Sunday 1st june,2003 11203العدد الأحد 1 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
هل يظهر ترياق السلام في العقبة وشرم الشيخ؟
جاسر عبدالعزيز الجاسر

عقب انتهاء حرب الخليج الثانية بتحرير دولة الكويت من قوات الغزو العراقي، التفتت الأسرة الدولية للقضية الفلسطينية، ووفرت نشوة الانتصار الدولي وتحقيق الهدف الذي من أجله شنت قوات التحالف الدولي المتمثل في تحرير الأرض الكويتية زخماً قوياً تمثل في مشاركة كل القوى الدولية الفاعلة في ايجاد حل ناجح للقضية الفلسطينية، واتفق على عقد مؤتمر لتحقيق هذا المسعى، حيث عقد مؤتمر مدريد للسلام الذي وإن لم ينجح في تحقيق هدفه النهائي في انجاز حل للصراع العربي الإسرائيلي إلا إنه وضع أساساً للحل أصبح قاعدة أساسية لأيةية تسوية سلمية في المنطقة، إذ اصبح مبدأ «الارض مقابل السلام» المرجعية التي ترتكز عليها كل المبادرات السلمية التي انطلقت منذ مؤتمر مدريد إلى اتفاقيات أوسلو وكل المبادرات والاتفاقيات اعتمدت هذه المرجعية القاعدة التي يجب ان تُبنى عليها بنود التسوية السلمية.
والآن.. وبعد نجاح الامريكيين والبريطانيين في إزاحة نظام صدام حسين والذي عُدَّ انتصاراً كبيراً لواشنطن ولندن فقد أعطاهم ذلك النجاح زخماً وتشجيعاً للالتفات للقضية الفلسطينية، فشكف الرئيس جورج بوش عن مبادرته «خطة الطريق» وبعد تشكيل محمود عباس «أبومازن» حكومته، وتأكيداً لوعوده السابقة جاء بمبادرته التي ستكون الموضوع الرئيسي في مباحثات قمة شرم الشيخ، ومع ان شرم الشيخ ليس مدريد وبما أن الظروف الآن مختلفة إلا ان العرب مثلما كانوا يأملون ب«مكافأة» في مدريد، فإنهم يأملون الآن ب«مكافأة أكبر» في شرم الشيخ وخاصة بعد اقوال الرئيس جورج بوش الأخيرة التي رددها في المقابلات الصحفية لوسائل الإعلام الدولية والعربية. مثل قوله: «لقد ابلغت زعماء كثيرين انه بعد «انتهاء الحرب» في العراق سأعمل من اجل السلام في الشرق الأوسط. وأنا لست ممن لا يفعل ما يقول. وسأعمل الان لتحقيق ذلك. وفي اعتقادي ان هذا ممكن».ورداً على سؤال: لقد اشتهرت بصراحتك، وقد يقول البعض بصراحتك القاسية. هل ستستخدم ذلك النهج في لقاء العقبة مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي شارون؟ هل ستخضعهما للمحاسبة على التزاماتهما؟ والى أي مدى أنت مستعد للذهاب في هذا المضمار.. قال الرئيس بوش: سأحاسب الناس على التزاماتهم. والنبأ السار هو أن رئيس الوزراء شارون يعرف ذلك. وقد أجريت محادثات صريحة للغاية معه. وأنا اعتقد أن مصالح اسرائيل المثلى ان تكون هناك دولتان تعيشان جنباً الى جنب بسلم. وهو «شارون» تقبل هذه الفكرة كذلك. ولا أعتقد أنه ستنشأ أية حاجة لكي احاسبه. ذلك ان «شارون» وافق على تلك الرؤيا «الدولتين».
وأنا لم ألتق بعد رئيس الوزراء عباس. وإنما اتطلع قدما الى اللقاء المقبل. لقد اجتمعت بوزير ماليته وأعجبت بشخصيته. وأنا سأؤكد لرئيس الوزراء الفلسطيني أننا سنعمل معاً. لكني سأؤكد له كذلك ان الأمن ضروري لتحقيق ما نبتغيه وهو دولة فلسطينية قابلة للحياة.
هذه الأقوال من رئيس يوصف بأنه صريح وانه يفعل ما يقول، يجعل المراقبين والفلسطينيين وحتى العرب يأملون ان تخرج عن قمتي العقبة وشرم الشيخ
تباشير السلام الذي غاب طويلاً عن منطقتنا وأرضنا.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved