عندما يتطرق الحديث الى شخصية بقامة صاحب السمو الأمير عبدالعزيز بن فهد تصبح الكلمات عاجزة عن احتواء سمات الانسان الرفيع فيه، فهذا الامير الشاب بمواقفه السخية، وافعاله الانسانية وحبه العميق لهذا الوطن وابنائه ومبادراته التي لاتعيقها العوائق او تحددها الحدود يضرب مثالاً يستحق الرصد والاقتداء.
كان عالم الخيل وعلومها الغانمة فرصتي لمعرفة الرجل عن قرب فتلمست الكثير من ملامح شخصيته الودودة والجذابة، عشت انجازات جياد «ابو تركي» وهي تجتاز عتاولة وعمالقة الخيل المنافسة.. كان الكثيرون يشفقون على الاسطبل اليافع وهو يتحسس خطاه الاولى في المضامير السعودية فكانت لمسات الامير وجهوده منبعاً لطاقة جبارة، انطلق من خلالها «الاخضراني» لتعتلي نجومة منصات التتويج في زمن قياسي غير مسبوق على المستوى المحلي .
نعم.. منذ سنوات قليلة.
كان من الصعب الدخول الى عالم الكبار اصحاب الاقدام الراسخة في تحقيق البطولات فالمنافسون اقوياء واصحاب خبرة «وزعتمان» ومن يحاول مجاراتهم فمن المستحيل عليه تحقيق اي بطولة عادية فكيف به اذا اراد تحقيق بطولة كبرى يتم الاعداد لها على اعلى المستويات.
بعد عام واحد فقط من دخول جياد «أبو تركي» لميدان الملز التاريخي كان «كأس الوفاء» البوابة التي دخل منها الاخضراني ليعلن انه جاء ليكون مع الاقوياء لقد جاء الانتصار سريعاً وباهراً، وألجمت المفاجأة كل الذين استبعدوا تحقيق اولى البطولات الذهبية في هذا الوقت المبكر، وابدت كل الاوساط الفروسية دهشتها التي تحولت الى اعجاب بالانجاز الرائع في حين كان ابو تركي يعزو ماتحقق بروح ايمانية متأصلة الى توفيق «الله عز وجل» ليستمر بعد ذلك الطوفان الاخضراني وليحقق اربع بطولات كبرى من العيار الثقيل ذهب عيار 21 بقيادة المرب الوطني القدير فيحان المنديل.
ان التكامل في شخصية الامير عبدالعزيز بن فهد هو سر مايحققه من نجاحات هذا ما استيقنت منه حين حدثني احد المنتسبين للوسط الفروسي وهو يفسر الانتصار السريع الذي حققه اسطبل سموه قال هذا الشخص حينذاك الذي يعمل في احد الاسطبلات الكبيرة وهو من اصول فلسطينية - انه قد تسلم رسالة من احد معارفه في كندا، تفيد بأن هناك مسجداً ينوي عدد من غير المسلمين تحويله الى معبد لهم اذ ان صاحب العقار ينوي بيعه، وتم اغراؤه من قبل اولئك الفئة لشرائه، وبعد ايصال الرسالة الى سموه بادر حفظه الله لايقاف المشروع حيث اعاد الامور الى نصابها، وبقي المسجد منارة اسلامية تصدح بصوت الحق في تلك الديار البعيدة، وتنادي بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالاسلام ديناً ورسالة خاتمة للرسالات السماوية لاهل الارض جميعاً.
يقول محدثي ان المصلين بذاك المسجد لهجوا في صلاة الجمعة بالدعاء للأمير الشاب، داعين الله ان يوفقه في كل مسار يخطوه، وفي كل مجال يرتاده ولذلك لم يكن غريباً ان يحقق «الجواد ميلاف» والعائد لسموه في ذلك اليوم نفسه عصر يوم الجمعة ماحققه من انتصار كان بداية الانطلاقة الفعلية في دروب البطولات والانجازات الكبرى.
ان سجل الامير الشاب عامر بالمواقف الانسانية العظيمة والجميع يعلم ان اياديه البيضاء قد وصلت الى اقاصي الدنيا وكم ممن جارت عليهم نوائب الدهو وابتلوا بالامراض الخبيثة كانت لمسات سموه بعد رعاية الله سبباً في شفائهم وعودة الابتسامة لهم ولذويهم.
ان ارقام امر العلاج التي يعمدها سموه بتوقيعه يومياً تتعدى الـ900 حالة وهذه الحالات تتجه الى المستشفيات في كل انحاء العالم ومايتم نشره ومتابعته في الصحف هو جزء يسير جداً مما يشهده الواقع، جعل الله ذلك في ميزان حسناته وحسنات والديه.
ان ماساقني الى ذلك، ما اخبرني به مؤخراً احد رجال هذا الوطن الذين لمستهم ايادي سموه البيضاء بعلاجه من داء الكبد الوبائي، حيث تم استزراع كبد بديلة له على نفقة سموه الكريم.. يقول العم «ابو ياسر» كانت جولة الامير عبدالعزيز الاخيرة التي شملت اغلب محافظات وهجر المملكة من حسن حظي فقد كان لمسقط رأسي نصيبه من هذه الجولات وبعد اربع سنوات من شفائي من هذا المرض كنت اتحرق شوقاً لمقابلة الامير الانسان لاشكره بعد ان ظللت متواصلاً معه بالدعاء ليل نهار كي يوفقه الله ويسدد خطاه ويجعل افعاله في ميزان حسناته.. وبالفعل قابلت سموه وشكرته على موقفه الانساني النبيل معي ولاول مرة عرفت الدموع طريقها الى عيني على الرغم من ان المرض بكل قساوته لم يجعلني ابكي، ووجدتني اذرف هذه الدموع وانا اشاهده عياناً بياناً محيا هذا الانسان مكتسياً بكل ذلك النقاء الذي جعله مسنداً للناس ويداوي جروحهم ويخفف الامهم ويمد لهم يد العون والمساعدة.
انتهت قصة «ابو ياسر» ولم ينتبه السجل الناصع للامير الانسان عبدالعزيز بن فهد، ولعل هذه القصة وغيرها كثير وكم من مرضى انجاهم الله وشفاهم من هذا المرض بفضل الله عز وجل ثم بحرص عبدالعزيز بن فهد على علاج حالاتهم ولو خارج المملكة.. حيث يعرف عن سموه تشديده وحرصه على عدم البطء في مثل هذه الحالات التي تَرِدُ على مكتب سموه، جميعاً لانملك الا الدعاء لسموه ولوالديه بالفلاح في الدنيا والاخرة فاحفظه اللهم عوناً وسنداً لوطنه ولابناء شعبه بمختلف فئاتهم وقطاعاتهم ووفقه في كل أعماله لاجل خير الوطن وانسانه.
|