Sunday 1st june,2003 11203العدد الأحد 1 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في خميسية الجاسر الدكتور زيلعي يتساءل: في خميسية الجاسر الدكتور زيلعي يتساءل:
آثار العراق مسؤولية مَنْ؟؟

* الثقافية- علي سعد القحطاني:
في إطار مساهمة خميسية حمد الجاسر الثقافية بالرياض لرصد تأثير غزو العراق على آثار ومتاحف العراق ألقى الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي أستاذ الآثار الإسلامية، قسم الآثار والمتاحف بجامعة الملك سعود، عضو المجلس الأعلى للآثار، محاضرة بعنوان «آثار العراق مسؤولية من؟؟» يوم الخميس 28/ ربيع الأول/ 1424هـ بدار العرب منزل الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله والتي أدارها الدكتور عبد الله العسكر.
بدأ المحاضر محاضرته بجولة تاريخية للتعريف بالتسلسل الزمني لحضارة العراق التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ ومنها:
1- حضارة حسونة (بالقرب من الموصل) برزت هذه الحضارة في حوالي منتصف الألف السابق قبل الميلاد، وهي أرفع درجات العصر الحجري الحديث، وتتداخل معها حضارة سامراء (على بعد حوالي 90 كم إلى الشمال من بغداد) وتتميز بفخارها ذي الزخارف الهندسية، وبتماثيلها المرمرية المنسوبة.
2- حضارة حَلْف (على نهر الخابور في شمال غربي العراق) من حوالي الألف السادس إلى منتصف الألف الخامس قبل الميلاد، وهي من أزهى فترات التطور التي شهدتها عصور ما قبل التاريخ في العراق، يتضح ذلك من استخدام معدن النحاس، والتطور الملحوظ في زخرفة الفخار المنسوب إلى تلك الحضارة.
3- حضارة العبيد (إلى الغرب من مدينة أور في جنوب العراق) من حوالي 5900 - 4300 ق.م وهي من أعظم مراحل العصر الحجري النحاسي، وتعتبر المرحلة الممهدة لظهور المجد السوفري في جنوب العراق.
4- حضارة الوَرْكاء (على بعد حوالي 56 كيلو متراً إلى الشمال الغربي من مدينة أور) وقد ازدهرت في حوالي 4300 ق. م فنازلاً، وهي بداية الانطلاقة الحقة لحضارة بلاد النهرين، وخصوصاً في الألف الرابع قبل الميلاد حيثما ظهرت البدايات الأولى لمعرفة الكتابة، وأظنني هنا لست بحاجة إلى القول إن هذه المرحلة هي أعظم مراحل تقدم الحضارة الإنسانية وتطورها في العالم القديم، وإلى عصر الناس هذا.
5- حضارة جَمْدَة نصر (على بعد حوالي 70 كيلو متراً إلى الجنوب الغربي من بغداد) وقد ازدهرت في الفترة من حوالي 3100 - 2900 ق. م وهي الوريث الطبيعي للحضارة السابقة، حيث شهدت تطوراً ملحوظاً في مجالات الكتابة والفن والعمارة والمعتقدات الدينية، وغيرها من الشؤون الحياتية.
6- عصر الأسرات المبكرة ( من حوالي 2900 - 2334 ق.م) وفيه برزت دويلات المدن السومرية، ومنها أوز ونيبور ولَجَش ولارسا.
7- دولة أكد (حوالي 2334 - 2154 ق.م)، وتبدأ بالملك المشهور سرجون، وهناك من الاحتمالات ما يجعل أصول سلالات تلك الدولة تنتمي إلى جزيرة العرب. قلت ذلك مراحل تاريخية وحضارية منها.
8- عصر بعث المجد السومري واحيائه على يد جوديا حاكم لجش (2125 - 2001ق.م) ثم الملك أورنامو (حوالي 2112 - 2059 ق.م) مؤسس أسرة أور الثالثة وصاحب الزقورات العظيمة في أور، وأرِدُوا، والوركاء.
9- الملك حموراي (حوالي 1792 - 1750 ق.م) صاحب التشريعات الشهيرة وكانت مدينة بابل هي مركز القيادة والريادة في زمانه.
10- وفي الشمال برزت مدينة آشور بعد سقوط دولة الميتان وسرعان ما تحولت الدولة الآشورية إلى واحدة من أشهر امبراطوريات العالم القديم، ومن مدنها وحواضرها المشهورة: غرود، ونينو (حوالي 750 - 626 ق.م).
11- عودة المجد البابلي على يد الكلواتين بعد سقوط دولة آشور حينما عمل الملك المشهور نيوخذ نصر الثاني (604 - 562 ق.م) على جعلها وعلى حد قوله: أعجوبة البشر، وحاضرة البلاد، ومقر الحكم المضيء، وديار صاحب الجلالة». إلا أن بابل ما لبثت أن سقطت على يد قُوْرش ملك القرش بعد أن هزم جيشُهُ القوي العساكر الكلدانية في سنة 539 ق.م.
ثم مضى التاريخ، ويدخل العراق مراحل يطول ذكرها من التاريخ القديم إلى التاريخ الإسلامي الذي شهد العراق خلاله تأسيس كثير من الحواضر الإسلامية، ومنها البصرة والكوفة وواسط وبغداد وسامراء، وغيرها من الحواضر الإسلامية، ولا سيما بغداد، عاصمة الخلافة العباسية لمدة ستة قرون قدمت خلالها كثيراً من المعارف الإنسانية والمعالم الحضارية التي نراها شاخصة في بغداد نفسها، وفي سامراء والموصل، والكوفة، والنجف، وكربلاء، بحيث تشهد تلك المعالم على ما للعراق من تاريخ عريق وحضارة زاهية.
