سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الغراء الأستاذ خالد المالك وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد:
اطلعت على ما خطه يراع الأستاذ الفاضل سلمان العُمري يوم الجمعة 15/3/1424ه حول المناهج في زاويته بصفحة آفاق إسلامية وإني لأشكر الأستاذ سلمان على حسن طرحه فقد أجاد وأفاد ووفق للصواب فإن مناهجنا لم تكن في يوم من الأيام مشكلة وينبغي ألا تكون كذلك وألا تكون محل مزايدة وان حاول البعض هداهم الله افتعال قضية معها وسيظل فعلهم في أحسن أحواله اجتهاداً شخصياً ينقصه النضج والتعقل.
فمناهجنا ومدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا تخرج منها الملايين طوال عقود متطاولة فهل كل من تخرج منها صار متطرفاً، أما إذا وجد فرد أو فئة خرجت على النص وحادت عن الصواب فليس هذا راجعا لخلل في المنهج بقدر ما هو خلل في عقلية الطالب وتفكيره، فضلاً عن المناهج ليست هي الوحيدة التي تشكل الصورة أو تبني الموقف في ذهنية الطلاب فهناك الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وهناك البيت وهناك الإنترنت كل هذه وغيرها لها دور في تشكيل عقلية الطلاب وقد قيل:
وكم من عائب قولاً صحيحاً
وآفته من الفهم السقيم
وإدانة البعض لمناهجنا هو تسليم للأسف بإدانة أمريكا للسعوديين جميعاً في حادث مركز التجارة العالمي، وبالأمس نعيب على أمريكا تشنجها وصلفها وتعميمها ثم نأتي اليوم ونمارس نفس الأسلوب ولكن بصورة أبشع وقد قيل:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على النفس من وقع الحسام المهند
والذين يصبون جام غضبهم على المناهج يقدمون خدمة شاؤوا أم أبوا لأعداء هذه الدولة الذين ما فتئوا يألبون ضدها ويسيئون إليها ولذلك نحن بحاجة إلى التعقل والرفق والهدوء والتركيز على تعقيب هؤلاء المجرمين وقطع الطريق عليهم حيال تنفيذ مثل هذه الجريمة النكراء.
لنكن صفاً واحداً ولنتحمل مسؤوليتنا تجاه أمننا الوطني والفكري ولنعد باهتمامنا لشبابنا لنتلمس احتياجاتهم ولنرب فيهم حب العمل والإنتاج والغيرة على هذا الوطن الكبير بمكانته ومساحته وقيادته وديانته ومثله وأخلاقه، لنزرع فيهم الثقة ولنشعرهم بأهميتهم ولنحل مشاكلهم التعليمية والوظيفية لنفتح لهم أبواب التعليم والتدريب والعمل الشريف فهم عدة المستقبل ودرع الوطن وجنوده ولنعلم ان الدولة قلب الإسلام النابض وقبلة المسلمين وإليها يأرز الإسلام كما تأرز الحية إلى جحرها وأية طروحات وأفكار تتجاهل الدين ومثله وأخلاقه محكومة بالغش ولن ترزق إلا التفرق والشتات، فلنتق الله ولنصدق مع النفس ودعواتنا للجميع بالتوفيق ولهذه البلاد بالعز والتمكين والحفظ من الشرور.. والحمد لله رب العالمين.
عبدالله بن محمد بن غميجان - الرياض
|