من يحظى بمتابعة السباقات المصرية يلحظ البساطة التي تسير بها هذه السباقات، فلا تعقيدات تعيق التنظيم، ولا رسميات بروتوكولية تكبل الانسيابية، ومن يحظى بالاقتراب من المهتمين بالفروسية المصرية يجد الهواية وقد ملأت قلوب ملاك الخيل فجميعهم من سعوديين او مصريين او عرب جمعتهم الهواية الناصعة من سويداء القلب، فاصبحوا نسيجاً متجانساً، وهذا ما يجعل الوسط الفروسي في مصر دافئاً بعلاقاته الرائعة، بعد ان ربطتهم اللغة المشتركة واجتذبهم العشق الواحد لهذه الرياضة الاصيلة.
صحيح ان جوائز السباقات تفي بالكاد مصروفات الخيل سيّاسها ومشغليها، وصحيح ان السباقات نفسها لاتقام الا على فترات متقطعة، لكن ملاك الخيل السعوديين الذين تعرفت عليهم هناك مازالوا ملتصقين كشأنهم منذ عشرات السنين بهذه المخلوقات الجميلة وسباقاتها، ومازالو يسعدون بكل مايختص بالخيل وحياتها بل ويتهللون حتى لو شاهدوها مجرد المشاهدة وهي في بوايكها.
لقد اصبح الاهتمام بالخيل وسباقاتها في اوربا وامريكا ودبي صناعة وعملاً احترافياً واستثماراً، واصبح لقطاع الفروسية مردودات «ملاينية» لايمكن اغفالها حيث يشغل بال البريطانيين حالياً فكرة انشاء وزارة للخيل وشؤونها في بريطانيا كما ان الشيخ محمد بن راشد المكتوم اشار الى ان هناك عدداً من ناطحات السحاب الاماراتية كانت استثمارات طويلة الاجل بفعل سباقات كأس دبي «العالمية» لكن المملكة بفروسيتها المتطورة مازالت تتسم بتأصيل الهواية على الرغم من ان منهجية الاحتراف والاستثمار قد بدأت في طرق الابواب ولكن بحياء!! وبطء ثقيل!
اعود للسباقات المصرية، حيث توج المالك المهذب وليد التويجري بكأس سمو ولي العهد التاريخية في عامها العشرين والثامنة لهذا المالك منذ بدء مشاركته فيها، وكان عصر الاحد ماقبل الماضي الموعد المحدد للكأس الثامنة حيث انتزع ولد المأمول «بلابل» الكأس الغالية بعد ان كانت للجواد المصري وحامل لقبها في العام الماضي «فايف ستار» ولم تبارح ذهني عبارة المعلق المخضرم التي اصبحت رائجة عند اهل الخيل بالميدان السعودي التي يقول فيها «الخيل مشيت لسه شويه!!» قبل انطلاقها من جهاز الانطلاق.
المثير في المقولة السابقة ان الازمنة في تلك السباقات لهذا العام اقتربت من ازمنة سباقاتنا المحلية، وبالتالي فالخيل - يا باشا - لم تعد تمشي كما تزعم والمستقبل كفيل بإإظهار ماحدث من تحسن في السباقات التي تشهدها المضامير المصرية.
ختاماً.. لابد من الاشادة بحفل العشاء الفاخر جداً، الذي اقيم على هامش السباق التاريخي الذي شهد ازدحاماً منقطع النظير على المستويات كافة على الرغم من افتقادنا لـ90% من المدعوين عندما كان السباق يقام في اليوم نفسه وحقاً الهواية تمتلك رجالها!».
|