قطعت شعاب الزمن باحثا عنها.. درت الارض مع دورة الايام في سبيل الوصول اليها.. وسألت عنها الرائح والغادي والمؤمن.. والكافر.. والمجرم.. والمثالي.
بحثت عنها في الشفق الاحمر عند الغروب.. وبين خيوط الشمس عند الشروق، في دياجير الظلام غصت بين خيوط رداء الليل الحالك.. سألت عنها النجوم الساهرة.. والقمر ورفقاءه الاحبة.. نبشت باظافري ذرات التراب.. وهدمت بذراي جدران الصمت والهدوء.. فتشت كل رداء للفضيلة والرذيلة.. تمنيتها خلف الدموع الساخنة.. وطلبتها وراء الابتسامة المشرقة.. ابتسامة الرضاء.. وحب الناس اردتها عند المتصوف.. وعند المنافق.. والمترف.. والابله فلم اعثر لها عندهم على اثر!! كل ذلك فعلته في سبيل الحصول عليها: هي صاحبة الفضيلة والديمقراطية والرحمة ونبذ الأنانية عدوة الطمع والجشع.. وصديقة القناعة.. هي رفيقة التواضع على درب السلام.. الخ ترى اين هي؟ والى اين ذهبت؟ وفي اي مكان اختبأت؟ اي يد آثمة هذه التي امتدت اليها فوارتها عن الوجود؟ واي سبع مجرم هذا ابتلعها فذهبت ضحية انيابه؟ ماذا سأكون بعدها.. والى ماذا سيصير هذا العالم؟ حتما سيصبح هذا العالم مجزرة بشرية.. وسأكون انا احد ضحاياها!!
نعم سأكون كما كان غيري من الناس.. وهذا ما نراه الان في عالمنا التائه.. عالم الانسان اللاانساني وذلك عندما رأيتها تنتحر وسط الدماء المهدورة ظلما وعلى حد الطمع والجشع.. وبين انياب الرذيلة.. واستعباد البشرية.. نعم رأيتها تنتحر على الشفاه التي ترتجف خوفا وهلعا.. وفوق الرموش المبللة بدموع الضعف والاهانة.
هكذا.. وبهذه العبارات ودعت الانسانية هذا الكوكب وبنوه البشر:« اف للضمائر الميتة.. والقلوب السوداء القاسية.. والعقول المنحرفة السافلة.. والنفوس المخزية.. عالم غابٍ: قويهم يتطعم ضعيفهم» انها قصة الانسانية هكذا كانت: عروس نزلت من السماء الى الارض.. ولكنها طلقت في ليلة زفافها.. فانتحرت وذهبت الى حيث اتت وبعدها اصبح هذا العالم كالمنتظر نهايته بمضض لا يريد اصلاحا بل يريد تخريبا.
فويل للبشرية حينما تقف عند نقطة النهاية وهي تذرف آخر دمعة على عز مضى واندثر في حقائب الزمان المدبرة عندها تسدل الستائر معلنة نهاية المسرحية المضحكة «وشر البلية ما يضحك» لبني البشر على هذا الكوكب الارضي.
فلسفة
يقول جبران «عشرة على الشجرة خير من عصفور واحد في اليد» نعم لقد اصاب سهمه الصواب حقا.. واصبح ممن يحبون للناس ما يحبون لانفسهم فلقد خلق الله الطيور حرة طليقة.. وبما اننا ندعو الى الحرية بكل ما تعنيه هذه العبارة.. فلماذا نستضعف هذه المخلوقات الضعيفة ونسلب حرية عشرة منها!.. افلا يكفي ان نسلب حرية واحد فقط؟؟ فقد نعفى من وسام «دعاة الظلم والعدوان».
زهور.. وعبير
* اليأس احد دوافع الانتحار والانتحار هو الاعتراف بالهزيمة والهزيمة هي الطريق الى النجاح.. ومن لم ينهزم لم يعمل.
* سألني ماذا نكون نحن في هذه الحياة: جنود.. ممثلون؟ اجساد ام اشباح؟ فأجبته؟ طبعا فينا الجنود.. وفينا الممثلون وفينا الاجساد.. وفينا الاشباح.
* تغضب الشمس فلا تجد غير البحر مكانا لافراغ حرارتها.. عندما يتنهد البحر فيخرج البخار.. ثم يبكي السحاب .. بكاء الفرح لانه في العلالي عندئذ ينزل المطر.
* كم تمنيت لو اني الفضيلة لكنت فرضت نفسي على كل البشر، الشعر وحي الفن والانسانية.. والوحي لا ينزل على من هم لا يستحقونه.
|