حلقات كتبها: موسى عتيق الهبيري عبدالله الشبلان النحيت
في حلقة اليوم نستعرض جغرافياً أهم الأودية التي تمر بالفوارة كما نتعرف على قصة بدايات التعليم وواقع التطور العمراني والتجاري بالفوارة.
أهم الأودية في الفوارة والمنطقة المحيطة بها.
وادي مراغان ووادي الجريّر هما أهم وأكبر واديين في الفوارة والمنطقة المحيطة بها وهما من روافد وادي ثادج الذي يعتبر من الروافد الكبيرة لوادي الرمة.
سد الحجرة الأثري بالفوارة
وادي مراغان: وأهم روافده: وادي العمودة الذي يبدأ من جبال الوشم باسم شعيب غنيموات ويتجه نحو الجنوب ثم يرفده من جهة الشرق شعيب غيموات القادم من منطقة الصليلية جنوب جبال الوشم ثم يرفده من جهة الغرب رافد كبير وهو شعيب الحمل الذي يبدأ من آبار المطيوي باسم شعيب السلسلة ثم يتجه نحو الجنوب حتى تضطره جبال السلسلة الى الانحراف نحو الشرق ثم يرفده شعيب الشعيلاء القادم من جبال الوشم متجهاً نحو الجنوب ثم يغير شعيب السلسلة سيره نحو الجنوب الشرقي ويحمل اسم شعيب الحمل ثم يرفده وادي العمودة شرق جبل الحضر ثم يتجه وادي العمودة نحو الجنوب حتى يرفده شعيب الحملية الذي يبدأ سيله من مرتفعات بقيعاء وجبل الرحى الذي ارتفاعه «960م» ويتجه هذا الوادي جنوب غرب ثم يرفده شعيب الرويضات من الشمال بعد ذلك يتصل بوادي العمودة قرب بلدة مراغان بعدها يحمل الوادي اسم وادي مراغان ثم يرفده شعيب الحجرة الذي يبدأ من جبل السلسلة ويتجه نحو الجنوب فتغذيه شعاب جبل الربوض ثم يمر بقرب هجرة الحجرة وتغذية سيول جبل الحضر وبعد ان يجتاز جبال الربوض وجبل الحضر يحمل اسم شعيب العين ويغير مجراه نحو الجنوب الشرقي حتى يرفد وادي مراغان جنوب شرق الفوارة بحوالي 21 كم ثم يرفد مراغان من جهة الغرب شعيب ام عجرم الذي يبدأ من جنوب شرق الفوارة متجهاً نحو الجنوب الشرقي حتى يرفد مراغان عند روضة قرادان، ثم يرفد مراغان وادي الاييتر من الشرق الذي يبدأ من هضيبة الزارير متجهاً - بشكل عام - نحو الجنوب الغربي، ثم يرفد مراغان من الغرب رافد صغير يسمى رجلة الهمل وعند بلدة ثادج يحمل الوادي اسم وادي ثادج ثم يرفده من الغرب رافد كبير وهو وادي الجرير.
وادي الجرير: يبدأ من ضلع التين وغرب جبال الوشم الذي يبلغ ارتفاعه «1004م» ثم يتجه نحو الجنوب الشرقي فتغذيه شعاب شمال السلسلة الغربية، ثم تضطره جبال الربوض الذي يبلغ ارتفاعه «988م» للانحراف جنوباً ماراً الى الغرب من الفوارة ويحمل اسم شعيب الفوارة «حتى يتجاوز الفوارة بنحو 18 كم» وعلى بعد نحو 6 كم من الفوارة يرفده شعيب يسمى دِعب الجرير يقع غرب الفوارة قادماً من سناف درع وماراً بالجرير، وعندما يصل شعيب الفوارة جنوب بلدة النومانية بقليل يرفده وادي ابو شويحات «شعيب النومانية» وهو من الروافد الكبيرة ويجمع سيوله من عدة شعاب منها شعيب العوير ويبدأ من منطقة مشاحيد وشعيب مشاحيد الذي يبدأ من منطقة مشاحيد والمرتفعات التي تقع شمال قطن شم يتجه نحو الجنوب الشرقي ويحمل اسم شعيب الجحشة وعند الاشيعل يلتقي شعيب الجحشة مع العوير ويحمل الوادي اسم وادي ابو شيحات ثم يرفده شعيب ضليع رشيد من الغرب بعدها يتجه نحو الجنوب الشرقي ماراً ببلدة النومانية ويواصل سيره في نفس الاتجاه حتى يتصل بوادي الجرير، وبعدا ان تجتمع مياه هذه الشعاب الثلاثة على بعد نحو 10 كم عن النومانية يحمل الوادي اسم وادي الجرير ويتجه نحو الجنوب الشرقي مرة أخرى حتى يرفده شمالاً شعيب الدسمات القادم من الفوارة ثم يتصل بوادي ثادج. ثم يرفد ثادج شعيب الابتر من الشرق الذي يبدأ من مرتفعات شمال البتراء متجهاً نحو الجنوب الغربي وعند روضة قرادان يتجه نحو الجنوب ثم ترفده من جهة الشرق عدة شعاب قادمة من جبال ابان الاسمر منها: مخيط جدعا - ظلماء، وقبيل ان يرفد ثادج وادي الرمة يرفده من جهة الغرب شعيب عطي الذي يبدأ من شرقي جبال قطن «1141م» متجهاً نحو الجنوب الشرقي حتى يرفد ثادج.
بداية التعليم في الفوارة
كان التعليم في الفوارة وقبل التعليم النظامي عن طريق «المطوع» واستخدام الألواح الخشبية للكتابة عليها كما هو متعارف عليه في الزمن السابق باسم «الكتاتيب»، وعن بداية تعليم الكتاتيب يقول الشيخ عبدالعزيز السبيل العريمة «بدأ تعليم الكتاتيب في المساجد في عام 1349هـ أي بعد نزول الشيخ حجاب بن نحيت وجماعته بأربع سنوات وكان في المسجد، ووقت الدروس إما في وقت الضحى او بعد صلاة العصر»، وعن الاجور التي يقدمها أهل الطالب «للمطوع» قال ابن سبيل: أغلب الذين قاموا بالتدريس يدرسون الطلاب بالمجان، ولم يكن لهم مقابل مادي، ابتغاء الاجر والثواب من الله تعالى، وهناك بعضهم يكون له اجر وهو ريال واحد في الشهر عن كل طالب، وكانت الدروس مقتصرة على القرآن الكريم والقراءة والكتابة.
وأول من درّس في الفوارة هو حمد بن فهيد من أهل الاثلة ولم يستمر لوقت طويل، وبعد ذلك قام بمهمة التدريس محمد بن عبدالهادي الجالس النحيت ومتعاون معه دهيم بن محسن الحبيرتي ثم قام الشيخ محمد بن عدوان النحيت بالتدريس حيث اصبح خطيباً لجامع الفوارة وكان متعاوناً معه محمد بن صالح الضالع لأن الأول كان كفيف البصر، وكان محمد الضالع يصلي الجمعة في مسجد النومانية.
وبعد ذلك انتهى تعليم الكتاتيب وذلك لافتتاح أول مدرسة نظامية في عام 1380هـ وكان عدد الطلاب في أول سنة دراسية اثني عشر طالباً فقط، ويقول الاستاذ سعود بن عيسى الحربي مدير مركز الإشراف التربوي بالفوارة. بدأ التعليم النظامي في الفوارة عام 1380هـ وذلك عند افتتاح أول مدرسة وقد سميت آنذاك مدرسة الفوارة المحدثة وكان عدد طلابها آنذاك قرابة اثني عشر طالباً.
وتخرجت الدفعة الأولى من المدرسة عام 1385هـ وعددهم سبعة طلاب حصلوا على شهادة المرحلة الابتدائية، وبعد ذلك سميت مدرسة الفوارة السعودية، وبعد عدة سنوات سميت باسمها الحالي مدرسة عبدالله بن رواحة ولا تزال. وكانت جميع القرى المجاورة يأتي طلابها الى المدرسة «مدرسة الفوارة» عن طريق نقل الطلاب، وكان اختبار الشهادة الابتدائية «السادسة» في ذلك الوقت عن طريق الوزارة، وكان الطلاب يؤدون الاختبار النهائي مع عددٍ من القرى الأخرى في النبهانية واستمر ذلك حتى عام 1394هـ.
وبعد عام 1390هـ توالى افتتاح المدارس في القرى التابعة للفوارة مثل العمودة الجنوبية والشمالية والنومانية والهييرية ومراغان وتزايد بحمد الله عدد الطلاب تبعاً للنمو السكاني المتزايد عاماً بعد الآخر بفضل من الله عز وجل ثم بفضل رعاية وعناية حكومة المملكة العربية السعودية التي تعمل على نشر العلم منذ ان أسس كيانها الملك عبدالعزيز - رحمه الله- الى هذا العصر الزاهر في عهد خادم الحرمين الشريفين أيده الله، وقد تخرج من المدرسة الأم مدرسة الفوارة أعداد كبيرة من الطلاب وعملوا على خدمة دينهم ومليكهم ووطنهم في مواقع مختلفة من مملكتنا الحبيبة.
