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بين «زُبْدِ» هؤلاء.. و «زَبَدِ» أولئك..؟!! بين «زُبْدِ» هؤلاء.. و «زَبَدِ» أولئك..؟!!
حمّاد بن حامد السالمي

* قلت رأيي في جريمة القتل والتدمير المتعمدة في المجمعات السكنية بالرياض، وقلت رأيي من قبل في جريمة الهجوم على برجي نيويورك، وما تبعها وما سبقها من جرائم في افريقيا، وفي بحر العرب، وفي وطني الحبيب الذي لا أحب سواه.
* وسوف أقول رأيي دائماً، وفق قناعاتي في هذا الموضوع بالذات، التي ترتكز على أن القتل، جريمة لا تبرر مهما كانت الأسباب، وأن التدمير خراب، يتضاد مع رسالة الإنسان، الذي استخلفه الله في الأرض، لتعميرها.
* لن أسكت ابداً، مهما حاول الجبناء الظلاميون، القابعون في كهوف العصور السحيقة، السادرون في جهالاتهم، العامهون في غياتهم..!
* بعثوا إلى بفتاوى، لمن سموهم المشايخ «الثلاثة»، التي تبرر القتل، وتصف التفجير بأنه عمل مبارك..؟!!!
* صوروا لي آيات كريمات، فهموا منها ما يجيز شق العصا، وتخريب جمع الأمة.. ألا ويل لهم من الله..!!
* طلبوا مني عدم الحكم على القتلة، قبل لقائهم ومحاورتهم، ومعرفة دوافعهم «الجهادية»..! يا لهذه المفارقة..؟!!
* قالوا لي: اتق الله في «إخوانك» المجاهدين..!
الذين لبوا نداء ربهم.. يا لطيف..!!!
* اطلقوا علي من الأسماء والأوصاف والالقاب، ما الله به عليم..! ثم ضربوا لي قدحاً، مع أقداح الكتاب الأوفياء، الذين يزندقونهم ويكفرونهم ويعلمونوهم ويفسقونهم.. يا مجير..!!
* هددوا وتوعدوا.. واتهموني بقبض الرشاوي من حكومتي، لقاء ما اكتب دفاعاً عن وطني واهلي.. لا إله إلا الله وحده، المحيي والمميت، الرازق المانع، الذي لا يُرد قضاؤه، ولا يُنكر عطاؤه.
* أتدرون من هم هؤلاء..؟!
* إنهم تلك الأشباح الخفية، التي تجلس في غرف مزينة ومكيفة، تستمتع بكل ما اخترعه «الكفار» من وسائل حياتية مريحة، ومن وسائل اتصال تقنية سريعة، ومنها هذه الشبكة الغريبة، التي يتخفون وراءها لمهاجمة الآخرين، والإساءة إلى الناس أجمعين، وبث سمومهم، بكل ما فيها من أحساد وأحقاد وكراهية..!
* أشباح تعيش في الظلام، وتتحرك في الظلام، فأنت لا ترى لواحدها جسماً، ولا تتبين له رسماً، ولا تقرأ له اسماً، وإنما هو كتلة ظلامية من قرون خلت، يرميك بالحجارة من وراء حجب، ويشتمك في كل وقت، ثم ينزوي في ظلمات بعضها فوق بعض.
* هؤلاء هم أهل الكهوف وكفى.. بضاعتهم، لعن وطعن، وصنعتهم قذف وحذف، ففي كلامهم بهتان مبين، وفي جدلهم خلط عظيم..! تقرأ لبعضهم، فتشعر بوحشة المكان، وقساوة الإنسان، وجفاوة البيان...!
* هؤلاء.. هم «الزَّبَد»، الذي يذهب جفاءً، أما ما ينفع الناس، فيمكث في الأرض.
* وفي مقابلة هذا «الزَّبَد».. هناك «الزُّبْد».
* هكذا قضى الله في سننه في هذا الكون، الباطل يدمغه الحق، والسيء يزيحه الجيد، والظلام يمحوه النور.
* إخوان كثر، لقيت منهم الدعم والتشجيع والنصح، فما أكثر إخوان الصفا، الذين عندما عددتهم وجدتهم كثير.
* من بين هؤلاء الخيرين النيرين، الذين ينظرون بمنظار العقل والمنطق، في عالم الجنون والسفه، الشيخ «عبدالله بن صالح بن علي الفاضل»، من المحكمة الكبرى بالطائف، وإمام وخطيب جمعة.
* سوف أترك المساحة التالية، لقلمه الذي عقب به على مقالات سابقة لي، تناولت ما أتاه الخوارج، من أفعال قبيحة، وجرائم عظيمة، استهدفت أمن الوطن والمواطنين.. يقول:
* اخي العزيز «حماد السالمي»، من جمعني وإياه دين الإسلام، ووطن أسس على التقوى، من أول يوم.. حفظه الله.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - وبعد:
* منذ أن أرسل الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم، بدين الإسلام، وجعله خاتماً للأديان، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، هال أعداء هذا الدين الأمر، فسعوا للوقيعة في هذا الدين. عن جابر رضي الله عنه قال:« اتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة منصرفه من حنين، وفي ثوب بلال فضة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، يقبض منها ويعطي الناس، فقال: يا محمد، اعدل. قال: ويلك.. ومن يعدل إن لم أكن أعدل..؟ فقد خبت وخسرت إذا لم اكن اعدل. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق.. فقال: معاذ الله أن يتحدث الناس أني اقتل اصحابي، إن هذا واصحابه يقرؤن القرآن لا يتجاوز حناجرهم، يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية». مسلم 7/159
* وعن ابي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« إن بعدي من أمتي - او سيكون بعدي من أمتي - قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه، هم شر الخلق والخليقة». مسلم 7/174.
* فالخوارج.. كما كان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يراهم، شرار خلق الله. وقال:« إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار، فجعلوها على المؤمنين» البخاري 12/282
* فالخوارج.. يخرجون على ولاة الامر، ويكفرون المسلمين، ويقاتلونهم كما قتلوا امير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقد استحل الخوارج دمه، وقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه رابع الخلفاء الراشدين، ومنزلته عظيمة في الإسلام، قتله احد زعماء الخوارج «عبدالرحمن بن ملجم»، فالتفجير الذي وقع في مدينة الرياض، يوم الاثنين 11-3- 1424هـ، إنما هو من أفعال الخوارج، الذين خرجوا في القرن الاول الهجري، قال النبي صلى الله عليه وسلم:« يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان». وهذه الرواية التي روادها البغوي في معجمه عن حميد بن هلال، تبين فكر الخوارج المنحرف:« ان عبادة بن قرط رضي الله عنه، غزا فمكث في غزاته تلك ما شاء الله، ثم رجع مع المسلمين منذ زمان، فقصد نحو الاذان يريد الصلاة، فاذا هو بالازارقة - وهم صنف من الخوارج - فلما رأوه قالوا: ماجاء بك يا عدو الله؟ قال: ما أنتم يا اخوتي؟! قالوا: انت اخو الشيطان. لنقتلنك. قال: ما ترضون مني بما رضي به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: وأي شيء رضي به منك؟ قال: اتيته وانا كافر، فشهدت ان لا إله إلا الله، وانه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخلى عني. قال: فأخذوه فقتلوه». الاعتصام للشاطبي 727.
* فالخوارج في كل زمان ومكان، هذه افكارهم وطرقهم في محاربة المسلمين، والخروج على ولاة الامر، فتعلموا هذه الافكار والآراء المتطرفة، من ابن السوداء اليهودي، وخوارج هذه الأيام، الذين قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:« تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، تبنوا أفكار سيد قطب، الذي كفر المسلمين، ودعا إلى الخروج على ولاة الأمر وقتالهم».
* قال في ظلال القرآن ج2ص1057:« ارتدت البشرية إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن لا إله إلا الله»..!
* وقال في ج4ص 2009:« إن هذا المجتمع الجاهلي، الذي نعيش فيه، ليس هو المجتمع المسلم»..!
* وقال في ج4 ص 2122:« إنه ليست على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة، ولا مجتمع مسلم، قاعدة التعامل فيه، هي شريعة الله والفقه الإسلامي»..!
* وقال في العدالة الاجتماعية، ص 185:« ونحن نعلم أن الحياة الإسلامية على هذا النحو، قد توقفت منذ فترة طويلة في جميع انحاء العالم، وإن وجود الإسلام ذاته - من ثم - قد توقف»..!
* هذه بعض أقوال سيد قطب في كتبه التي يروج لها اهل التكفير في بلادنا، وتباع في المكتبات، ويتعلمونها في مجالسهم الخاصة، اكثر من تعلم كتاب الله سبحانه وتعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فمن الاساسيات التي يتعلمها جماعة التكفير، والإخوان المسلمون، تقديس سيد قطب وكتبه..!
* اخي حماد.. ارجو القيام بحملة عن طريق جريدة الجزيرة، لفضح اساليب الفكر المنحرف من كثير من الكتب التي تباع علانية في المكتبات، ويروج لها جماعات التكفير والإخوان المسلمون وغيرهم، وكذلك بعض الاشرطة السمعية، كالاناشيد التي يسمونها «إسلامية»، التي تحث الاطفال - وخاصة الفتيات - على العنف، وتدعو إلى الجهاد والقتال، ولا ادري لماذا يتعلم الأطفال حمل السلاح، إلا لمحاربة أهل هذه البلاد الطاهرة..؟!!
* اللهم جنب بلادنا هذه خاصة، وبلاد المسلمين عامة، شر الفتن. اللهم احفظ لنا ولي أمرنا، خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، والنائب الثاني، واجعل عملهم في طاعتك ورضاك يا رب العالمين.
اللهم احفظ لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا، واحفظ لنا بلادنا إنك على كل شيء قدير، وآخر دعوانا.. ان الحمد لله رب العالمين.
* شكراً يا شيخ عبدالله.. فقد وضعت اكثر من إصبع على اكثر من جرح. فهلا عرفنا بعض اسباب الداء الذي حل بنا..؟!

fax:027361552

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved