مرت الأسواق التجارية بعنيزة خلال العقود الماضية بالكثير والكثير من التنقلات والتعديلات والهدميات مما أدى إلى تناثرها وسط الأحياء وأثر في مركزها التجاري كأهم سوق تجاري في نجد في السنوات الغابرة حتى أصبحت مدن المملكة ومحافظاتها تتنافس في التجارة بشتى ألوان وفنون التسويق، وحرصت الدولة الرشيدة على توفير الوسائل والسبل وتذليل كل العقبات التي تقف في وجوه المستثمرين داخلياً.. وخلال السنوات القليلة جداً ازدهرت التجارة بعنيزة وشملت الأحياء واتسعت بشكل غير معقول وارتفعت اسعار الايجارات حتى ان العديد من أصحاب المنازل حولوا واجهات منازلهم إلى محلات تجارية بأشكال وتصاميم فنية جذابة، وقد استقطبت عنيزة أفضل وأكبر الشركات والمعارض التي افتتحت فروعاً لها خلال الفترة القصيرة الماضية ، وتبع ذلك انتعاش حركة المطاعم والمطابخ والبوفيهات الكثيرة والتي تتنافس شكلاً ومضموناً.
الآن الطموح لم يكن ليتوقف عند هذه النتيجة التي تحققت بل إن محافظ عنيزة الاستاذ عبدالله بن يحيى السليم الدينمو المحرك لكل عمل يتم في عنيزة كان طموحه أكبر من ذلك بكثير في التجارة وغيرها حتى أنه يقف بنفسه ويشجع ويتابع ويسهل ويذلل كل عقبة أمام أي جهة ترغب افتتاح محل أو فرع.
ومازالت حماسته تتدفق حتى إن الإنسان يقف مشدوهاً أمام هذه الطاقة إعجاباً وإكباراً ودهشة واحتراماً لهذا الرجل الذي لا ينتهي حلمه بإيجاد جمعية أو مشروع مناسبة فحسب بل يتعدى ذلك إلى أكبر من الحلم.ومن تلك الطموحات التي أصبحت حقيقة في عنيزة حينما تفقد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم أكبر مشروع تجاري استثماري ليحدث نقلة قوية في حياة المواطن في عنيزة لم يسبق لها مثيل، بل على المجتمع فيها .. كان هذا مجهود محافظ عنيزة الذي يقف بكل قوة وسانده سمو أمير القصيم في ذلك.
واجتهد رئيس بلدية عنيزة المهندس أحمد المزروع من أجل أن تحدث هذه النقلة وتنقلب الموازين وتدخل تجارة عنيزة تاريخا حديثاً مدعماً بالتخطيط والتقنية الحديثة.
هذا المشروع يشمل جميع الأسواق التي تمتلكها البلدية، وهو يقع على مساحة ثمانين ألف متر وتقوم بتنفيذه واستثماره إحدى الشركات الرائدة في هذا المجال وهي «عقار القابضة» على مدار عشرين عاماً قادمة، وقد روعيت في تنفيذ هذا المشروع العادات والتقاليد الاجتماعية والحفاظ على الطابع الإسلامي والبيئي لهذه المنطقة، إذ ان أهالي عنيزة على موعد مع أهم حدث في تاريخهم، ويحمل هذا المشروع اسم «المسوكف» القديم الحديث، والمسوكف أحد أهم أسواق عنيزة في السابق لذلك وضع هذا المشروع تحت هذا المسمى.وقد تابعت الجزيرة ولادة هذا الموضوع وما مر به من مراحل مختلفة فالكل استطاع الإلمام به ولا يتسع المجال لإعادة ما نشر ، ولكني أردت أن أتحدث بصفة عامة عن مدى التأثير الذي سيحدثه في حياة مواطني عنيزةمع ما سيكون هناك من عمليات التنقل والتشتت لمدة عامين لأصحاب المحلات القائمة حالياً حيث ستقوم البلدية بتأمين مواقع مؤقتة للجميع حتى يتم البدء والتنفيذ ولابد من الضريبة والتعاون مع البلدية، وأمام هذا المشروع العملاق الذي أصبح مدار الحديث والبحث والتساؤل والانبهار من الجميع، فتتويج ومباركة سمو أمير القصيم له تعني النجاح ، والإشادة من سموه تؤكد ذلك وتدعمه وتشجيع رجال الأعمال والتجار من المنطقة وخارجها للاستثمار والمتاجرة ومساندة أجهزة الدولة في بناء المشاريع وتأسيسها وتعليم المستثمرين الصغار عدم الاتكالية في البلديات فقط في ايجاد المشاريع لهم.
وحتى ينتهي المشروع ويقف على قدميه خلال عامين إن شاء الله تتابعه القلوب قبل العيون كيف لا وهو سيعيد لعنيزة تجارتها ويجعلنا نسامح البلدية ونغفر لها عندما تسببت قديماً في ضياع تجارة عنيزة بسبب قصر النظر آنذاك.. والله الموفق.
|