وفي عام 1421هـ تم افتتاح مركز الإشراف التربوي، ويشرف على أكثر من 20 مدرسة من مختلف المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ويدرس بها قرابة 3000 طالب ويعمل بها أكثر من 200 معلم ويتخرج من طلاب هذه المدارس اعداد ليست بالقليلة في كل عام من الجامعات السعودية والكليات والمعاهد العسكرية والمدنية لكي يواصلوا العطاء خدمة لدينهم ومليكهم وأمتهم ووطنهم.
ومن هؤلاء الفريق د. بندر بن عمرو بن ناحل وكذلك فضيلة الشيخ محمد بن نفجان التويجري والشيخ الدكتور علي بن غازي التويجري وغير هؤلاء الكثير مما لا يتسع المجال لذكرهم، ولقي تعليم الكبار اهتماماً كبيراً من الدولة رعاها الله، حيث صاحب افتتاح مدرسة الفوارة المحدثة عام 1380هـ افتتاح مركز لتعليم الكبار التحق به اعداد كبيرة من كبار السن الذين فاتهم قطار التعليم ومن أصحاب الأعمال الذين عقدوا العزم على التخلص من الأمية والبعض منهم حصل على شهادات عالية بدأها من مكافحة الأمية الليلية. وقد تزايد افتتاح مدارس تعليم الكبار الليلية في القرى التابعة للفوارة والتحق بها أعداد كبيرة من السكان لعدة عقود من الزمن. ومنذ عام 1410هـ اخذ عدد مدارس محو الأمية في التناقص شيئاً فشيئاً حتى وصل الأمر - بحمد الله - الى اقفال عدد من مراكز محو الأمية لعدم وجود الدارسين، مما يعطي مؤشراً على القضاء على الأمية.
المدارس بالفوارة
يوجد عدد كبير من المدارس في الفوارة فعدد مدارس البنين اربع مدارس وهي:
مدرسة عبدالله بن رواحة الابتدائية وهي في مبنى حكومي ذي ثلاث طوابق، وانشئت في عام 1380هـ ويبلغ عدد طلابها أكثر من مائتي طالب موزعين في عشرة فصول ويدرس بها 17 معلماً. مدرسة ورش الابتدائية لتحفيظ القرآن الكريم وتأسست عام 1418هـ ويدرس بها أكثر من مائة طالب وهي في مبنى مستأجر. مدرسة متوسطة وثانوية الفوارة وهما في مبنى مشترك مستأجر ويجري انشاء مدرسة حكومية الآن ولله الحمد تأسست المتوسطة عام 1392هـ ويبلغ عدد طلابها أكثر من 130 طالب موزعين في 6 فصول ويقوم على تعليمهم 8 معلمين.
أما الثانوية فقد تأسست عام 1408هـ ويبلغ عدد طلابها أكثر من 200 طالب، ويقوم بتدريسهم 22 معلماً، أما مدارس البنات فيبلغ عددها 5 مدارس، هي المدرسة الابتدائية الأولى، والمدرسة الابتدائية الثانية، ومتوسطة وثانوية الفوارة للبنات ومدرسة تحفيظ القرآن الكريم بالاضافة الى روضة أطفال واحدة.
الزراعة
كانت الفوارة ومنذ القدم مزدهرة بالزراعة، والمؤكد عبر كتب التاريخ انها كانت منطقة زراعية في القرن الثاني من الهجرة قال ياقوت: الفوارة بجنب الظهران بها نخيل كثيرة وعيون للسلطان. والظهران هو جبل يقع شمال الفوارة واسمه الآن السلسلة. وقال لغدة وهو يتكلم على منازل بني أسد، وقرية يقال لها الفوارة بجنب الظهران، بها نخيل كثيرة وعيون للسلطان. والسلطان كما هو معلوم في القرن الثاني للهجرة لبني العباس الخلفاء. فمن خلال النصوص السابقة وغيرها من النصوص لم نر من خلع صفة كثرة النخيل والعيون على غير الفوارة.
وهناك عدة عوامل ساعدت على ان تكون الفوارة منطقة زراعية منها خصوبة الارض ووفرة المياه وكذلك مرور طريق الحاج البصري بها، وموقعها الجيد، أما بعد القرنين الثاني والثالث فلا نعلم هل استمرت الزراعة في الفوارة ام انها اندثرت، لأننا لم نجد إجابة في الكتب حول القرون التي تلت القرن الثاني والثالث ولكن الغالب أنها اندثرت وغارت المياه لأنه انقطع ذكرها.
