ساعد برنامج إخباري تلفزيوني لهيئة الإذاعة البريطانية «البي بي سي» وقوات التحالف عائلة عراقية في نقل ابنتها المحتضرة إلى لندن لإجراء جراحة أدت إلى انقاذ حياتها.
وكان الأمل الوحيد لوالدة الطفلة، اخلاص طعمة، 23 عاماً، يتمثل في حدوث معجزة لطفلتها ذات الأربعة أشهر هبة جاسم.
وكانت هبة قد ولدت بحالة قلب هددت حياتها، ولم يتسن علاجها في مستشفى القادسية المحلي الكائن في منطقة فقيرة في شمال بغداد تعرف بمدينة البدر، وقد حلل الأطباء في القادسية حالة هبة وقرروا انها لن تبقى على قيد الحياة سوى أسابيع قليلة إذا بقيت هناك، وكان المستشفى الصغير يفتقر إلى التكنولوجيا الضرورية للابقاء على حياة الطفلة.
وكان لسلي هيتشين وهو منتج تلفزيوني من البي بي سي من بين أول من اكتشف الحالة الميؤوس منها لهبة، فأثناء إجراء الصحفي مقابلات عشوائية مع مرضى عراقيين ووالديهم في مستشفى القادسية، اقتربت السيدة طعمة من هيتشين وطلبت منه ان يلقي نظرة على طفلتها، ومع تكشف قصة الطفلة تأثر فريق البي بي سي بما شاهده فعمل على توزيع وبث قصة الطفلة بالسرعة الممكنة.
وبعد بث هذه الرواية يوم 7 ايار/ مايو لم يستغرق حدوث معجزة أخرى أكثر من 10 دقائق.
فقد وقعت صور البي بي سي للطفلة المريضة والسيئة التغذية على أنظار الطبيب المصري المولد مجدي يعقوب، وهو جراح قلب ذائع الصيت على مستوى عالمي، واتصل يعقوب بالبي بي سي على وجه السرعة ليعرض مساعدته قائلاً إنه إذا حضرت الطفلة إلى لندن فسيدبر أمرها.
واتخذت القوات البريطانية إجراء على الفور وطلبت مساعدة الأمريكيين، وأوفد جراح اختصاصي قلب وطبيب أطفال لتقييم حالة الطفلة وللتأكد من ان حالتها مستقرة بما يكفي لنقلها إلى لندن، وتبين ان حالة الطفلة سببها ثقب في القلب رغم ان المستشفى كان يفتقر للتكنولوجيا من تشخيص حالتها تشخيصاً مؤكداً.
وقال اللفتنانت كولونيل مايكل سيغمون نائب الفيلق الخامس الأمريكي: «أدى الثقب في القلب إلى مزيد من المشاكل بما في ذلك سوء التغذية لأنه كان يتعذر على الدم ان يصل إلى القلب».
وكان المستشفى العراقي عاجزاً عن توفير تغذية بالمصل للطفلة ولذا لم يقدر على إجراء الجراحة، بيد ان الجراحة الواعدة في لندن كانت ستصلح جميع مشاكل الطفلة، كما أشار سيغمون الذي قدم تقييماً نهائياً لحالة المريضة وتقرر ان حالتها مستقرة بما يكفي لسفرها.
وقاد الفيلق الخامس للجيش خطط اجلاء الطفلة هبة وتم توفير طائرة من طراز سي-130 لسلاح الجو.
| 
