ثمة ما يشير إلى أن الحوار الفلسطيني الفلسطيني يتطور، وهذا التطور مطلوب الآن كورقة مهمة في يد السلطة الفلسطينية في تعاطيها مع خريطة الطريق وفي القمة القادمة بمدينة العقبة الأربعاء المقبل والتي ستجمع الرئيس الأمريكي مع رئيسي الوزراء الفلسطيني والإسرائيلي.
وتسعى حكومة أبو مازن إلى إقناع الفصائل الأخرى بالانضمام إليها فيما يتصل بتبني نهج سلمي يدعم التزام السلطة بخريطة الطريق.
وقد أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني عن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف العمليات العسكرية مع المنظمات الفلسطينية خلال فترة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع.
ومثل هذا الاتفاق الفلسطيني الفلسطيني يعزز وحدة الصف الفلسطيني ويخدم وحدة الهدف ويجعل الفلسطينيين أقدر على مواجهة استحقاقات الحاضر والمستقبل برؤية واحدة تتجلى فيها كل مزايا رصّ الصفوف والوحدة كما تنتفي عنها سلبيات التشتت.
ومع ذلك فإن إسرائيل، التي تتظاهر بأنها تستجيب لنداءات السلام، بما في ذلك خريطة الطريق، ستكون أول من يسعى إلى إحداث الفرقة والشتات في الصف الفلسطيني، وهي ستسعى إلى الإطاحة بكل الإيجابيات التي تمهد للمضي قدماً وإلى الأمام بخريطة الطريق بما في ذلك التأثير على القمة المرتقبة في العقبة من خلال استدراج الفلسطينيين إلى تنفيذ عمليات فدائية بوسائل عدة تبرع فيها إسرائيل.
على أنه يمكن للذين يرعون السلام أن يرصدوا التحركات الإسرائيلية المناوئة للسلام وأن يحددوا المخطئ الذي يسعى إلى نسف السلام، إذا هم تحلوا بالحيادية والموضوعية وإذا فعلوا ذلك فإنهم سيخدمون السلام لأن إسرائيل هي الطرف الذي يسعى إلى الإطاحة بكل اتفاق سلمي وهو من ينبغي أن تتوجه إليه الضغوط.
وفي المقابل فإن تجاهل العراقيل الإسرائيلية وإيجاد المبررات لاعتداءاتها سيزيد فقط من الشكوك العربية التي تحدث عنها مؤخراً الرئيس الأمريكي جورج بوش، حيث تعهد بأنه سيزيل مثل هذه الشكوك العربية في المساعي الأمريكية.
وستثبت الأيام القليلة القادمة ما إذا كان بالإمكان تحقيق ذلك.
|