وعادت الزراعة الى الفوارة عندما اعاد الشيخ ابن بليهد إجراء إحدى العيون وغرس نخلاً وزرع زروعاً، وكانت طريقة الري التي استخدمها انه جلب الماء من العين الأم الى المزرعة عبر نفق طويل تحت سطح الارض مستفيداً من الجاذبية الأرضية، وكذلك انخفاض سطح الأرض الخصبة. وازدهرت الزراعة أكثر من ذي قبل عندما نزل الشيخ حجاب بن نحيت وجماعته في الفوارة، فاستغل السكان خصوبة الأرض ووفرة المياه فانشأوا المزارع وغرسوا النخيل وزرعوا الزروع وكانت طريقة الري التي يستخدمونها الطريقة التقليدية القديمة «السواني» حتى أصبح عدد المزارع «الحيطان» في داخل الفوارة خمسة حيطان «كان في القديم يسمى حايط» وكانت المزارع تنتج التمر «المكتومي - الشقراء - أم الخشب» والقمح والفاكهة بجميع أنواعها، ومن اشهر الحيطان حايط نغيمش بن نايض الهويملي وحايط عواد بنيان الاشقر، وحايط مثنى بن رويشد الهويملي وحايط خلف السالم البشري «وهو أول من قام بزراعة الخضرة بأنواعها في الفوارة» وكذلك الشيخ ضيف الله بن حجاب بن نحيت، وبالإضافة الى الزراعة كانوا يقومون بتربية الأغنام والإبل والخيل.
وفي عام 1384هـ ثم تأسيس فرع الزراعة والمياه بالفوارة وساهم في مساعدة المزارعين، حيث قدم خدمات الوقاية والارشاد وإصدار شهادات زراعة القمح والشعير، وكذلك مربو الماشية كان لهم نصيب من خدمات هذا الفرع حيث يقوم بالتطعيم للوقاية من الأمراض، وكذلك علاج الحالات المرضية المعدية بين المواشي. وساهم افتتاح البنك الزراعي في عام 1397هـ في دعم الحركة الزراعية وقام بدور فعّال في تسهيل الحصول على المعدات الزراعية من خلال القروض التي يقدمها البنك وهي على نوعين:
قروض زراعية قصيرة الأجل لا تتجاوز مدتها سنة واحدة مثل تكاليف أجور الحراثة وأجور العمال والبذور والأسمدة، وقروض زراعية متوسطة الاجل لا تتجاوز مدة تقسيطها عشر سنوات، وتشمل المكائن والمضخات والآليات الزراعية على اختلاف أنواعها، وتمديدات مواسير مياه الري والمنشآت من مبان ومظلات ومستودعات وأجهزة ري وبرك. وهذه المساعدات والقروض نقلت الزراعة في الفوارة نقلة كبيرة وحولتها من حال الى حال «من ري الزروع بواسطة السواني الى ريّها بالطرق الحديثة، الري بالتنقيط والرشاشات المحورية».
ومع التطور الزراعي الذي تشهده الفوارة في الآونة الأخيرة واستفادة الأهالي من التجارب التي مرت بها المدن التي سبقت الفوارة في المجال الزراعي، ومن ذلك نجاح البيوت المحمية، فقد اتجه بعض الأهالي الى الاستفادة من هذه التجربة فوضعوا البيوت المحمية التي تساعد على توفير الجو المناسب لنمو بعض النباتات التي لا تنمو إلا في ظروف خاصة.
التجارة
عند بداية أي شيء لا بد أن تكون البداية ضعيفة نوعاً ما ثم تقوى وتزدهر مع مرور الزمن وكذلك العوامل المساعدة على استمرار ذلك الشيء، وهذه هي بداية التجارة في الفوارة عندما بدأت، فكانت التجارة تعتمد على محل تجاري واحد فقط، وهو محل «محمد العلي الهندي» رحمه الله الذي كان متجره لبيع الجملة، بالإضافة الى اربعة او خمسة محلات، وكان اصحاب تلك المحلات يشترون بضاعتهم من محمل «محمد بن هندي» الذي يعتبر الموزع الوحيد في الفوارة لمختلف أنواع البضائع، والسبب في ذلك أنه الوحيد الذي يملك سيارة فيشتري بضاعته من مدينة بريدة ثم يبيعها على أصحاب تلك المحلات، وكل محل من تلك المحلات له نشاطه الخاص به، ومن أشهر المحلات القديمة محل عبدالرحمن المحجد، ومثنى بن رويشد وابن حيلان، وعلي الغريب.
