تحقيق: عبدالسلام محمد البلوي
مهلة وجيزة لن تطول ستكون بعدها سعودة وظائف قيادة سيارات الأجرة بنسبة 100%.. وهذا القرار يأتي لفتح آلاف الوظائف أمام شبابنا السعودي الطموح.. وقد بدأ تطبيق هذا القرار منذ فترة.. وجاء المشروع كخطورة أولى لكل شاب غير قادر على شراء سيارة أجرة.. فاتجه البعض منهم لهذه المهنة.. وعندما قمنا باستطلاع حول هذا الموضع فوجئنا.. بخفايا.. غاب عنها الرقيب ولزم فيها الصمت المحاسب والمسؤول فماذا قال الشباب عن هذه المهنة الجديدة؟!
هذا ما سنتعرف عليه من خلال لقاءاتنا مع مجموعة من سائقي.. الليموزين.. السعوديين في مدينة الرياض.
تحدث أولاًً- الشاب/ سعد إبراهيم وقال نحن نواجه صعوبات كبيرة ووجودكم فرصة ليتعرف أولياء الأمر على ما نحن فيه، أول هذه الصعوبات هو كثرة سيارات الأجرة وعدم تنظيمها، كذلك نلاحظ تردد وخوف بعض الركاب عندما يكتشف الزبون أن السائق سعودي.
وأمر آخر يعتبر من أخطر واهم الصعوبات والعوائق وما هو إلا نوع جديد من التحايل على القرار الحكومي ألا وهو قيام بعض الشركات باحتكار اهم المواقع الاستراتيجية.. في الرياض.. مثل المستشفيات والأسواق الكبيرة بوضع مجموعة سيارات بسائقين أجانب.. وهذه السيارات عندما تراها.. لا تكتشف أنها أجرة.. ومظهرها سيارة خاصة وترقم.. برقم صغير أعلى الاطار الامامي الأيسر.. كل ذلك تحايل وتهرب من تطبيق القرار وللاسف اصحاب هذه الشركات.. غالبهم اجانب.. كيف ذلك!
اعلام غير منصف
وتحدثنا مع شاب اخر وهو المواطن/ سعود العواد وبدأ حديثه.. قائلاً.. يا أخي ماذا تريدون منا.. قبل أسبوع تحدث التلفاز معنا... ولم نجد تغييرا.. هدأته وقلت له.. أسبوع لا يكفي للتغيير.. ثم تغيير ماذا؟ فقال.. تغيير ما نحن فيه ونعانيه، السعودي لا يروق له السائق السعودي ولا أعلم لماذا؟ هل هو غياب الوعي وعدم التحرك المؤثر الإعلامي.. أم هو نوع من الخصوصية الوهمية التي قد تتأثر عند بعض من يستخدم سيارات الأجرة.. أمر عجيب.. نحن نعاني من عدم وجود مرجع لنا نستطيع من خلاله تنظيم أنفسنا والعمل بصورة تخدم الجميع وللأسف نلاحظ الفوضى في عملية توزيع مناطق تواجد سيارات الأجرة.. حيث تجد سيارات الأجرة في موقع ما.. كثيرة جدا.. وفي موقع آخر تقف دقائق طويلة حتى تصلك سيارة أجرة.. أضف إلى ذلك أن الكثير من الاماكن التي تذهب إليها محجوزة ومحظور علينا الاقتراب منها.
نداء
ويقول الشاب/ سليمان ناصر الشمري: بدأت في هذه المهنة منذ ستة أشهر لم أستطع في أي شهر منها توفير القسط الشهري لهذه السيارة التي تراها.. وبالتالي لم استطع توفير قوت يومي أنا وعائلتي.. والسبب في ذلك هو الازدحام الشديد بكثرة سيارات الاجرة.. واحتكار بعض المواقع من قبل بعض شركات التأجير الكبرى.. ورغم ما قمنا به أنا ومجموعة من الشباب السعوديين من جهد ومحاولة استئجار بعض المواقع الهامة مثل المستشفيات والمجمعات التجارية الكبرى إلا أننا نقابل بالرفض التام من قبل المواقع ولا ندري سبب ذلك.. ومن خلال صحيفتكم- صحيفة كل قارئ.. أرفع تهانينا للوزير الجديد للنقل ويا معالي الوزير الدين يقتلنا ويذلنا..لقد تحولت المعيشة وطلب الرزق والربح إلي مديونية فهلا تكرمتم بحل سريع لنا.
