تبدو الاستهلالة مشجعة لأسبوع حافل بالعمل، فأمامنا قمتان الأولى بين عدد من الزعماء العرب والرئيس الأمريكي فيما تجمع الثانية الرئيس الأمريكي برئيسي الوزراء الفلسطيني والإسرائيلي.
وبينما يتحدث القريبون من اللقاء الذي تم الخميس بين أبو مازن وشارون واصفين الاجتماع بأنه ناجح فإن الرئيس الأمريكي حاول زرع قدر من الأمل وهو مقبل على هاتين القمتين عندما أقر بتفهم شكوك العرب في مساعي بلاده وتأكيده الالتزام بإقامة السلام لإزالة تلك الشكوك.
لكن على أرض الواقع فإن إسرائيل لم تترك أي مجال للشك في سعيها المستمر لتخريب أي جهد يستهدف السلام حيث قتل جيشها، مع بداية الاجتماع بين أبو مازن وشارون، ثلاثة فلسطينيين، بينما حرص شارون على تكرار ادعاءاته حول القدس المحتلة بزعمة أنها لن تكون للفلسطينيين.
ولأن الرئيس الأمريكي جورج بوش بادر إلى الإقرار بالشكوك العربية تجاه مواقف بلاده فإن عليه اتخاذ المواقف الصائبة تجاه إسرائيل لإزالة تلك الشكوك، ومن الواضح أن سياسات شارون ستحط كثيراً من مصداقية أمريكا وتكبل أيديها لعمل شيء ذي فائدة في المنطقة.
ولن يفيد الولايات المتحدة أن تتحدث كثيراً عن السلام بينما هي ترى وتسمع كيف أن إسرائيل تقوض ما تقوم واشنطن ببنائه بينما لا تفعل أمريكا شيئا لردع إسرائيل.
لقد تطلب الأمر وقتاً طويلاً حتى توافق إسرائيل على خطة الطريق، وعندما وافقت عليها فإنها اشترطت ألا يتم بحث مسألة عودة أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني إلى بلادهم، بينما حرصت على ترديد موقفها المتكرر من القدس المحتلة.
وفي المقابل فإن الجانب الفلسطيني يفعل كل ما من شأنه المساعدة على دفع الخطط المطروحة إلى الأمام، بل إن السلطة الفلسطينية تجد نفسها كثيراً على خط المواجهة مع الفصائل الفلسطينية الأخرى بسبب التزامها بتنفيذ خريطة الطريق، وهي في الوقت ذاته تحاول من خلال الحوار إقناع الفصائل بجدية مسعاها السلمي والانضمام إليه.
ويستطيع بوش أن يزيل الكثير من الشكوك العربية التي تحدث عنها إذا أحدث النقلة المأمولة لتحريك السلام من خلال الضغط على إسرائيل لكي يتفق مسلكها مع متطلبات السلام، لكننا نعرف أن بوش غادر بلاده تلاحقه تهديدات اليمين المحافظ والمتطرفين الصهاينة بألا يضغط على إسرائيل وهو على أعتاب انتخابات جديدة.
|