قالوا تُدخِّنُ، قُلتُ لسْتُ خَبولا
إني لأَرفُضُ أن أعِيشَ عَليلاَ
أَأكونُ مَدخَنَةً كفحمٍ؟! إنني
رَبِّي حَباني صحةً وعَقُولا
أَأكونُ مكروهَ المجالِسِ؟! إنه
نَتَنٌ يفوحُ، وساءَ ذاك سبيلاَ
إنِّي لأَرْبأُ أن أبدِّدَ قوتي
بمفاسدٍ تُرْدِي الفَتيَّ ذبُولاَ
المسْلمُ الحقُّ الذي هو مدركٌ
خيراً، يصير مدى الحياة جميلا
يا فتيةَ الدين الحنيف تفَهَّموا
وتعلموا التحريم والتحليلا
اللهُ حَرَّمَ كلَّ شيء مُفْسِدٍ
للجِسمِ، للعقْل النجيب مُحُولاَ
للمالِ مهلكة، وسَوءُ تصرفٍ
سيعيش بالتدخين ثَمَّ ذَليلا
لاَ تهلكوا بالنار أنفسَكمْ، فما
خيرٌ بتدخينٍ أراهُ دليلا
واحْمُوا شبابكُمُ، وصُونُوا قُوةً
وأْبَوْا سُلوكا شائناً مرْذُولاَ
الدار تدخل في القلوب تُصيبُها
بِفَسَادِها، لاَ، لن تعيش طويلا
حَربٌ على شرخ الشباب تُبيدُهُ
فَقْرٌ يُصيبُ صغاركم وكُهُولا
بئسَ السُّلوكُ، وشاءَ فِعلٌ، إنه
الشرُّ يكمُنُ في الدخان دخيلا
فِرُّوا إلى خير الحياةِ وصحةٍ
تَحيَوْا شباباً يانِعاً مفتُولاَ
ما قيمةُ التدخين؟!! تضليلٌ له
خِدَعٌ، يُقالُ منبهاً مأمولا
شتّانَ بينَ مُدَخِّنٍ ومُبَاعدٍ
عقلاً سليماً واعياً مأهولاَ
أما الغَويُّ ففي الرسوب تقَاعدٌ
فالعقل صار عن الدروس خمُولا
أسفاً، وما يُجدي، فذلكَ مهلكٌ
فابْعِدْ، تَعِشْ أبَد الحياة نبيلا
انظر لوجهِ مدخِّنٍ فكأنه
من فَرطِ إعياءٍ تراهُ كليلا
مُتهالِكٌ ليسَتْ لديْهِ مناعةٌ
كالورسِ أصفر، ما أشدَّ ذبولا
لمَ في مَهَاوي الشر أنتمْ خِلتُمُ
بسجارةٍ سَتُنَبِّهون كَسُولا
العقل دُرٌّ، إذ يُسَاءُ صيانةً
سَيَصِيرُ يوماً ضائعاً مخبُولا
مَن خافَ من نارِ الجحيم حقيقةً
سيخاف منِ سيجَارِهِ محمُولا
مَن خافَ من مرضٍ عُضالٍ قاتلٍ
فليحذَرِ التدخينَ والتضليلا