أما السوق الأساسي فهو يوم الجمعة، حيث يأتي أهل البادية المجاورة للفوارة ويبيعون ما لديهم من سمن وأقط «بقل» وأغنام وهذا مما يثري الحركة التجارية.
وقد تطورت الحركة التجارية في الفوارة حتى أصبحت هناك جمعية تعاونية وكان رئيسها شعيب الرميح، وأمين الصندوق إمام الجامع الشيخ ابن عدوان، وكانت عبارة عن أسهم ومن أراد الاشتراك في الجمعية فما عليه إلا ان يدفع عشرة ريالات للسهم الواحد، وبهذه الجمعية تطورت التجارة في الفوارة فأصبحت الجمعية هي السوق الرئيسي لأهالي الفوارة، وبعد ان قام المواطنون بشراء دراجات نارية «دبابات» وكثرت السيارات في الفوارة قام المواطن السريبيت بافتتاح أول محطة لبيع الوقود وكذلك المواد الغذائية وكانت تسمى قديماً «الشيشة».
وشيئاً فشيئاً تطورت الحركة التجارية في الفوارة حتى أصبح فيها الآن اكثر من 300 محل ومؤسسة تجارية ومعمارية وصناعية وغيرها بالإضافة الى فرع لشركة الراجحي المصرفية للاستثمار، وعدد من مكاتب الخدمات العامة.
البناء والتعمير
عندما سكنت الفوارة عام 1345هـ اخذ الناس يتوافدون عليها امتهن بعض أهلها مهنة البناء، بناء البيوت، وأول عمل قاموا به هو بناء المسجد الجامع من الطين، وكذلك قاموا باكمال حفر قناة عين ابن بليهد بأجر ريال واحد فقط، ولكثرة السكان وكثرة البيوت زاد عدد من امتهن هذه المهنة وأصبحت على شكل مؤسسات صغيرة تتكون من عامل أو عاملين فقط، ومن اشهر الذين قاموا بمهنة البناء محمد الغزالي وعبيد الله الحمل وعبدالله العنقي وسليمان الجازع وعطا الله البشري ومحمد المسعد وسالم الاشقر.
أما الآن فإن البناء والتعمير اصبح متطوراً النهضة العمرانية الكبيرة التي تشهدها الفوارة ساعدت على كثرة المؤسسات المعمارية، والفوارة تشهد تطوراً عمرانياً مذهلاً وسرعة كبيرة في النمو واتساعاً في المساحة. ويبلغ عدد المؤسسات المعمارية في الفوارة ما يربو على خمس مؤسسات ذات نشاط مشهود.
المسجد
أول مسجد بني في الفوارة هو مسجد الجامع القديم ويسمى الآن «جامع ابوبكر الصديق» وكذلك بني بعده مسجد معروف باسم مسجد «البشارية» وكان تعميرهما في سنة واحدة وهو عام 1345هـ، وسنة بعد سنة يزداد السكان وتكبر مساحة الفوارة وتبنى المساجد لكثرة المصلين وبعد بعض المنازل عن المسجد، حتى اصبح يوجد في الفوارة قرابة 19 مسجداً بالإضافة الى ثلاثة مساجد جوامع.
«جامع أبوبكر الصديق»
وهو أول جامع وأول مسجد بُني في الفوارة عام 1345هـ ويقع مكانه في السوق القديم، وأول مؤذن فيه هو فلاح الدباغ، أما الأئمة الذين تعاقبوا على إمامته فأولهم الشيخ محمد بن عدوان النحيت ثم الشيخ شعيب الرميح النحيت ثم الشيخ رباح عطا الله البشري، وقد أعيد بناء المسجد في عام 1400هـ.
«جامع الملك عبدالعزيز»
بني هذا الجامع في عام 1385هـ من الطين ويقع مكانه في الحارة القديمة، وقد أعيد بناؤه في عام 1406هـ وكذلك عام 1418هـ.
أما الائمة الذين تعاقبوا على إمامته فهم الشيخ شعيب الرميح ثم الشيخ علي الدغيري «وكان قاضياً في الفوارة» ثم الشيخ عبدالله النميان التويجري ثم الشيخ شعيب الرميح مرة أخرى ثم الشيخ سعود خلف الحبيرتي.
«مسجد العتيق»
بني هذا الجامع في عام 1409هـ ويقع في الحي الشرقي وإمامه الشيخ صالح بن عدوان النحيت.
|