* بيروت - أمير نبيل أ.ش.أ:
شكلت قضية تنظيم قطاع الاتصالات بما في ذلك خصخصة وتحرير هذا القطاع على المستوى العربي إضافة الى التوسع خارج النطاق الوطني الذي فتح باب الحديث عن المشاركة في العراق أهم عناصر النقاش خلال الملتقى العربي للاتصالات والانترنت والذي اختتم فعالياته اليوم في بيروت بعد ان شهد تدفقا عربيا وعالميا من جانب العديد من وزراء الاتصالات العرب والمئات من الخبراء والمهتمين بقضايا الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المنطقة.
وقد بدا من خلال مداخلات الخبراء ان هناك اشارات إيجابية على ان قطاع الاتصالات العربي بدأ يخرج تدريجيا من الملكية العامة الى الملكية الخاصة الواسعة والمتمثلة في قاعدة من المساهمين وذلك بالنظر الى المؤشرات التي تعيشها أسهم كبرى شركات الاتصالات العربية في أسواق الاسهم وان كان بعض هذه الشركات بها مشاركة من جانب حكوماتها.
وأشار المراقبون الى انه من المنتظر ان تشهد شركات الاتصالات العربية التي تتداول أسهمها في البورصة تطورا مهما في عام 2003 خاصة بعد نجاح تجربة خصخصة شركة الاتصالات السعودية التي طرحت 30 في المائة من أسهمها وبنجاح قياسي وتجاوز الطلب على الاكتتاب والبالغ 09 6 مليار دولار ثلاثة أمثال قيمة الاسهم المطروحة في السوق المحلية.
من جهة أخرى تطرق الحديث في المداخلات على الهيئات العربية المنظمة لقطاع الاتصالات وهي محدودة جدا في البلدان العربية والتي أكد المشاركون على انها أصبحت أمرا ملزما في ظل التحول من النهج الاداري الحكومي والاحتكاري الى إطار من التنافس الحر.
وأوضح الخبراء على ان دخول شركاء جدد الى قطاعات الاتصالات العربية يقتضي اصلاحا في الهياكل التنظيمية والقانونية لصالح ايجاد جهة حيادية مشتركة تتولى الاشراف على تطبيق السياسات الموضوعة.
وأشار الخبراء الى انه يبرز في هذا السياق الضعط القادم من توجه الحكومات العربية نحو الارتباط بنظام العولمة الاقتصادية والتجارية والتي تجعل على رأس شروط الانضمام اليها تحرير القطاعات.
ويعتبر المراقبون ان نهاية عام 2003 ستشكل بداية لاكبر عملية منافسة خارجية لشركات الاتصالات العربية بالاستناد الى زيادة كبيرة في رأس المال والخبرة وان البلدان العربية التي ستنطلق منها هذه البداية هي مصر والامارات العربية المتحدة ولبنان والمستهدف هنا سيمتد من إيران وباكستان وارمينيا والى أقصى بلدان افريقيا الوسطى والشمالية وانه بالرغم من خطى بعض هذه الشركات كانت غير منظمة إلا ان بعضها أثبت نجاحاً.
|