Sunday 1st june,2003 11203العدد الأحد 1 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
المزارعون.. تحت وطأة الدَّيْن...!!
عبدالرحمن بن سعد السماري

منذ زمن بعيد.. والمزارعون يصيحون من أوضاعهم ويقولون.. إننا نعاني في كل اتجاه.. وإن مشاكلنا تتفاقم.. وإن معاناتنا تزداد.. ومع ذلك.. فهم صابرون محتسبون عاملون ليل نهار من أجل أن يشفط «الشريطي» الجالس في السوق.. كل المصلحة.
** يبيعون عليه صندوق الطماطم بريال أو ريالين.. ليبيعه بعشرين ريالاً..
** ويبيعون عليه كل المنتجات الأخرى بنفس السعر.. ليبيعها بثلاثين وأربعين ريالاً.
** ولو باعوا مائة صندوق طماطم.. فإن سعرها مائة ريال.. وتكلفة إنتاجها ألفا ريال.. ونسبة الخسارة كما ترون.. «احسبوها».
** المزارع المسكين.. له كشف «ديون» في كل مكان.. ابتداءً من «اللِّي يأخذ حقه بيده» البنك الزراعي.. وانتهاءً بمحلات بيع البذور.. وإذا مرَّ بعماله فإنه «يتلطم» لأن لهم خمسة أشهر لم يستلموا رواتبهم.. وليس من باب التلاعب ولكن بسبب ضيق ذات اليد.
** محطات الوقود تطالبهم.. ومحلات الأسمدة تطاردهم.. ومحلات المبيدات تلاحقهم.. والبنوك.. وتجار الجملة والمتعاملون «العشرة بعشرين» يلاحقونهم.. والمزرعة قيمتها مائة ألف ريال.. وهو مطالب بمليوني ريال.
** المسكين.. أو «المقيريد» مولع بالزراعة.. ووجهه أسود من الشمس.. ورجلاه كلهما «شطوب» ويداه كأنهما «مبرد» أو «ظَهَرْ ضب» و«مفلِّس» تماماً.. وبيته بالإيجار.. وسيارته بالتقسيط.. ومع ذلك.. مستمر في غيه.
** يتندر العوام.. دائماً يقولون.. فلان عنده ملايين ما شاء الله.. ويقول الآخر.. يشتري مزرعة وتطير كلها..
** هذا شأن المزارع المسكين.. طفران.. غلبان.. مقهور.. «كبده تفوح»..
** شحنة الحبحب تملأ «الجمس» بمائة ريال.. ويبيعها الشريطي مُفرَّقة بألفي ريال..
** وصندوق الرطب بثلاثة ريالات.. حتى الطرق المؤدية لمزارعهم.. كلها حفر ومطبات وأتربة.. حيث إن السفلتة والإنارة والعناية و«سم» و«أبشر» كلها منصبة للاستراحات وأماكن سعة الصدر ولعب البلوت والفضائيات والشلات.
** المزارعون.. أو أكثرهم «على الحديدة»، «طفارى» الكل «مْسَلِّفهم» والكل «يطلبهم» والكل «مْدَيِّنْهُم» ووايت الديزل المتوسط «بسبعة آلاف ريال بس»؟!! وليس هناك مزارع في جيبه خمسون ريالاً.. فكيف بسبعة آلاف ريال؟!
** تسأل المزارع وتقول.. لماذا أوضاعك هكذا؟! يقول.. اسألوا وزارة الزراعة؟
** اليوم.. صارت لهم = من زود الهم = وزارتان.. وزارة للزراعة.. ووزارة للمياه.. وكل وزارة ليس همها تخفيف أعباء هولاء.. أو حل مشاكلهم.. بل المزيد من التنظيم والتنظير والأعباء والمسؤوليات.. وكان الله في عون المزارعين..
** يقول واحد من أبرز الذين «يدينون» أو «الدَّيَّانة» أي يمنحون قروضاً بالدَّيْن «بالأجل» إن المزارعين على القائمة السوداء.. لأنهم لا يسددون وليس لسوء فيهم.. بل لأنهم يعجزون عن السداد.. حتى أمام أقاربهم سمعتهم «المالية» سيئة للغاية.. فالكل حذر جداً من «تسليف أبو فلان المزارع» لأنه ما يوفي.. هكذا شَوِّهت المزارع والزراعة سمعتهم المالية.. وهكذا أدخلتهم دوامة ديون متراكمة لا يمكن أن يسددها أحفادهم.
** واليوم.. صار المزارعون ما بين وزارتي الزراعة والمياه.. وصارت أمورهم هنا وهناك معلقة.
** والمزارعون يعزون أسباب غياب الدعم الكامل لهم.. أو اقتصار الدعم على دعم جزئي نسبي «تنقيط في الحلق» إلى أن الجهات المسؤولة.. تريد ألا يكون هناك جور على استخدام المياه..
** ويقولون إن هناك إشاعات تقول.. إن مشكلة المملكة مع المياه.. مشكلة مزمنة خطيرة.. وإن مشكلتها مع الزراعة مشكلة محلولة.. إذ باستطاعتنا = كما يقول الخبراء والمستشارون؟!!= أن نأتي بالخضار والفواكه من كل مكان.. لكن ليس بوسعنا أن نأتي بالمياه.. إلا من أرضنا «الخضراء؟!!».
** ولكن.. لو استمرت الأوضاع هكذا.. ولو انسحب المزارعون من مزارعهم.. لرجع كرتون الطماطم إلى سعره السابق مائتا ريال.. ولصرنا تحت رحمة تركيا والدول الأخرى.. ولطارت فلوسنا إلى مزارعي تركيا والشام وما حولها.. ولدخلنا في دوامة أخرى.
** المسألة.. تحتاج إلى المزيد من التفكير والحل.. فالمزارع «مْوَلِّعْ.. مِسْتِويْ.. قاضِيْ».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved