اطلعت على ما ينشر في الجزيرة من مواضيع حول اللغة العربية واقول هنا: لما كانت اللغة مرتبطة عموماً ارتباطاً وثيقاً بأهلها، ويصيبها ما يصيبهم، فلما اصيب العرب بالضعف ولحقت بهم المآسي، وتخلفوا عن ركب الحضارة، كان طبيعياً ان تتخلف لغتهم عن ركب الحضارة الى يومنا هذا والى ان يهيئ الله لها اقواماً كسلفنا الصالح واجدادنا العظماء، ينفضون عنها غبار الدهور ويفخرون ويتفاخرون بتعلمها واقامتها في انفسهم اولاً ثم تعليمها للناس. ان الناظر لحال لغتنا اليوم وما نحن فيه من بعد عنها وهجر لها ليدرك تماما سبب تخلفنا نحن العرب فكيف يمكن لامة من الامم ان ترقى وتزدهر وهي بعيدة كل البعد عن لغتها فما بالك بلغة القرآن.
في يومنا هذا وصلت اللغة الى حد الاحتضار، نعم لغتنا تحتضر وتحارب وتكثف جميع الجهود للقضاء عليها ومحاولة التنقيص منها وتهميشها، ونحن عنها ساهون وغافلون ولا نعلم ما يحاك ضدها لأنه بالقضاء عليها، قضي على الاسلام والمسلمين. فمن المسؤول عن ذلك؟
وجامعات الدول العربية بأساتذتها وطلابها اول من تقع عليهم مسؤولية احياء اللغة العربية، وجعلها لغة العلوم والثقافة والدرس والتعليم كما كانت سابقا في الحضارة الاسلامية، وان ندعم ونساند ونقف مع كل من انبرى لنصرة اللغة فنصرتها هي نصر للدين وعزة للمسلمين خاصة وان اللغة العربية هي اوسع اللغات العالمية مدى واغزرها مادة، لكثرة ابنيتها وتعدد صيغها ومرونتها على الاشتقاق واستعدادها للتطور، وقدرتها على الاستيعاب وهذا الغنى اعانها على ان تكون لغة خالدة فضلا عن كونها لغة القرآن الكريم فهي خالدة بخلوده، قال تعالى: «{انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون} .
ابراهيم الحماد/جامعة الملك سعود
|