يبلغ عدد المواقع الأثرية بالعراق - كما قدمنا - حوالي عشرة آلاف موقع، ويحتوي متحف بغداد الذي أسس سنة 1976م على أكثر من مائة ألف (100 ألف ) أثري فني، بالاضافة إلى عشرات المتاحف الموزعة على مختلف المدن العراقية.
وقد رزئت آثار العراق برزيتين كلتاهما بسبب الحرب التي قادتها أمريكا ضد العراق في عامي 1411هـ، 1424/1991م، 2003م. وفي كلتا الحالتين ألقيت المسؤولية على أمريكا وحدها ليس بوصفها قوة محتلة تقع عليها مسؤولية حماية الأهالي وتراثهم الثقافي طبقاً للقانون الدولي، وهذا ليس موضع.
وبعد هذه الجولة التاريخية حاول المحاضر رسم البكائيات التي رصدت من خلالها الصحف العربية السيارة المشهد المأساوي لذهب متاحف العراق ثم ألقى مسؤولية حماية الآثار والاهتمام على القوات الأمريكية كقوات محتلة.
ثم يسأل المحاضر لما لم نجد احصاء دقيقاً لمسروقات آثار العراق ولم نجد خطوات عملية من الآثاريين العرب تجاه هذه السرقة وانما وجدنا بكاء على الاطلال في الصحف السيارة، وفي حين اعترف المحاضر انه لم يبك كالآخرين لسبب أن الأخبار غير دقيقة، لقلة مصداقية وسائل الإعلام العربية المختلفة، ألقى اللوم على الشعب العراقي ممثلاً في تلك الفئات الغوغائية، وتساءل عن دوافعها لمثل هذه الأعمال التخريبية ودعا إلى الصدق مع الذات ومعاقبة اللصوص حتى لا يتكرر ما حدث في العراق.
بعد ذلك بدأت المداخلات:
* شيخ المؤرخين الدكتور عبد العزيز الخويطر وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الثقافية، أشار بموضوع المحاضرة ووصفه بأنه يشغل أذهان المثقفين والحريصين على التراث، وأكد أنه لا يمكن أن تعرف الصحيح وغير الصحيح فيما ينشر من أخبار أيام الحرب ولن تتبين الحقائق إلا فيما بعد، وتمنى أن تكون تلك المسروقات لم تحرق بل ذهبت إلى أماكن قادرة على حفظها.
* الدكتور عبد العزيز الهلابي، وصف المحاضر بأنه شجاع في طرحه في هذا المجال ووصف الشعب العراقي بأنه لا يقل رقياً عن بقية الشعوب العربية ولكن ما حدث لآثار العراق يحمل العديد والعديد من الدلالات.
* الدكتور أحمد الضبيب، عضو مجلس الشورى، ورئيس مجلة «العرب»
ما حدث في العراق يجعلنا نتوقف عند أزمة أخلاقية.. مؤامرة على الأمة العربية، فموضوع نهب وحرق التراث يبدو أنه من أسلحة الدمار الشامل التي يتسلح بها المواطن العراقي، والسطو على المتاحف يوحي بأن هناك شيئاً من التخطيط لهذا، ولم يستغرب ما حصل، لأن اخلاقيات هؤلاء اللصوص، جاءت إليهم من النظام الحاكم. ثم طرح عدد من الأسئلة منها: لماذا تحرق المكتبات بعد نهبها؟ وقال: سرقة الآثار لم تقتصر على المتاحف بل وصلت إلى المواقع الأثرية حيث قام بعضهم بنبش المخزون الأثري في أرض العراق.
محمد الأسمري:
اختلف مع المحاضر بقوله: ليس كل ما قيل من باب ا لبكاء، ولكن الحالة النفسية لهؤلاء الغوغاء، ساهمت القوات الأمريكية بتأجيجها عندما أسقط الرموز السياسية المتمثلة في تماثيل صدام.
الدكتور عبد الله الشارخ:
وصف نظام الآثار في العراق بأنه من أقوى الأنظمة الآثارية في الوطن العربي ودعا إلى أخذ الدروس والعبر من هذه الأحداث لحفظ تراثنا في المستقبل.
د. محمد الهواري:
تساءل بمرارة هل نهبت ورقة واحدة من وزارة النفط العراقية؟ بينما سرقت آثار العراق ومتاحفها بكاملها.
* د. سليمان الحربش:
تساءل لماذا الدبابات الأمريكية قامت بحراسة النفط العراقي بينما لم تحرس مكتبات ومتاحف العراق؟
* د. يحيى أبو الخير:
وصف ما حصل في الانترنت بأنه دليل على الامتعاض العالمي تجاه هذه الأحداث المؤلمة ووصفه بأنه تظاهرة احتجاج عالمية.
* د. محمد البقاعي:
النظام العراقي دمر «الضمائر» وأمريكا أفسدت البلد، فاجتمع الدماران، فهلك تراث ومخطط العراق في هذه الأزمة.
* الأستاذ سهم الدعجاني المشرف العام على خميسية حمد الجاسر الثقافية بالرياض ذكر ل«الجزيرة» أن الخميسية مستمرة وستكون آخر خميسية لهذا الموسم يوم الخميس الموافق 19/ ربيع الثاني/ 1424ه وستعاود نشاطها المنبري مع بداية العام القادم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved