Sunday 1st june,2003 11203العدد الأحد 1 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

«الفضوليون» يهددون حياة الآخرين وحياتهم «الفضوليون» يهددون حياة الآخرين وحياتهم

* الرياض - الجزيرة:
هل يدرك المتجمهرون بشكل غوغائي حول الحوادث المرورية والحرائق وما شابه ذلك أنهم يقترفون وينهجون سلوكاً خاطئاً وغير حضاري البته، قد يفسرون ذلك أنه بدافع الفضول وحب الاستطلاع الذي جبل عليه كل انسان، هذا صحيح لكن في غير المواقع والمواقف التي تستدعي ترك المجال للمختصين لمعالجة ذلك الوضع الطارئ حادثا كان أو حريقاً أو نحوهما..
الفضول الزائد والعشوائي الذي يقود إلى التجمهر المكثف في مواقع محددة ومحدودة المساحة يعيق بالتأكيد أعمال الاسعاف والانقاذ بل ربماكان سبباً لزيادة الوفيات وانتشار الحرائق مثلاً لعدم تمكن فرق الانقاذ والاطفاء من الوصول للموقع أو لعجزهم من الخروج بالمصابين للمستشفيات لانقاذ حياتهم بسبب انسداد منافذ الشوارع المحيطة بالموقع بالجمهور المتفرج.. هذا شيء وهناك شيء آخر على سبيل المثال تكون تقود سيارتك متجهاً لعملك أو لقضاء مصالحك وتفاجأ بأن زحاماً بدأ يطرأ على الطريق ويزيد هذا الزحام رويداً رويداً وبعد دقائق تكتشف أن كل ما في الأمر هو أن سيارتين احتكتا ببعضهما مما نسميه حوادث الطرق البسيطة ولكن فضول سائقي السيارات الأخرى رغم مشاغلهم يهدئون ويبطئون السير حينما يصلون لمنطقة الحادث لغرض الفرجة وبعضهم لا يكتفي بالفرجة فقط بل يعاين موقع الحاديث وهو في سيارته ويبدأ بتحليل الحادث ومن هو المخطئ ومن يتحمل أكبر نسبة في الحادث وينسى صاحبنا هذا أن خلفه أرتالاً من السيارات تريد العبور، ولكن أيضاً هؤلاء ممن يريدون العبور تجدهم يتريثون أمام الحادث للتعرف على ملابساته وبذلك يكون الزحام بلغ أشده بسبب بسيط هو جهلنا بأهمية وضرورة التخلي عن الفضول الزائد ولو أحياناً وقت الضرورات والأزمات والحوادث.. شيء من هذا حصل بشكل ملفت ومحزن في آن واحد حين وقعت التفجيرات الارهابية الآثمة حينما اكتظت المناطق والأحياء التي شهدت التفجيرات بآلاف الفضوليين ممن أعاقوا فرق الأمن وفرق الاسعاف وفرق الانقاذ وأعاقوا المرور العادي وعرضوا أنفسهم لمخاطر ليس لها ما يبررها من حوادث واحتكاك السيارات ببعضها واصابات مرورية كان الجميع في غنى عنها لو ان كل واحد منا توجه لمنزله وتابع وسائل الإعلام لمعرفة تطورات الأحداث وسلم بنفسه وترك الأمر لأصحاب الشأن.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved