Sunday 1st june,2003 11203العدد الأحد 1 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شدو شدو
ثغرة في حصن الوطن
د. فارس محمد الغزي

السعودة انتماء وعلى ذلك فهي مواطنة لا تتحقق إلا بتوفير شروط تحققها التي من أهمها مدى قدرة الفرد المسؤول على الاستشعار - عن قرب وبعد - لكل ما فيه مصلحة وطنه وفائدة مواطنه. وبغير وسيلة الاستشعار هذه لن تتحقق السعودة ويتجسد الانتماء الحق بكل ما يحمله من مضامين الوطنية كالجسد الواحد والهوية الواحدة وبالتالي المصير المشترك. كذلك فالسعودة «حاجة» غريزية يجب اشباعها وإلا تجاوزت بتبعاتها حدود معناها المادي المجرد لتؤثر من ثم في تضاريسية الموقع النفسي للفرد على خريطة مجتمعه تأثيراً كفيلا بتشويه معالم هذه الخريطة وغروب شمس ما يحمله كيان هذا الفرد لمجتمعه من مشاعر العضوية والانتماء وأحاسيس الأمن والانضواء.
هذا ومما يزيد من خطورة «الحاجة» غير المشبعة حقيقة أن الطبيعة البشرية مفطورة على تقبل أي بديل لواقعها سواء الفكري أو السلوكي وذلك في حال لم يستطع هذا الواقع منحها ما تحتاجه من مقومات الإشباع لا في المادة فحسب بل ايضا في النفس والفكر والسلوك. فحاجة الفرد تمتلك القدرة على تحييد عقله وحين لا يعد يسير على هدي بصيرته أو يهتدي بأنوار رويته وحكمته تزحف عاطفته لتحتل ما تبقى من عقلانيته، حيث تصبح هذه العاطفة حكمه وحكمه في كل مرة يصطدم عقله بما لا يقدر على عقلنته، أما النتيجة هنا فهي اتساع ساحات تشتته وازدياد مساحات هروبه بحثاً عن الأمان النفسي المفقود، ليفقد في النهاية بقايا استقلاليته النفسية بمجرد أن يخلي موقعه من خارطة مجتمعه ليتضاعف يأسه ويتأصل ضعفه ويكبو مرة وينهض مرة وبمجرد أن تنضج قابليته واستعداده لارتكاب أية حماقة وتصديق أي فكر أحمق يجهز عليه ذئب بشري ضاخا الوهمَ في شرايين أحلامه المهدَرة ممعنا في استغلال ضعفه وصياغة طرق تفكيره بطريقة تلغي جسده كلية الى حد إقدامه على الموت من أجل أي قضية خاسرة باطلة يتم إلباسها أردية الحق والتضحية والفداء!
ختاماً متى تتحقق السعودة..؟ تتحقق بمجرد أن يستشعر كل مسؤول في أي موقع كان من جسد المسؤولية.. أن السعودة تمثل مصدر استقرار وطنه وهذا يعني انها درع أمنه. وصمام أمان ممتلكاته.. ونبع انتماء أحفاده وأكسير حياة الجميع.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved