حصلت المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة التربية والتعليم مؤخراً على جائزة الشرق الأوسط السابعة لتقنية المعلومات وذلك كأفضل جهة تقوم بنشر الوعي التقني في مجال التعليم المبكر وبرامجها الهادفة الى دمج تقنية المعلومات والاتصال في العملية التعليمة والتعلمية. لقد أصبح كل شيء في حياتنا اليوم يتم ويدار بواسطة التقنية ووسائطها المعلوماتية حتى خشي كثير من العلماء والتربويين أن يسيطر جهاز الجاسب الآلي على حياة الناس ويتحكم فيهم ويدير أمورهم بشكل كلي، ومع أن كثير مما يخشاه هؤلاء التربويون حاصل الآن إلا أن هناك قدر من السيطرة الإنسانية على هذه الأجهزة يمكن الإنسان من استخدام قدراته العقلية والذاتية، وقد كتب كثير من هؤلاء العلماء والتربويين عن موضوعات التقنية والمعلومات والحاسب الآلي فقد ذكرت دراسة أن كثيراً منهم يرى أن الاتجاهات الجديدة في تدريب العاملين والطلبة آخذة في التبلور فالطبيعة المتغيرة للشركات وأعمالها ومع التحول إلى اقتصاد معتمد على المعلومات تتطلب موظفين أكثر مرونة وأفضل تدريباً وبخاصة في استخدام التقنيات الحديثة، وقد أصبحت طبيعة الأعمال الحديثة تتطلب من المدارس تخريج طلاب يمتلكون مختلف المهارات وقد أصبح أصحاب العمل أنفسهم يستخدمون تقنيات جديدة لتدريب موظفيهم وأصبحت مؤسسات المجتمع وشركاته تربط ما بين التدريب والإنتاج، وفي هذا العصر المعلوماتي لم يعد هناك فصل بين الاقتصاد والتربية والطب والكيمياء بل أصبحت جميعها مجالاً رحباً لتنقل الطالب والمعلم والمتعلم والقارئ بين جنباتها ينهل منها ما يريد ويرفع درجة وعيه وثقافته وعلمه بواسطة ما هيئته له التقنية الحديثة من أدوات تمكنه من فعل ذلك، ولقد أصبحت المجتمعات الحديثة مجتمعات معلوماتية وأصبح أفرادها قادرين في كثير من الأحيان على الحصول على المعلومات من مصادر مختلفة وبطرق مختلفة وبواسطة أجهزة ووسائل الكترونية حديثة ويبدو أن هذا ما سعت إليه وزارة التربية والتعليم عندما وفرت برامج مختلفة ترفع درجة العلم والوعي والثقافة والمعرفة التقنية لدى طلابها من خلال برامج وطني ومعارف ومراكز مصادر التعلم والمعامل الحاسوبية والتعليم الالكتروني وبرامج التدريب التقني وذلك لاكتساب مهارات التعلم الذاتي والتعلم المستمر من خلال هذه البرامج ومن خلال الشبكات المعلوماتية المختلفة بهذه الشبكات التي توفر آلية توصيل سريعة للوسائط التعليمية الى الجهات المعنية، وتمكن الطلاب من الوصول إلى كم كبير من المعلومات وقواعد البيانات وغيرها من الفوائد الكثيرة، وقد وفرت وزارة التربية والتعليم مئات من أجهزة الحاسب الآلي أو آلافاً في جميع مدارس المملكة حتى تكسب الطلاب مهارات استخدام الحاسب الآلي ومواكبة عصر المعلوماتية، فالتعليم الالكتروني واستخدامات الحاسب مما يطورُ أساليب التعلم لدى الطلاب، وينمي المهارات والمعارف التي تساعد الطلاب على الحصول على فرص عمل في المستقبل، كما أنه يطور أداء الطلاب ومستواهم ومقدرتهم على التحصيل، وأصبح المنهج المدرسي اليوم يتضمن الكثير من الأمور التي قد لا يؤدي استخدام الطرق التقليدية جدواه لفهمها ومعرفتها ولذلك لابد أن يكون المنهج مصاحباً لتوظيف التقنية واستخداماتها للوصول إلى الهدف العام وللوصول إلى تربية أفضل ومعرفة أفضل وتعليم أفضل. وعندما حصلت وزارة التربية والتعليم على هذه الجائزة فقد حققت جانباً مهماً من طموح التربويين والمعلمين والآباء بتمكين الطلبة والطالبات من اكتساب هذه المهارات والمضي قدماً في خدمة مجتمعهم ووطنهم بطرق تقنية منظمة وهذا ما يجعل الجميع يتطلع الى اكتمال الوظائف التربوية جميعها بدءاً بالأبنية المدرسية وعمليات الصيانة ثم المعلمين وتدريبهم وتطورهم المستمر وربط دراسة الحاسب النظرية بالتطبيق العملي وعمليات التقويم. وحصول الوزارة على هذه الجائزة يعد فوزاً طيباً في اتجاه وطريق محدد سعت للوصول إليه كأحد أهدافها التربوية والتعليمية الكثيرة. وعلى الله الاتكال.
|