Sunday 1st june,2003 11203العدد الأحد 1 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في الوقت الأصلي في الوقت الأصلي
وتأتي على قدر الكرام المكارم
محمد الشهري

* هل ثمة ما يبهج النفس ويسر الخاطر من أن يرى المرء ويلمس حقيقة تكريم التميز في أي مجال كان؟
* وهل هناك ما هو أجمل وأشهى إلى النفس من أن يكون ذلك التكريم في محله، أي لا مراء فيه ولا غبار عليه؟
* حين يحدث ذلك فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو ان موازين الأشياء ما تزال تحتفظ ولو بقدر يسير من حق وضع الأمور في نصابها.. ولاسيما في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل، والغث بالسمين، بحيث لم نعد نعلم على أي أساس يتم منح الكثير من الألقاب والجوائز(؟!)
* وبالأمس كُرِّم باني نهضة القوى الخضراء صاحب السمو الأمير نواف بن محمد رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى بجائزة التميز الرياضي لعام (2002) والتي منحت له من قبل اللجنة الأولمبية الدولية.. حيث تسلمها من يد راعي الرياضة السعودية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد.
* هذه الجائزة جاءت بكل تأكيد كتتويج لعمل شاق وجبار وناجح، بدأه هذا المواطن السعودي النبيل من درجة (الصفر) بعد ان منحته قيادتنا ثقتها المستنبطة من معرفة وإدراك بما يمتلكه من قدرات وطموحات مدعمة بالعلم والخبرة الحقيقية.. ناهيك عن الرغبة الاكيدة في رفع راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله» عالية خفاقة في كل محفل أو تجمع رياضي.
* وبدأ بالاتكال على الله ثم العمل الجاد المرتكز على سعة الأفق وتقدير حجم المسؤولية.. لذلك لم يخيب ظن من رأى فيه الرجل المناسب في المكان المناسب.. فحقق خلال زمن قياسي وغير مسبوق من المكانة الراقية، والمواقع المرموقة للقوى السعودية ما لا يخطر ببال.. وشرف رياضة الوطن بكل ما تحويه الكلمة من معان.
* وبما انني لا أملك من حطام الدنيا ما يليق بالمشاركة في تكريم هذا الرجل الفذ بهذه المناسبة فانه ليس لدي سوى الدعاء إلى الله بأن يسدد خطاه وأن يكون له عوناً وسنداً في أداء رسالته الوطنية النبيلة.. وأن يكثر من أمثاله في زمن عز فيه النبلاء.
كتّاب آخر زمن!!
* أحياناً قد تلتمس بعض المبررات لكاتب رياضي ما عندما ينزلق بين الفينة والأخرى فيطرح بعض الكلام لمجرد الطرح فحسب.. إما لضعف القدرات أو لقلة الخبرة أو لانعدام الحيلة.
* ولكنك حتماً لن تجد ما تبرر به تعمد ذلك النوع من الكتاب عندما يضع الواحد منهم نفسه عنوة وباستمرار في خانة «تافه» من خلال ما يطرحه للمتلقي، رغم توافر الخبرة وقدر لابأس به من الإمكانات والأدوات الكتابية فضلاً عن تجاوز رهبة البدايات السنية والمهنية.. فما بالك إذا كان البعض منهم يقف على أعتاب اليأس المهني والسني(؟!!).
* هنا لا تملك إلا ان تلوم المطبوعة أو الصحيفة لسماحها بنشر ذلك «العك» تحت أي ظرف.. ذلك ان الصحيفة بتمريرها المستمر لذلك النوع من (الهراء) إنما يضعها ذلك في موقف هش أمام القارئ الواعي والفطن.. وبالتالي افتقادها للكثير من تميزها.
* هاكم أحد الأمثلة: أحدهم ظل طوال الموسم يمارس انواعاً متعددة من الخربشة على الورق تحت مسمى طرح تارة باستعراض قدرات وهمية وهلامية رآها في فريقه المفضل على انها خوارق للعادة.. بينما هي في حقيقة الأمر ليست أكثر من تورمات عرتها الأحداث الحقيقية.. وتارة بالتطاول على كبار الكيانات العملاقة والتحرش بأنصارها مستغلاً في ذلك أمرين.
الأول: ما يوفره هذا الأسلوب من مردودات ضوئية وحضور لن ينال عشر معشاره لو ظل يكتب عشرات السنين عن ناديه.. لذلك فهو وأمثاله يلجأون في كثير من خرجاتهم انطلاقاً من المفهوم الصحافي المعروف ب «إذا عض الكلب الشرطي فان ذلك لا يعتبر خبراً.. ولكن إذا حدث العكس فذلك هو الخبر».
الثاني: استغلال قوة الصحيفة التي يمارس خربشاته على صفحاتها وسعة انتشارها لتحقيق جملة من الأهداف والمكاسب التي ذكرنا بعضها في (الأمر الأول).
* آخر ما جادت به قريحة صاحبنا بعد سلسلة سخافات (حفرة المندي) و(المكيف الصحراوي) و(صباح الخير بالليل) وغيرها.. تمثل ب (الخوف مليح).. الذي يتضح من محتوياته انه قام بإعداده على ضوء (شبّة) الحفرة، ونسمات الصحراوي بمؤانسة (الفتنة).. لذلك اختلط في موضوعه الحار بالبارد، والأسود بالأبيض، والفوقاني بالتحتاني فجاء عبارة عن (حكي) فارغ، وتخريف ممزوج بالهذيان (؟!).
* بالمناسبة: حملني أحد الأصدقاء بعد ان تعاطف مع وضع صاحبنا الإنساني مهمة ايصال جملة من النصائح اليه بأية وسيلة مفادها (عدم الإكثار من الجلوس في الأماكن المظلمة) والمعتمة وخصوصاً في منطقة العريجاء والإكثار من التسمية عند النوم، مع الحرص على (اللحاف) الجيد على أمل ان يتجاوز أزمته النفسية.
* ومع ذلك يبقى السؤال الهائل: إذا كان هذا النوع من الكتّاب لا يجد غضاضة في ان يكون على ذلك القدر من التفاهة فما الذي يضطر صحيفة محترمة للهبوط إلى مستوى ذلك النوع من الكتّاب طالما ان هناك الكثير من المطبوعات التي تتناسب في توجهها ومستواها مع نفس الطرح ونفس النوع فما الذي يمنع من لم شمل سعيد بسعيدة حتى تستقيم المعادلة(؟!).
مثال آخر:
* في يوم ما.. في موسم ليس بالبعيد خرج أحدهم عبر وسائل الإعلام وعلى الطريقة (الصحّافية) مدعياً امتلاكه صكاً يقضي بحرمان زعيم آسيا الكروي من البطولات والأفراح على مدى (50) عاماً قادمة.. وكان ما كان واتضح للقاصي والداني ان ذلك الصك ما هو إلا عبارة عن (بالونة) أو (بومبة) على رأي الأشقاء في مصر(!!!).
* انقسمت الأقلام حينئذ إلى ثلاث فئات.. فئة اقتصر دورها على الانشكاح والتصفيق الابله.. وفئة التزمت الصمت وكأن على رؤوسها الطير.. أما الفئة الثالثة فمارست دورها الطليعي بنبذ ذلك النوع من التخريف على اعتبار انه لا الزمان ولا المكان ولا الأطراف المعنية ولا حتى حيثيات البالونة.. لا شيء منها يعطي ولو ما نسبته (1%) من المنطق والموضوعية، ناهيك عن المعقولية؟!.
* وبالأمس القريب جداً عندما مارس رئيس أحد الأندية حقه في رؤية ما يرى النيام قامت قيامة الفئة الأولى والثانية التي ذكرتها آنفاً.. وأخذوا في تسفيه ممارسة ذلك الرئيس على اعتبار انه تعدى حدوده من وجهة نظرهم وكأنه اعتراف صريح من قبلهم بأن التحاريف والفانتزيات وما يدور في فلكها هي ماركة مسجلة لأسماء محددة.. وانه ليس من حق غيرها ممارسة حقها في ان ترى في مناماتها أقل القليل مما تخيله أصحاب الاختصاص من منامات(؟!).
وهذا دليل وتأكيد على ان المسألة لم تكن مسألة مبادئ وإنما هي مصالح في مصالح.. ونفاق في نفاق.. يا هادي يا دليل.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved