* واشنطن - بغداد - الوكالات:
بدأت قوات التحالف في تنفيذ حملة اعلامية بهدف التأثير على الشعب العراقي وضمان عدم تصويته لاختيار حكومة دينية على غرار تلك الموجودة في ايران المجاورة وذلك بعد أن لمست القوات الأمريكية تأييدا شعبيا للأحزاب الدينية العراقية بين صفوف الشيعة.
وحاولت الادارة الأمريكية عبر محطة راديو المعلومات التي تبثها الى الشعب العراقي سرد قصص لعراقيين قادمين من ايران يقولون انهم تعرضوا للاضطهاد من الحكومة الدينية المتشددة في ايران التي تحتقر العرب وتضطهدهم على حد قول هولاء.
وتبث الاذاعة أقوالا منسوبة للمرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني يعبر فيها عن رفضه حكم رجال الدين كما تنسب الى مراجع شيعية أخرى انتقادها الحكم الاسلامي في ايران واتهامها الايرانيين بأنهم غيروا الدين وتعبيرها عن رغبة العراقيين في حرية العبادة للجميع والتصرف على نحو منفتح.
ويقول راديو المعلومات الذي يعد ناطقا رسميا باسم قوات التحالف في العراق إنه لا توجد حاجة لحكومة اسلامية طالما أن التحالف يساعد على انشاء حكومة ديمقراطية في العراق.
وتأتي تلك الحملة على خلفية تأكيدات متعددة من واشنطن بأنها ترفض قيام حكومة دينية في العراق كتلك الموجودة في ايران وتعهد الولايات المتحدة في الوقت ذاته بأن يتم تشكيل الحكومة العراقية عبر انتخابات ديمقراطية نزيهة ومن ثم فإنها تريد استباق الأحداث والتأثير في خيار الشعب العراقي لتجنب أية مفاجآت مستقبلية قد تربك خططها في العراق.
وكانت مظاهرات قد خرجت في شوارع بغداد للمناداة بدور رئيسي للمرجعيات الدينية في تشكيل أي حكومة مستقبلية في العراق.
من جهة أخرى يتهم عدد متزايد من العاملين في أجهزة الأمن القومي الأمريكية ادارة الرئيس جورج بوش بتحريف الحقائق وتكريس أجهزة المخابرات التي تكلف الولايات المتحدة 30 مليار دولار سنويا لتبرير اندفاعها لشن حرب ضد العراق.
والهدف الرئيسي لهذا الاتهام فريق رباعي بوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» راجع المادة التي جمعتها أجهزة مخابرات أخرى عن أي شيء قد يربط الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بأسلحة محظورة أو بجماعات ارهابية.
قال باتريك لانج وهو رئيس سابق لجمع معلومات مخابراتية على مستوى العالم في وكالة مخابرات وزارة الدفاع التي تقوم بالتنسيق بين أجهزة المخابرات العسكرية ان هذا الفريق يسمى على سبيل التهكم العصابة أو «تيار المخابرات المنتقى» في محاولة لتصوير العراق كخطر وشيك.
وأضاف لانج في اتصال هاتفي قائلا ان وكالة مخابرات الدفاع «تعرضت لاستغلال واساءة استغلال وتجاوز في عملية اقامة الحجة لشن حرب على العراق على أساس وجود أسلحة للدمار الشامل». وأضاف انه لم يكن لدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «أي قدرة على الاطلاق» لمقاومة عملية تحريف يشتبه انه عن عمد لمعلومات المخابرات من قبل البنتاجون الذي قال انه يسيطر الآن على السياسة الخارجية الأمريكية.
وقال فينس كانيسترارو الذي كان رئيسا لعمليات محاربة الارهاب في وكالة المخابرات المركزية انه يعرف ضباط مخابرات عاملين يحملون البنتاجون مسؤولية تلفيق معلومات مخابرات «مزيفة» وأضاف ان «المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه احمد جلبي كان مصدرا لقدر كبير من هذه المعلومات». وعمل المؤتمر الوطني العراقي الذي ضم جماعات معارضة لصدام مع البنتاجون عن كثب لحشد استخدام القوة في العراق.
وأضاف كانيسترارو في اتصال هاتفي «هناك مسؤولون حاليون في المخابرات يعتقدون ان الأمر فضيحة». ويعتقدون انه كان أمام الادارة قبل الذهاب الى الحرب «التزام اخلاقي باستخدام أفضل المعلومات المتاحة وليس فقط المعلومات التي تتطابق مع أفكارهم المتصورة سلفا».
|