* بيشة - سعد القرني:
رفع محافظ وأهالي محافظة بيشة برقيات الولاء الى مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو وزير الداخلية وسمو أمير منطقة عسير شاجبين فيها ومستنكرين ما تعرضت له العاصمة الرياض من عمليات ارهابية خبيثة، موضحين ان ما قام به هؤلاء الشرذمة لا يمثل الوجه الحقيقي للدين ولا يعبر إلا عما في نفوسهم من انحراف وضلال، مجددين في ثنايا البرقية الولاء والمساندة، ومؤكدين وقوفهم خلف قادتنا، وتمسكهم بشريعتنا، التي تحثنا على ذلك..
وفيما يلي نص البرقية..
مولانا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أيده الله بنصره.
صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز - ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حفظه الله.
صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظه الله.
صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - وزير الداخلية حفظه الله.
صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل - وزير الخارجية حفظه الله.
صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل - أمير منطقة عسير حفظه الله.
ص/ لسعادة محافظ بيشة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
منذ ان نشأت الدولة السعودية السنية وقامت أعمدتها على قواعد شرع الله المطهر الراسخة وشعبكم المخلص الوفي ينعم بالعدل والأمن ويرفل في رداء الخير والازدهار، وما ذاك إلا لثبات النهج، وصدق النية، والعمل الدؤوب من قادته الذين تعاقبوا على حكم هذه البلاد من آل سعود بارك الله فيهم، الذين أدركوا ان الخير كل الخير هو في التشبث والتمسك بأهداب الشريعة السمحة المعتدلة، البعيدة عن الغلو والتطرف،عملاً بحكمة «لا إفراط ولا تفريط» فنأوا بالسفينة عن مجاهل الابحار، ودروب الفتن والضلال، وضربوا بيد من حديد عبر تاريخهم المجيد على كل من سوّلت له نفسه لشق صف الأمة وتهديد وحدتها وتعكير صفوها، ووقفوا بحزم وعزيمة في وجه أعدائها وذوي النوايا الخبيثة الهدامة، من المنشقين عن الصف، الخارجين على الاجماع، المتتبعين لأهواء أنفسهم ووسوسات شياطينهم، المنتحلين لسمات الاصلاح، المدعين أنهم على الصراط المستقيم، وهم قد خرجوا عنه الى مزالق الفتنة ومجاهل الظلام.
يا خادم الحرمين الشريفين، نحن أبناؤك وجندك ورجالك أهالي محافظة بيشة قاطبة، نجدد العهد، ونصدق الوعد، ونرى في التفافنا تحت رايتكم السعد والوقار، وفي البعد عنها الذل والدمار، ونعبر لمقامكم السامي وقد فجعنا بهول المصيبة، وأذهلنا وطأة الواقعة المفجعة، على اثر ما حدث في عاصمتنا الحبيبة، وقلعة وحدتنا، ورمز تضامننا، من أحداث تخريبية مؤلمة أقدمت عليها حفنة من المخربين الضالين.
إننا في بيشة شيوخاً وشبابا رجالا ونساء وأطفالاً نُجمع ونقف وقفة رجل واحد، لنعلن على الملأ الرفض القاطع، والشجب الحاد، لمثل هذه المفاسد الدخيلة، التي لا تمت لأمتنا ولا لمجتمعنا بصلة، حتى وان انتسب مرتكبوها لهذه البلاد فهم مرض خبيث يجب استئصاله من جسد الأمة الطاهر بكل عزم وحزم.
إننا نثق يا خادم الحرمين الشريفين أنكم لا تقبلون - وأبناء شعبكم - أي شكل من أشكال التبرير، والتوطئة، لمثل هذه الأعمال المنكرات ولا توافقون - وأبناء شعبكم - على ربطها بأي أسباب أو مبررات مهما كانت، ونثق في أنكم ستأخذون بالحق على أيدي المسوفين، والمسوغين لها، وستحمون - بعون الله وتوفيقه - الجبهة الداخلية لبلادنا العريقة من التصدع والتهتك على أيدي شرذمة لا تعرف للدين معنى ولا للوحدة طعماً، أضلتها النفوس المريضة من المنافقين والحاقدين والحاسدين فارتكبت أشنع السوء واظلمه.
أيها الحاكم العادل، إن العدل الذي ألفناه والأمن الذي تعاقبت أجيالنا على الانتعام به والرخاء الذي كان سمة مميزة لهذه البلاد عما سواها أمور لا يمكن التفريط فيها والتنازل عنها، جرياً وراء شعارات زائفة وخطابات ضالة ومخططات هدامة، تستهدف وحدتنا وتنال بسهامها الخبيثة جسد أمتنا، وتلتوي بحبالها القذرة السامة على رقابنا، لتبث فينا الفرقة وتحيي بيننا النزعات الممقوتة، التي حمدنا الله على التخلص منها، والفكاك من أسرها منذ ان قيض الله لهذه البلاد والدنا جميعاً موحد الكيان ومؤسس الدولة جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جنانه، وجزاه عنا خير الجزاء، لقاء ما زرعت يداه، وحصدنا من الأمجاد التي سطرها التاريخ بمداد من ذهب، فقد وحد الأمة وحقن الدماء وأشاع في الربوع العدل وأقام راية الدين وأرسى قواعد الأمن والرخاء، ولم يحد أبناؤه عنها قيد أنملة، وهذا ما يتمناه كل شعب من شعوب الأرض.
يا خادم الحرمين الشريفين:
إننا نعرب عن صادق تضامننا مع قيادتنا الرشيدة، ونؤكد التفافنا حولها في السراء والضراء، ونؤيد ما ترونه كفيلا باطفاء نار الفتنة، وابعاد جذوتها عن محيطنا الآمن، ونقف صفا واحدا مع كافة أبناء مملكتنا المنيعة بقدرة الله خلف راية ا لخير والسؤدد، راية الحق والعدل، راية العز والفخار، في ظل قيادتكم وتحت لوائكم، سائلين الله العلي القدير أن يجنب بلادنا كل مكروه، وأن يحميها من كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، وأن يحفظ علينا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأن يكلأكم بعين رعايته، ويبقيكم وكافة الأسرة المالكة الكريمة ذخراً للوطن، والسلام.
|