سائق أجنبي بشكل جديد
وقال الشاب/ عبدالعزيز بن معيض.. أنا مطالب بمبلغ 2400 ريال كل شهر، وهي قسط السيارة وهو بمعدل 80 ريالا يوميا، وإلى الآن وأنا أقوم بالاستدانة شهريا للوفاء بهذا القسط فكيف تريدني ان أوفر.. أو استفيد وأنا محارب، نعم محارب من الجميع.. أولهم المواطن، وثانيهم الشركات، وثالثهم المسؤول، فالمواطن يرفض الركوب مع السعودي.. ولو تلاحظ لا تجد سائق ليموزين.. بزيه السعودي بل حتى اللهجة حاولنا تغييرها.. كل ذلك لجذب الزبون وأما الشركات.. فتمركزت في أهم المواقع.. ومنعتنا واستبدلت السعودي بسائق أجنبي.
المهم أن الأجنبي تلاحظه يتخطف الزبون من قبل خروجه من أبواب المجمعات التجارية والمستشفيات.. فما الذي يحدث هل هناك رقيب أو حسيب.. نأمل ذلك.
بسبب سيارة أجرة
وعند أحد أهم المراكز التجارية بالرياض.. وأثناء حديثنا مع أحد السائقين- طلب- المواطن/ نايف إبراهيم الحديث معنا.. وقال أمس فوجئت بزوجتي مع ابنتي وهي تنزل من سيارة هوندا صغيرة.. رصاصية اللون.. وسائقها أجنبي فثار الدم.. وكاد الشيطان أن يوقعني في خطأ فادح.. لكن الله سلم.. أوقفت السائق وسألته عن سبب توصيله لأسرتي فقال بلهجته «هادا شركة» وتركته يذهب، وسألت زوجتي.. فقالت.. كنت خارجة من المركز التجاري وإذا بهذا الرجل يناديني «ماما سيارة. سيارة ركيس.. خدمة سوق» ووجدت نفسي أركب معه ومعي بناتي وبمجرد أن تحركنا طلب مبلغ 30 ريالا رغم قرب المسافة وأعطيته المبلغ هذا ما حدث وما حضرت هنا لأني غير مصدق لزوجتي..لا! ولكن لأني مواطن غيور وشعرت أن هناك حيلة وتلاعبا..أين السعودي؟ ما هذه السيارات الخاصة؟ ما أعرفه أن الأجرة تغيرت أشكالها أكثر من مرة هل هذا شكل جديد؟ لا يمكن. أنا من المتابعين للصحف ولم أقرأ ما يدل على ذلك.. ويضيف: الحقيقة عندما رأيتكم وقفت أراقب وعرفت ما يدور فقررت الكلام معك والله إن شبابنا يعاني، أنظر إلى حالهم في الأسواق وفي الحدائق وفي الشوارع. الكثير تجاوز العشرين وهو لا يدرس، ولا يعمل .الحكومة بذلت الكثير ونظمت، وخططت وبقي التنفيذ في ذمة من أوكل لهم الأمر فأين التنفيذ؟ أذهب إلى أسواق الخضار وشاهد الاحتكار من العمالة الأجنبية في مزادات البيع والشراء وتعال هنا أين سعودة وظائف سائقي سيارات الأجرة؟
تحايل
ويقول/ فهد مسفر الغبيوي معبرا عن خفايا هذه المهنة: دخلنا هذه المهنة بهدف سد الحاجة وتوفير متطلبات الحياة الصعبة، ولكن تواجهنا بعض الصعوبات مثل التنظيم السيئ لمواقع العمل حيث تجد زحام سيارات الأجرة في كل مكان اضافة إلى أن بعض المواقع ممنوع الوقوف عندها أو اركاب زبون من عندها والسائق الأجنبي موجود ولم يذهب بل تحولوا للشركات. ويقول الشاب الجامعي/ عبدالله سعيد الدوسري لم أجد فرصة للعمل وتوجهت لمشروع الأمير/ عبدالله وقمت باستئجار سيارة الأجرة بدل العطالة ولسد الحاجة ولكن بعد شهر فوجئت بعكس ما تصورت. الحقيقة تصورت أن الأمر سهل ولا يحتاج سوى التبكير في الحركة وتنظيم الوقت والجهد المركز والرزق بيد الله سبحانه لم أتصور أن هناك صعوبات أو عوائق أو مضايقات أن ادفع يوميا مبلغ 145 ريالا للشركة.. وكثيراً من الأيام لا استطيعها حيث الكثرة الرهيبة لسيارات الأجرة وسوء التوزيع على أحياء الرياض والمرافق الحكومية وغيرها ومن أبرز ما نواجهه ما ظهر مؤخراً حيث قرأنا عن هروب وإضراب العمالة الأجنبية عن الاستمرار في سيارات الأجرة واستبشرنا خيراً ولكن ظهرت الحيلة، ظهرت ظاهرة حجز المواقع الرئيسية للمواقع الاستراتيجية والأهم وهذا الذى كان ناقصنا.. ولعلمك كثير من القسائم أخذناها بسبب هذه الشركات باختصار حالنا سيئ.
إلى من يهمه الأمر
ويقول المواطن/ بريك الشقيران خرجنا من معاناة.. تقبل المهنة وتقبل الزبون السعودي للسائق السعودي إلى مشكلة ومعاناة الشركات، وهذا اتوقع أنها حيلة ومن خلال صحيفتكم أوجه نداء باسمي واسم الشباب السعودي لمكتب العمل ووزارة النقل، ومن يهمه أمرنا وأمر كل صغيرة وكبيرة في هذا البلد.. نحن نعاني من أصحاب الشركات وغيرنا من التجار والحيل التي لا تنتهي، فهل من متابعة جازمة ومراقبه ومحاسبة؟.
وانتقلنا إلى احد أصحاب شركات الأجرة وتحدثنا معه وقال.. الحقيقة أن الشاب السعودي طموح وصاحب فكر جيد والغالب فيهم النشاط والأمانة وهما الخلف، بل المواطن في هذه المهنة هو أول الناس لتعريف الزائر بمعالم هذه البلاد فهو أعرف وأفهم بثقافته وآثارها وابرز معالمها، ولكن ظهرت معاناة بعضهم من عدم استطاعته توفير مبلغ المكتب، وعند سؤاله تبين أنه بسبب ظهور شركات تحتكر المواقع الهامة، وقد تضررنا نحن أيضاً، بضياع حقوقنا، وقد احترنا كثيراً.. فنحن مطالبون بالوقوف مع أبن البلد ومساعدته ولكن نحن أصحاب التزامات أيضاً.. لذلك أتمنى أن تصل هذه المشكلة إلى من يهمه الأمر.
شبابنا طيب وأمين
وقال المواطن/ إبراهيم ناجي العدوي صاحب مكتب سيارات أجرة.. شبابنا طيب وخلوق ومعي هنا أكثر من 13 شابا يعملون بصورة مثالية ورائعة، ولم يشتك منهم أحد ولم تصلنا مخالفات أو مطالبات عليهم أو منهم ولكن نلاحظ ضيق الحالة فقد ضعف الدخل اليومي لأكثرهم.. لذلك نتمنى من المهتمين بوضع الشباب ملاحظة ذلك ووضع الحلول بعد معرفة الأسباب.
| 
